اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله خلال لقاء حواري شعبي في بلدة السلطانية الجنوبية أنه “لولا وجود حزب الله بين الناس، لكنّا رأينا حجم التأثيرات والتداعيات الكارثية على المواطنين أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، لأن حزب الله موجود بين الناس على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي والخدماتي بكل إمكاناته وقدراته وطاقاته، وهو يحاول دائماً أن يخفف من أعباء هذه الأزمة بكل الوسائل والطرق الممكنة، وقد حددنا أولويات أساسية وهي الصحة والغذاء والتعليم”.
وأوضح فضل الله أنه“لدينا تقديمات كبيرة جداً في هذه القطاعات يستفيد منها مئات آلاف المواطنين بتنوع إنتماءاتهم، وهو ما يجعل الناس قادرة على الصمود لتجاوز هذه الأزمة، وهي تقديمات تهدف إلى التخفيف من حدتها، بينما العلاج يحتاج إلى إجراءات تقوم بها مؤسسات الدولة، ونحن نريد لهذه الدولة أن تنهض من جديد ونعيد بنائها على أسس سليمة، وأن يبقى لدينا الأمل بالمستقبل، لوجود قدرات وإمكانيات وكفاءات في بلدنا تمكّنه من الخروج من هذه الأزمة.”
وقال: “إن الحلول تضعها الدولة، ولديها فرص كثيرة، ومنها حل مشكلة الكهرباء، فالمعاناة الكبيرة التي يعيشها عموم الشعب اللبناني اليوم من انقطاع التيار الكهربائي، ناجمة عن رفض الحكومة اللبنانية عرضاً إيرانياً واضحاً ببناء معامل إنتاج بأقل من سنة، مثلما رفضت العرض الروسي بإنشاء مصفاة تكرير للنفط، وذلك خوفاً من العقوبات الأميركية”.
وتساءل: “هل نستطيع نحن كجهة أن نأتي بالشركة الإيرانية ونجعلها تبني المحطات بمعزل عن وزارة الطاقة وقرار الحكومة وعن اتفاقية بين الحكومتين اللبنانية والإيرانية، فنحن أتينا بالعرض والالتزام من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتنفيذ، تماماً كما فعلنا بعد حرب تموز حينما أنجزت الهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار تعبيد الطرقات وغيرها من المشاريع باتفاق مع الحكومة ووزارة الأشغال اللبنانية.”
وتابع: “الحكومة هي من تضع خطة التعافي، وهي من عليها إلزام المصارف بإعادة أموال المودعين، ووقف الإجراءات التي تتخذها بحق الآخرين، ومنها ما يتعلق بالمساعدة التي قدمتها الدولة للموظفين في القطاع العام، حيث اقتطعت المصارف منها 40%، وفرضت على المستفيدين أخذ قيمة هذه النسبة عن طريق الشيك أو بطريقة ثانية، علماً أن هذه المساعدة هي عبارة عن مال جاء من الدولة إلى هؤلاء الموظفين عبر المصارف، فبأي حق يتم التصرف بهذه الطريقة.”
ولفت فضل الله إلى أن “هناك خطاب سياسي متوتر في الداخل من قبل من بدأوا يصابون بالإحباط نتيجة سقوط رهاناتهم على إمكانية إحداث تغييرات كبرى لمصلحتهم في لبنان، فهم اعتبروا أنهم من خلال الانتخابات النيابية يستطيعون أن يغيّروا المعادلة في لبنان، فقاموا بتوجيه الاتهامات والحديث عن المقاومة وحزب الله، وبأنهم سيفوزون بالأكثرية النيابية من أجل أن يحاصروا المقاومة، ولكن نتيجة الاستطلاعات والتطورات التي تحصل والوضع الشعبي العام، تبيّن أن ما قاله هؤلاء هو أوهام وأحلام يعيشون فيها، وبدأنا نرى إحباطات من قبل قوى كانت تسُن أسنانها وتشحذ سيوفها لاستهداف المقاومة في الانتخابات.”
أضاف: “للأسف أن البعض في لبنان يمارسون النفاق السياسي، فعندما يجلسون معنا يتحدثون بشيء، وفي الإعلام يتحدثون بشيء آخر بحجة شد العصب، أي أنهم يتحدثون تحت الطاولة بشيء وفوقها بشيء آخر، وقد وصلت الوقاحة ببعض القوى السياسية وببعض السياسيين في لبنان للقول إنهم من أجل أن يحصلوا على جمهور وشد العصب، عليهم أن يتهجّموا على بيئة كبيرة وفئة واسعة من اللبنانيين.”
وختم فضل الله قائلا: “لدينا برنامج إنقاذي اقتصادي لمواجهة هذا الانهيار الحاصل، وللحد من تأثيراته وتداعياته، وهناك شيء نطبّقه ونقوم به من خارج دائرة مؤسسات الدولة من خلال إمكاناتنا، أما الآخرون ليس لديهم برنامج سوى التهجم على حزب الله، أو التطاول على إيران للحصول على بعض الدعم المادي”.
قم بكتابة اول تعليق