اعتبر العلامة السيد علي فضل الله أن التقرير الأخير الصادر عن صندوق النقد الدولي والذي بين فيه خطورة استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه وحذر من بلوغ الدين العام إلى 550% من الناتج المحلي ودعا إلى الإسراع بالإصلاحات الضرورية للنهوض بالإقتصاد اللبناني وإعادة الثقة فيه، لأن الكلفة باهظة على لبنان ليس على سمعته وحضوره في هذا العالم فحسب بل أيضاً على ملايين اللبنانيين العالقين في المصارف.
وفي خطبة صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، تابع : لقد جاء هذا التقرير لا ليضيف إلينا شيئاً جديداً لما كنا نعرفه، فالجميع يعي ما آل إليه هذا البلد ومدى الإنحدار الذي وصل إليه ما جعله غير قادر على الوفاء بالتزاماته تجاه مؤسساته وجيشه وقواه الأمنية ولكنه يمثل شاهداً إضافياً عن مدى الإستهتار الذي تعيشه الطبقة السياسية التي لا تبالي بما يحدث.
وأضاف : وسنراها تمر على هذا التقرير مرور الكرام كما حصل مع التقارير السابقة، ولاسيما موضوع التدقيق الجنائي الذي قامت به إحدى الشركات ودفعت لها الأموال من دون محاسبة لأحد، كل هذا الإنحدار لا يدعوها إلى الإسراع بالقيام بما هو واجب عليها من سد الفراغ الحاصل على صعيد رئاسة الجمهورية وعدم وجود حكومة مكتملة الصلاحية والذي سيمتد إلى موقع حاكم المصرف المركزي ممن عليه حماية النقد الوطني وإلى قيادة الجيش اللبناني.
وأكد فضل الله قائلاً : من انعدام المسؤولية أن لا تبادر هذه القوى إلى التلاقي في ما بينها لتأمين هذه الاستحقاقات وبأسرع وقت ممكن ونراها تكتفي بالحديث عن حوار لم تتأمن مقوماته ولا من يقوم به أو بانتظار ما سيأتي من الخارج، وقد لا يأتي وإن جاء فربما لا يكون سريعاً لأن لبنان أصبح في آخر سلم اهتماماته أو لن يكون لحساب اللبنانيين وهو ما يدعو إلى رفع الصوت عالياً في وجه هذه الطبقة.
واستكمل : كفى استهتاراً بوطن لأجله بذلت التضحيات والأثمان الغالية حيث نجد إنسانه يبحث عن بلد آخر أو تراه يتسكع في بلده على أبواب المؤسسات والجهات والأفراد باحثاً عن لقمة عيش أو دواء أو طبابة أو مقعد دراسة لأولاده.
وأضاف : نتوقف عند الحدث الخطير الذي حصل في السويد والذي أسيء فيه إلى مقدس من أهم المقدسات عند المسلمين وهو القرآن الكريم وما زاد من خطورته أنه تم باحتفالية وتغطية إعلامية وبقرار من القضاء السويدي من دون الأخذ في الإعتبار ما يؤديه هذا العمل المشين من استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم من جهة ونشر الكراهية والحقد والعداء لهذا البلد بدلاً من المنطق الذي ندعو إليه وهو منطق الإحترام والتبادل والتواصل والحوار.
وختم قائلاً : إننا ندعو الحكومة السويدية إلى عدم السماح باستمرار مثل هذه التصرفات المسيئة والتي لا يمكن تسويغها تحت أي مبرر أو وفق أي معيار، فليست حرية تلك التي تؤدي إلى استفزاز مشاعر الآخرين والإساءة إلى مقدساتهم في الوقت الذي ندعو المسلمين إلى أن لا يقعوا في فخ الإنفعال وردود الفعل التي قد تسيء إلى صورة المسلمين والإسلام وتساهم في تنامي الإتجاهات العنصرية والمتطرفة التي ترفض وجودهم في هذه البلدان.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق