اعتبرت مصادر سياسية أنّ “مواقف الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية الداعية لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، تدفع باتجاه تسريع انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن، بالرغم من تشرذم القوى السياسية الداخلية، وعدم وضوح موقف حزب الله المرتبط بإيران من هذا الاستحقاق المهم حتى الآن”.
وقالت المصادر إنّ “تشديد هذه الدول دعوتها للمسؤولين اللبنانيين، لإجراء الانتخابات الرئاسية بموعدها، يرتب التزامات على هؤلاء لتسريع الخطى مع باقي الأطراف السياسيين لترتيب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد المحددة، باعتبار أن التلكؤ او التأخير، ودخول لبنان بحال الفراغ الرئاسي، سيؤدي إلى مزيد من التازم السياسي، والفوضى وعدم الاستقرار، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية للمواطنين اللبنانيين، ويصعب تنفيذ الحلول الناجعة للازمة المتعددة الأوجه التي يواجهها لبنان حاليا”.
كما لاحظت أنّ “الدول الثلاث تولي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اهتماما استثنائيا، يتقدم على تشكيل حكومة جديدة، باعتبار ان هناك حكومة موجودة، ولو كانت مستقيلة، واي حكومة تشكل سيكون عمرها قصيرا، وتستقيل فور انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولذلك فاهمية انتخاب رئيس الجمهورية، تتقدم على تشكيل حكومة جديدة وموقتة، ولا بد من أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار”.
وحذرت المصادر من “تجاهل دعوات هذه الدول الثلاث، لإجراء الانتخابات الرئاسية وعرقلتها، لأي سبب كان، أو الانصياع لمطالب أطراف داخليين، كحزب الله، الذي ينتظر الضوء الأخضر من إيران، أو الرضوخ لرغبة التيار الوطني الحر الذي يطمح إلى ترشيح رئيسه أو أحد المحسوبين عليه للرئاسة، لأن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وإدخال لبنان في حال من الفراغ هذه المرة، يعني أيضا إبقاء لبنان أسير الدوران بالفلك الإيراني ومصالحه على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، ما يؤدي تلقائيا إلى استمرار الانكفاء الخليجي عموما والسعودي خصوصا عنه، وجفاء بعلاقاته مع الدول المؤثرة بالوضع اللبناني، كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع هذا لن يكون عاملا مساعدا لمد يد المساعدة لإنقاذ لبنان من ازمتة الصعبة”.
إلى ذلك، شددت على “المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، للأخذ بمطالب أكثرية اللبنانيين، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يمثل تطلعاتهم لإخراج لبنان من أزمته، وبناء علاقات ثقة مع الدول العربية الشقيقة، وانهاء عزلته العربية والدولية، لأن التجربة اثبتت فشل فرض رئيس الجمهورية بقوة السلاح والتحكم بالواقع السياسي بالهيمنة والترهيب، كما حصل بانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون الذي فشل فشلا ذريعا، وتسبب بالكارثة التي يعيشها اللبنانيون حاليا وبخراب الدولة ومؤسساتها”.
ولم تستبعد المصادر أن “تؤدي حركة اللقاءات الجانبية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، بين الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني من جهة واللقاءات مع الجانب الأميركي وممثلي دول أخرى، إلى إرساء نظرة مشتركة من موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما يدفع إلى تسريع الخطى لإجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب”.
المصدر: اللواء
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق