موسكو تعرض على جاكارتا شراء النفط الروسي بسعر مخفض بنسبة 30% مقارنة مع الأسعار العالمية.

Whatsapp

قال الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، الاثنين، إن بلاده بحاجة إلى النظر في “جميع الخيارات” في الوقت الذي تبحث فيه الانضمام للاقتصادات الآسيوية الأخرى بما فيها الهند والصين، التي تشتري النفط الروسي لتعويض ارتفاع تكاليف الطاقة.

وذكرت “بلومبرغ” أن موسكو عرضت على جاكارتا شراء النفط الروسي بسعر مخفض بنسبة 30% مقارنة مع الأسعار العالمية.

ولم تستورد إندونيسيا كميات كبيرة من النفط الروسي منذ سنوات، لكن حكومة ويدودو تواجه “ضغوطاً متزايدة”، لتقويض ارتفاع التكاليف بعد أن اضطرت لرفع أسعار بعض أنواع الوقود بنسبة بلغت 30% خلال الشهر الجاري، بحسب “بلومبرغ”.

وأشارت إلى أن أي تحرك لشراء النفط الروسي بأسعار تتجاوز السقف الذي حددته دول مجموعة الـ7 من شأنها أن تترك إندونيسيا عرضة للعقوبات الأميركية في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة قمة مجموع الـ20، في بالي، خلال ديسمبر المقبل.

ودعا ويدودو زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لحضور هذه القمة.

وقال الرئيس الإندونيسي في مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز”، رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت إندونيسيا ستشتري النفط الروسي: “نحن ندرس دائماً جميع الخيارات. وإذا طرحت دولة ما سعراً أفضل، فسنشتري منها بالطبع”.

وأعرب ويدودو، المعروف باسم جوكوي، عن أن “هناك واجباً على الحكومة للعثور على مصادر متنوعة لتلبية احتياجات الطاقة”، مؤكداً: “نريد العثور على حل”.

ووفقاً لـ “بلومبرغ”، فإن تصريحات ويدودو “تعكس الصعوبات التي تواجهها العديد من الدول في محاولتها توجيه الجغرافيا السياسية لمجابهة أزمة الطاقة التي تضرب الشعوب والشركات في جميع أنحاء العالم”.

عرض روسي 

وأشارت “بلومبرغ” إلى أن إندونيسيا، وهي الاقتصاد الأكبر في جنوب شرق آسيا، “تنتهج سياسة عدم الانحياز منذ وقت طويل مع القوى العظمى”، إذ قام رئيسها بزيارة موسكو وكييف في يونيو الماضي بعد أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، لدعوة الرئيسين بشكل شخصي لحضور قمة مجموعة الـ20”.

وقال ديفيد سوموال، كبير الاقتصاديين في بنك سنترال آسيا، بجاكرتا، إن “العلاقات العامة ستسوء في واقع الأمر إذا اشترت حكومة جاكارتا النفط الروسي لأن إندونيسيا واحدة من دول عدم الانحياز، بل وتأتي ضمن الدول المؤسسة للحركة”.

وأبلغ وزير السياحة الإندونيسي “بلومبرغ”، بأن موسكو عرضت بيع نفطها لبلاده “بسعر أقل بـ 30% من سعر السوق العالمية”، فيما أعلنت “بيرتامينا”، وهي شركة النفط الإندونيسية المملوكة للدولة، في أغسطس الماضي، أنها تراجع “مخاطر شراء النفط الروسي”.

 

تهديد أميركي

 

والأسبوع الماضي هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على “مشتري النفط الروسي الذين لا يلتزمون بسقف السعر المحدد من قبل دول مجموعة الـ7، ويستخدمون الخدمات الأوروبية في الصفقات”، ما يزيد من الخطورة المحتملة على الدول التي تتعامل مع موسكو، وفقا لـ “بلومبرغ”.

 

وجاء قرار الحكومة الإندونيسية بخفض دعم الطاقة خلال هذا الشهر مدفوعاً بزيادة 3 أضعاف في تكلفة دعم الوقود من الميزانية الأصلية بعد أن وصل إلى 502.4 تريليون روبية (ما يعادل 33.83 مليار دولار).

 

وبحسب “بلومبرغ”، يرجع الفضل في صمود الاقتصاد الإندونيسي حتى الآن في وجه أزمة الطاقة إلى قوة الاستهلاك المحلي وارتفاع أسعار اثنين من أهم الصادرات الإندونيسية، وهما الفحم وزيت النخيل، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.44% في الربع الثاني من العام السابق.

 

ورغم ذلك، توقعت “بلومبرغ” أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى “زيادة التضخم وإجبار البنك المركزي الإندونيسي على زيادة معدلات الفائدة، ما قد يضر بالنمو الاقتصادي”. وقال ويدودو إن “الطاقة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأهم مصالح الشعوب”.

 

سوق بديل لروسيا

 

وأشارت “بلومبرغ” إلى أنه “في حال انضمت إندونيسيا إلى الهند والصين في شراء النفط الروسي، فإن ذلك سيساعد موسكو على تعويض الكثير من خسائر الدخل الناجمة عن تراجع الشحنات إلى أوروبا”.

 

وأظهر تحليل أجرته صحيفة “فاينانشال تايمز” للبيانات المتاحة من إحصاءات الجمارك الصينية والهندية، أن حجم استيراد الدولتين من النفط الروسي زاد 11 مليون طن في الربع الثاني من 2022 مقارنة بالربع الأول.

وتمتلك إندونيسيا وروسيا أيضاً العديد من مشاريع الطاقة الكبرى المخطط لها، بما في ذلك مصفاة تكرير بقيمة 16 مليار دولار في شرق جاوة تقوم ببنائها شركتا “بيرتامينا” الإندونيسية و”روسنفت” الروسية.

كما تمتلك شركة “زاروبيزهنفت” المملوكة للدولة الروسية نصف حصة التنقيب عن نفط وغاز منطقة تونا في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة قريبة من الحدود البحرية الإندونيسية مع فيتنام.

وقال ويدودو إنه إلى جانب بوتين وزيلينسكي، من المتوقع أن يحضر زعماء العالم قمة مجموعة الـ20 في بالي، بما في ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي جو بايدن، مضيفاً أن هناك فرصة ليلقي الرئيس الأوكراني خطابه “افتراضيًا”.

المصدر: الشرق.

______________________________

🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:

Whatsapp-واتساب 

Telegram-تلغرام 

Facebook- فيسبوك

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن