يستعد الإيرانيون هذا الأسبوع لإحياء عيد النوروز أو عيد رأس السنة الإيرانية وهو جزء من التراث الفارسي الممتد منذ آلاف السنين عبر التاريخ.
ويحلّ الاحتفال بالنوروز في فصل الربيع، وترمّز فعالياته إلى دورة الحياة الجديدة والاتصال المتجدد بين البشر والطبيعة، فقد كتب عنه شاعر إيران الكبير سعدي الشيرازي (1210-1291)، قائلاً: “استيقظ، نسيم النوروز هبَّ في الصباح يغمر الحديقة بالورود”.
يبدأ النوروز عند الاعتدال الربيعي، وهي اللحظة التي تنطبق الشمس فيها تماماً على خط الاستواء ويتساوى فيها طول الليل والنهار.
ويحصل ذلك عادةً ما بين 19-21 مارس/آذار، اعتماداً على الحسابات الفلكية. وقد حل الاعتدال هذا العام في 20 مارس/آذار بعد الساعة السابعة صباحاً بقليل وفقاً للتوقيت المحلي لطهران.
يقوم الناس بالاستعداد لاستقبال عيد النيروز عن طريق تنظيف المنزل على أتمّ وجه، وتفقُّد أجزاء المنزل التالفة وصيانتها، وغسل السجاد والنوافذ، وتزيين المنزل بالورود، إذ يجب استقبال العام الجديد بحُلّة نظيفة ومريحة.
ومن طقوس هذا العيد هو إعداد سُفرة من سبع أطباق تبدأ بالحرف الـ”س”، ويتم وضع هذه الأطباق على طاولة مُزينة بالأزهار إلى جانب وعاء للسمك يحتوي على سمكة ذهبية، بالإضافة للشموع والمرآة والبيض المطلي، وتُسمى هذه السُّفرة بـ”هفت سين”.
يجلس جميع اعضاء الاسرة حول مائدة “هفت سين” ويبتهلون بالدعاء الى الباري عز وجل ويقراون بعض الادعية لاسيما “یا مقلب القلوب و الابصار، یا مدبر اللیل و النهار، یا محول الحول و الاحوال، حول حالنا الی احسن الحال”.
وبعد الاعلان عن الانتقال الى العام الجديد، يقوم كبير الاسرة باعطاء العيدية الى افراد الاسرة والاقارب والاصدقاء.
ويفضل العديد من الايرانيين ايضا ان يقضوا عطلة النوروز في بعض الجزر الايرانية الجميلة في الخليج الفارسي بما فيها جزيرتي كيش وقشم.
وخلال عطلة النوروز يسافر الكثير من الايرانيين الى مختلف المحافظات الايرانية بما فيها محافظات شمال البلاد اي مازندران وجيلان وكلستان الواقعة على شواطئ بحر قزوين والتي تمتلك مساحات واسعة من الغابات والرقعة الخضراء والمناخ المعتدل، كما ان هناك محافظة خراسان في شمال شرق ايران تتمتع هي الاخرى بمناخ معتدل.
وفي اليوم الاخير من عطلة راس السنة اي اليوم الثالث عشر من شهر “فروردين” اول الشهور الايرانية، تخرج معظم الاسر الى خارج المنزل الى الحدائق والغابات والمتنزهات لقضاء اليوم خارج المنزل.
والجو الأجمل في مشهد، حيث مقام ثامن حجج آل بيت محمد الأطهار، الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، تستقبل مشهد في عطلة العيد العدد الأكبر من المسافرين، محلياً ودولياً، أما قم فتمثل معبرًا للمسافرين داخلياً عبر البر لأنها تقع في الوسط.
خلال عطلة النوروز يصل عدد الخدام في المقام إلى 8000 خادم وخادمة لخدمة المقام والزوار، في أيام النوروز يزداد عدد وجبات الطعام الموزعة على الزوار من داخل مضيف الحرم، فداخل الحرم يوزع 1000 وجبة فطور، كما توزع 40 ألف وجبة فطور على مداخل مدينة مشهد للقادمين إليها، وكذلك توزع من داخل مضيف الحرم 10 آلاف وجبة غداء على الزوار.
أما بالنسبة للنشاطات الثقافية فإنه يوزع في عطلة العيد أكثر من 40 منتجًا ثقافيًّا متنوعًا على الزوار من كتب وأقراص مدمجة وروزنامات وعلب متبركة ودفاتر ومسابقات غيرها، كما أن هناك منتجات ثقافية خاصة بالأطفال مثل علبة الزائر الصغير، دفاتر وأقلام تلوين ، روزنامات خاصة بالأطفال وغير ذلك، كما تزداد ساعات إستقبال المكتبة الرئيسية في الحرم والمتحف للزوار.
قم بكتابة اول تعليق