أبدى السيد علي فضل الله خشيته من أن “لبنان يتجرّع دواء سياسياً واقتصادياً وأمنياً يبقيه على حافة النهوض والانهيار معاً”، مشيراً إلى “اقتصار دور الحكومة على إعطاء المسكنّات ريثما تنجلي بعض التطورات في الإقليم”.
ولفت إلى أنه “ما زلنا نعتقد بأن الآمال التي بُنيت على الحكومة كانت أكبر بكثير من الواقع، وقد جاءت الوقائع الأخيرة المتصلة بارتفاع سعر صرف الدولار وبتصاعد أزمة الكهرباء لتؤكد بأننا أمام سلسلة من الصدمات السلبية التي يمكن أن تزيل أثر الملامح الإيجابية التي رافقت ولادة الحكومة وإطلالتها الأولى”.
ورأى أن “الحكومة التي ولدت في لحظة زمنية تداخلت فيها بعض التطورات التي تجري في المنطقة مع الملف اللبناني لن تستطيع إحداث الفارق الكبير في حركتها وإنجازاتها إلا بعد اكتمال فصول هذه التطورات أو انقشاع الرؤية في ملفات إقليمية لا تزال تطبخ على نارٍ باردة، أو هي تمر في مراحل صعود وهبوط وتحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تنضج”.
وتابع أنه “رغم كل ذلك لا نريد أن نميل إلى التشاؤم لأن الأوضاع في لبنان لم تتغير كثيراً منذ ولادة هذه الحكومة، فنحن ــ في الأصل ــ لم نكن ننتظر أن تتبدّل الصورة سريعاً، ولا نزال نرى أن هناك إمكانية للتقدم في معالجة بعض الأزمات، وأن ثمة إرادة محلية مدفوعة بتأييد خارجي لتحقيق ما يمكن تحقيقه من تقدم في هذا المجال، ولكن ذلك مرهون، من ناحية أخرى بما ستؤول عليه الأمور في الإقليم، وإلى أن نصل إلى المرحلة الإيجابية المتقدمة التي تُفتح فيها بعض الأبواب المغلقة في المنطقة فإن ما تقوم به الحكومة من دور محدود في المعالجة على طريقة المسكنات سوف يستمر”.
وعبر عن خشيته من أن “لبنان سيبقى يتجرّع من الدواء السياسي والأمني والاقتصادي المسكن ما يجعله قادراً على الاستمرار ليبقى على حافة النهوض وحافة الانهيار في آن إلى أن تصدر الأوامر الخارجية بالنهوض الفعلي بعد التأكد من تحصيل بعض الشروط، بصرف النظر عن المسببات الداخلية للانهيار من فساد وسرقة ومحاصصات، والتي جعلت البلد بطناً رخواً وساحة يمكن للاعبون الدوليون والإقليميون الدخول إليها والخروج منها ساعة يشاؤون”.
قم بكتابة اول تعليق