الصّداع
يُعرف الصداع بأنّه ألم ينشأ في الرأس أو الرقبة نتيجة تهيج الأنسجة والتراكيب التي تحيط بالجمجمة أو المخ أو التهابها؛ وذلك لأنّ نسيج الدماغ بحد ذاته لا يحتوي على أعصاب للإحساس بالألم،[١] ومن الجدير بالذكر أنّ هناك أنواع مختلفة وعديدة من الصداع، إذ يحدث الصداع بأنواعه لأسباب مختلفة، مما يفسر شيوع الصداع كشكوى بين العديد من الأفراد، ويمكن تصنيف الصداع إلى نوعين رئيسيين، أمّا النوع الأول فهو الصداع الأولي كصداع التوتر والصداع العنقودي، وأمّا النوع الثاني فهو الصداع الثانوي الذي يُعدّ عرضاً لمرض، أو مشكلة صحية ما، أو أثر جانبي لبعض الأدوية المستخدمة.
ويجدر بالذكر أنّ الصداع الأولي أكثر انتشاراً وشيوعاً، حيث إنّه يشكل أكثر من 90٪ من جميع الشكاوي المتعلقة بالصداع، ومن بينها صداع التوتر العرضي الذي يُعدّ أكثرها شيوعاً، حيث يؤثر في 30-78٪ من الأشخاص.
أسباب الصداع
الأولي يُقسم الصداع الأولي إلى أربع مجموعات رئيسية، وهي الصداع النصفي، وصداع التوتر، والصداع النصفي اللاإرادي ثلاثي التوائم، إضافة إلى أنواع أخرى ليست ضمن المجموعات الثلاث الأولى وليس لها سبب ثانوي، ومن الجدير بالذكر أنّ أنواع الصداع الأولي لا ترتبط بأي خلل بنيوي واضح في الدماغ، وبالتالي غالباً لا تظهر أي نتائج غير طبيعية عند إجراء عدد من الفحوصات للدماغ، على عكس الصداع الثانوي الذي يترافق عادة مع ملاحظة اضطرابات في الفحص السريري، وتحدث هذه الأنواع من الصداع عادة في وقت مبكر من الحياة وتنخفض معدلات حدوثها بعد سن 40-50، وفيما يلي ذكر للأنواع المختلفة من الصداع الأولي:
الصداع النصفي:
وهو نوع من الصداع المتكرر الذي يسبب آلاماً تتميز بالنبض أو الخفقان، وتتراوح في الشدة بين المعتدلة إلى الشديدة، وغالبا ما يكون الألم على جانب واحد من الرأس، وقد يكون الصداع مصحوباً بأعراض أخرى، مثل: الغثيان، والضعف، والحساسية للضوء والصوت، ويعتقد الباحثون أنّ الصداع النصفي يرتبط بأسباب وراثية، إلا أنّ هناك عدد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي بما في ذلك الضغط العصبي، والقلق، والتغيرات الهرمونية عند النساء، والأضواء الساطعة أو الوامضة، وصوت الضجيج العالي، والرائحة القوية، وبعض الأدوية، وكثرة النوم أو عدم النوم لفترة كافية، والتغيرات المفاجئة في الطقس أو البيئة، وممارسة الكثير من النشاط البدني، والتدخين، والأعراض الانسحابية للكافيين أو تناول الكافيين، وتخطي وجبات الطعام، والإفراط في تناول الأدوية المستخدمة في علاج الصداع النصفي، وبعض الأطعمة والمضافات الغذائية مثل: الكحول، والشوكولاتة، والأجبان المعتقة، والغلوتامات أحادية الصوديوم، وبعض الفواكه والمكسرات، والمنتجات المخمرة أو المخللة، والخميرة، واللحوم المعالجة.
صداع التوتر:
يسبب صداع التوتر الشعور بألم خفيف، وضيق، أو ضغط حول الجبهة أو مؤخرة الرأس والرقبة، وقد يصفه بعض المرضى بالمشبك الذي يضغط على الجمجمة، وهو أكثر أنواع الصداع شيوعاً بين البالغين، ويحدث هذا النوع من الصداع عادة في وقت متأخر من اليوم، وقد يكون مصحوباً بمشاكل في النوم، والشعور بالتعب الشديد، والتهيج، ومشاكل التركيز، والحساسية الخفيفة للضوء أو الضوضاء، وآلام العضلات، وعلى عكس الصداع النصفي، فإنّ هذا النوع من الصداع لا يسبب أعراضاً عصبية أخرى مثل: ضعف العضلات أو عدم وضوح الرؤية، كما أنّه لا يسبب الحساسية الشديدة للضوء، أو الضجيج، أو آلام المعدة، أو الغثيان، أو التقيؤ. ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد سبب واحد للإصابة بصداع التوتر، وفي معظم الأحيان ينجم صداع التوتر عن الضغط في العمل، والمدرسة، والعائلة، والأصدقاء، وغيرها من العلاقات، ولا يرتبط هذا النوع من الصداع بالوراثة، ويحدث غالباً بسبب شد العضلات في الجزء الخلفي من الرقبة وفروة الرأس، كما تضم قائمة الأسباب الأخرى لهذا النوع من الصداع: قلة الراحة، والإجهاد العاطفي أو العقلي، بما في ذلك الاكتئاب، والقلق، والإعياء، والجوع، وانخفاض مستويات الحديد، وتعاطي الكحول، وتناول الكافيين، ومشاكل الفك أو الأسنان.
الصداع النصفي
اللاإرادي ثلاثي التوائم: يتميز هذا النوع من الصداع بنمط مشترك من الألم ثلاثيُّ التوائم، إضافة إلى علامات خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي مثل: التدمع وسيلان الأنف، ويضم هذا النوع من الصداع أنواعاً مختلفة منها: الصداع العنقودي، والشقيقة الانتيابية المزمنة، والصداع النصفي قصير الأمد، وهجمات الصداع النصفي العصبي المصحوب باحتقان وتمزق الملتحمة، وتحدث الأنواع المختلفة لهذا النوع من الصداع نتيجة خلل في الجهاز العصبي.
أسباب الصداع الثانوي يُعدّ الصداع الثانوي أحد أعراض الأمراض التي يمكن أن تؤثر في أعصاب الرأس الحساسة للألم، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من الحالات المتفاوتة في الشدة إلى حد كبير، والتي يمكن أن تسبب الصداع الثانوي، وتضم قائمة أسباب الصداع الثانوي ما يلي:
التهاب الجيوب الأنفية الحاد.
التمزقات الشريانية والانسلاخات السباتية أو الفقارية.
التخثر الوريدي داخل المخ؛ وهي حالة مختلفة عن السكتة الدماغية. تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؛ وهو نتوء في أحد شرايين الدماغ.
التشوّه الشرياني الوريدي؛ وهو تشكل غير طبيعي للأوعية الدموية في الدماغ. تشكّل ورم في المخ. التسمم بأول أكسيد الكربون.
استخدام الغلوتامات أحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate). ارتجاج المخ. الجفاف.
مشاكل الأسنان.
عدوى الأذن الوسطى.
نشوء ورم دموي داخل الجمجمة.
الإنفلونزا وغيرها من الأمراض المصحوبة بالحمى. التهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis). التهاب الشرايين الصدغي.
الزَرَق أو المياه الزرقاء.
الإفراط في تناول الكحول.
ارتفاع ضغط الدم.
الإفراط في استخدام بعض الأدوية.
التهاب السحايا.
الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة.
الإصابة بأحد اضطرابات الهلع.
الضغط الناجم عن ارتداء خوذة رأس أو نظارات واقية ضيقة.
التعرض لسكتة دماغية.
تناول المثلجات.
الصك على الأسنان في الليل.
قم بكتابة اول تعليق