بعيداً عن الوساطات .. ما هي الأسباب التي منعت الفصائل الفلسطينية من التصعيد البارحة؟

الفلسطينيةفي وقتٍ تأهبت فيه الوحدات والمجموعات الخاصة للمقاومة الفلسطينية استعدادًا لرد محتمل على مسيرة “الأعلام” الاستفزازية الإسرائيلية في القدس المحتلة، وشمل ذلك بشكل خاص الوحدات الصاروخية ووحدات الدروع والمدفعية، كان الوسطاء يواصلون اتصالاتهم مع قيادة الفصائل وخاصة حركة حماس لمحاولة احتواء أي تصعيد قد يجر قطاع غزة إلى معركة جديدة لا يمكن احتمالها بعد عام واحد من معركة استمرت 11 يومًا وكانت نتائجها على صعيد أعداد الشهداء والجرحى والبنية التحتية كبيرة جدًا وخلفت الكثير من الضرر.
وتزامنت تلك التحركات الميدانية والدبلوماسية على صعيد الوساطات التي شملت مصر وقطر والأمم المتحدة وحتى بعض الدول الأوروبية التي تحدث ممثلون عنها مع قيادات من حركة حماس  كما كشفت مصادر بذلك مع اتصالات داخلية بين الفصائل وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وعلى صعيد الأجنحة العسكرية ضمن غرفة العمليات المشتركة والتي كانت في حالة تأهب بانتظار موقف موحد لاتخاذ قرار يظهر ردة فعل واضحة إزاء ما كان يجري في القدس المحتلة.
وبحسب مصادر من المقاومة الفلسطينية، فإن الأجنحة العسكرية وبعد مداولات ضمن غرفة العمليات المشتركة، فضلت “ضبط الميدان” بشكل جماعي وموقف موحد، ودعم هذا القرار من قبل المستوى السياسي للفصائل، رغم أن حركة الجهاد الإسلامي كان لديها بعض التبيانات في المواقف بداية الحدث، إلا أنه في ظل إجماع داخل فصائل المقاومة وأجنحتها العسكرية على الامتناع عن التصعيد في هذه المرحلة، ارتأت الحركة الالتزام بالإجماع وتفويت الفرصة على الاحتلال.
وقالت المصادر، إن المقاومة لم تخضع للتهديدات التي نقلها الوسطاء من قبل الاحتلال، ولكن القرار اتخذ لتقديرات مختلفة منها ما يتعلق بقضايا داخلية على المستوى المتعلق بالأجنحة العسكرية، وأخرى ميدانية في ظل عدم وجود عنصر المفاجأة، ولترك الفرصة أمام إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في عدوانه الأخير، ولترك الساحات الأخرى وخاصة الضفة والقدس بالاشتعال في مواجهة الاحتلال.
وأكدت المصادر، أن الأجنحة العسكرية ضمن غرفة العمليات المشتركة وبدعم أيضًا من المستوى السياسي، ألزمت نفسها داخليًا في اتصالاتها أمس بأنها ستتدخل في حال تصاعدت الأوضاع وأدت لسقوط عدد من الشهداء، على قاعدة أن المقاومة تحمي شعبها وتقف خلفه وأنه لا يمكن فصل غزة عن باقي الساحات.
فيما قالت مصادر سياسية مقربة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إن الموقف الفصائلي الموحد والقوي نابع من الموقف الشعبي الفلسطيني الخالص والذي لم يتأثر بمحاولات الضغوط من الوسطاء والتهديدات التي كان يحاول الاحتلال نقلها، لافتةً إلى أن حكومة بينيت بالأساس نقلت رسائل طمأنة بأنها لا تريد التصعيد وأنها ترغب في الهدوء وأن المسيرة لن تقتحم المسجد الأقصى، ولكن هذه الرسائل كانت بالنسبة للمقاومة ومختلف الفصائل جزء من التلاعب الإسرائيلي.
وأشارت الفصائل وخاصة قيادة حماس التي تلقت اتصالات واسعة من عدة أطراف وليس فقط الوسطاء المعروفين مثل مصر وقطر، بل امتدت تلك الاتصالات لشخصيات دولية وبشكل خاص أوروبية، إلى أن قيادة حماس أكدت خلال تلك الاتصالات أن رد المقاومة من عدمه يحدده الميدان وأنه لا يمكن أن تقف الأجنحة العسكرية موقف المتفرج إزاء ما يجري من تصعيد إسرائيلي غير مقبول.
وأشارت المصادر إلى أن المقاومة ورغم الاتصالات من الوسطاء وغيرهم، إلا أنها متشائمة اتجاه الموقف الذي يبديه الوسطاء في كل مرة وعدم قدرتهم على لجم الاحتلال وإلزامه تجاه أي من الملفات، فيما يتلاعب الاحتلال بأساليب مختلفة في التعامل مع هؤلاء الوسطاء وغيرهم.
وعاش سكان قطاع غزة بالأمس في حالة ترقب شديد للأحداث، ولوحظ أن الكثير من المواطنين كانوا يتأهبون لإمكانية التصعيد من المقاومة ردًا على الأحداث ما قد يدفع برد إسرائيلي ويدخل القطاع في جولة تصعيد لم يكن مرغوب بها حتى لدى عامة المواطنين خاصة وأن الحرب الأخيرة لم تضع أوزارها بعد في ظل تأخر ملفات الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي رغم السماح لآلاف التجار بالدخول للخط الأخضر.
المصدر: القدس

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن