تراجع سهم مصرف دويتشه بنك بقوّة، اليوم الجمعة، وووصلت خسائره ظُهراً إلى 14%، قبل أن يعوّض بعضها في فترة المساء، وتتقلّص تراجعاته إلى نحو 8.5% عند الإغلاق، في حلقة جديدة من سلسلة أزمات تهب على البنوك العالميّة.
وبدأ سهم دويتسه بنك بالتراجع في وقت متأخر، أمس الخميس، بعد قفزة حادة في تكلفة التأمين من مخاطر التخلف عن السداد، سببها موجة ذعر اجتاحت المستثمرين الذين يمتلكون سندات دين صادرة عن المصرف الألماني.
وأغلق السهم على خسارة بنسبة 8.53%، مستقراً عند 8.54 يورو، بعد أن خسر ما يصل إلى 14% خلال اليوم، في ثالث جلسة تراجعات على التوالي في بورصة فرانكفورت للأوراق المالية، كما خسر منافسه “كومرتس بنك” 5.45% متراجعاً إلى 8.88 يورو.
وتوسّعت حالة التخلّص من أسهم البنوك الأوروبيّة، مع افتتاح الأسواق اليوم، ليهبط سهم مجموعة “UBS” بنحو 6%، فيما بلغت خسائر مؤشر البنوك في أوروبا نحو 4.1%، وهبطت أسهم البنوك البريطانية 4% لتسجل انخفاضا للجلسة الثالثة على التوالي.
وانخفض اليورو والجنيه الإسترليني بشدة مقابل الدولار، اليوم الجمعة، في ظل التوترات بشأن البنوك، والفشل الكبير للبيانات الاقتصادية في رفع المعنويات.
وخسر سهم دويتشه بنك الألماني خُمس قيمته حتى الآن هذا الشهر، كما فقد سهمه نحو 19.2% منذ مطلع السنة، وقفزت تكلفة التأمين من مخاطر التخلف عن السداد للبنك، وهي شكل من أشكال التأمين لحاملي السندات، إلى أعلى مستوى لها خلال أربع سنوات، وفقاً لبيانات “ستاندرد أند بورز”.
وقال كبير محللي السوق في “آي.جي”، كريس بوشامب إننا “ما زلنا على حافة الهاوية ننتظر سقوط قطعة دومينو أخرى، ومن الواضح أن دويتشه بنك هو القطعة التالية في أذهان الجميع”، وأضاف بأنّه يبدو أن الأزمة المصرفية لم تنته تماماً.
وسعت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، إلى طمأنة الأسواق، مشيرةً في تصريح لها إلى كونها لا تعتقد أنّه يوجد أي “مبعث قلق محدد” إزاء الاستقرار الاقتصادي في أوروبا، وذلك حينما سُئلت عن الأزمة التي عصفت بقطاع البنوك الأوروبية وتحديداً “دويتشه بنك”.
وصرحت ميلوني للصحافيين عقب قمة للقادة الأوروبيين في بروكسل اليوم إن”أسس المنظومة متينة”، ما أثار موجة من الانتقادات، كون الأسهم الأوروبية تتراجع، تأثراً بالمخاوف من أزمة مصرفية أخرى، خصوصاً مع التراجع الحاد لأكبر البنوك الألمانية.
وكانت وكالة “موديز” للتصنيفات الائتمانية، قد استبعدت أن تواجه البنوك الكبرى في أوروبا، ضغوطاً مماثلة للأزمة التي تعرض لها بنك “كريدي سويس” الذي استحوذ عليه منافسه السويسري الأكبر “يو بي إس” لتفادي انهيارات أوسع في القطاع المصرفي.
ولفتت “موديز” في تقرير لها، أول أمس الأربعاء، إلى أنّ البنوك الأوروبية الـ11 الكبرى الأخرى في المنطقة، والتي من بينها “دويتشه بنك”، و”بي إن بي باريبا”، لا تُظهر “ضعفاً في ملف الائتمان”، مثل الذي أدى إلى فقدان ثقة المستثمرين والمودعين في “كريدي سويس” على مدى عامين تقريباً.
وأتى تراجع “دويتشه بنك” ليقلب كل التوقعات والتحليلات، ويزيد من حدة المخاوف وتأثيرها على سوق الأسهم والمصارف الأوروبية.
ويُذكر أنّ “دويتشه بنك” كان قد سوّى دعوى قضائية مؤخراً، اتّهم فيها صندوقين خارجيين بالتراجع عن اتفاق لبيع مطالبات بقيمة 1.6 مليار دولار في إفلاس شركة “برنارد مادوف”.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق