أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله إلى أن هناك اتصالات ومشاورات مع حلفائنا والكتل النيابية لبلورة موقف من تسمية الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، في ظل التركيبة السياسية والطائفية، والتوازنات الحساسة في لبنان، ليتم على ضوئها اختيار الشخص القادر على تشكيل الحكومة، لتتمكن من القيام بواجباتها للتصدي للأزمة الحالية ووضع الحلول لها، وعندما نصل إلى القرار النهائي الذي يتخذه حزب الله، يُعلن عنه في موعده يوم الخميس المقبل، ونحن مع أن يكون هناك أوسع تفاهم بين الكتل النيابية على الحكومة القادمة، لأنه من الصعب أن تنجح أي حكومة أحادية ومن طرف واحد أو حكومة أكثرية بمعزل مع من هي الأكثرية، وهو ما دلّت عليه التجربة في لبنان، وإذا كان هناك بعض القوى السياسية ترفع من خطاباتها، فهي تبني مواقفها على الأوهام، ولم تتعلم من تجارب الماضي.
وخلال لقاءات شعبية في بلدات الطيري، بيت ياحون، رشاف، لشكر الأهالي على تصويتهم في الانتخابات النيابية، قال النائب فضل الله “حزب الله مع الإسراع في تشكيل حكومة جديدة قبل أن تنتهي ولاية رئيس الجمهورية، لأن البلد يحتاج إلى حكومة مكتملة الصلاحيات، حتى لو كانت مهمتها أشهراً معدودة، لأنه في هذه الأشهر هناك مهمّات كبيرة جداً عليها، ونحن من جهتنا سنسعى لتكون لدينا حكومة جديدة، ويجب أن لا يتعاطى أي أحد على قاعدة أن هناك مهلة قصيرة، وأن تبقى حكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات الرئاسية”.
وأضاف: “بدأنا نرى حركة سفراء تتعلق بمسار التكليف والتشكيل في محاولة لفرض الإملاءات، في استحقاق وطني لبناني، وبالأخص من قبل السفيرة الأمريكية في بيروت، التي رأيناها قبل الانتخابات النيابية وبعدها وعند كل استحقاق لبناني تمارس تحريضاً في جلساتها مع القوى السياسية اللبنانية، وتحرّض ضد فئة من اللبنانيين وضد المقاومة، وفي الوقت نفسه نحن نرى أن هذه السفيرة كممثلة لإدارتها تتحمّل المسؤولية الأساسية عن تعطيل الكثير من المشاريع، وأبرزها مشروع استجرار الطاقة والغاز من الأردن عبر سوريا، ونحن نسمع كلاماً فقط حول هذا الموضوع، لأن هناك تعطيلا أميركيا كجزء من الحصار الذي يفرضونه على لبنان لإخضاعه وفرض الشروط عليه”.
وتابع قائلا “من المهمات الأساسية التي تقع على عاتق الحكومة معالجة أزمة الكهرباء، ونحن نطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الطاقة الحالي بمصارحة الشعب اللبناني، وأن يقولوا لهم لماذا تتعطل خطة الكهرباء إلى الآن، ومن الذي أخّرها وعطّل إمكانية بناء معامل كهرباء، وما هي النقاط التي تم الاختلاف عليها، فنحن نسمع كلاماً كثيراً في هذا الشأن، فقد وضعت خطة الكهرباء عام 2010، وتجددت أكثر من مرة، وفي كل مرة نصل إلى مكان يقال فيه بأنه سيتم البدء باستدراج العروض لبناء معامل مقررة ضمن الخطة، تتعطّل في مجلس الوزراء، لتبدأ الاتهامات والسجالات”.
ولفت النائب فضل الله إلى أن الشعب اللبناني اليوم يدفع ثمنًا باهظًا لتعطيل إصلاح قطاع الكهرباء، بعد هدر أمواله والتسبّب بأغلب أزماته نتيجة وضع هذا القطاع، والمسؤولية في حل هذه المشكلة تقع على عاتق الحكومة بالدرجة الأولى، وعندما يتم حلها نخفّف عن كاهل المواطنين خصوصاً فاتورة الاشتراك، ونحل جزءاً كبيراً من مشكلة المياه.
وختم قائلاً: “لدينا شح في المياه بسبب أزمة الطاقة، والجهد الذي نبذله من خلال الطاقة البديلة هي للتخفيف من حدة الأزمة في هذا الصيف، ولدينا مجتمع صامد وصابر، لكنه ليس متروكًا، بل هناك عمل يومي في الليل والنهار في هذه القرى والبلدات من قبل حزب الله، خصوصًا لإعانة المحتاجين في المجالات الصحية والمعيشية، وفي معالجة شح المياه، وأغلب عملنا يتم بصمت لمواجهة الحرب الاقتصادية والانتصار عليها، لأن الهدف خدمة الناس كواجب وطني وديني، وهناك خير كثير في هذا المجتمع الذي بعد أربعين عامًا على نشأة المقاومة لم يبخل بالدم في كل المحطات، واليوم يقدم صورًا رائعة عن إنسانيته وتضامنه وتكافله، والعمل للنهوض ببعض القطاعات التي تركتها الدولة تواجه الإنهيار”.
قم بكتابة اول تعليق