لم تنطلِ المسرحية التي يعرضها آل سعود ووسائل إعلامهم منذ الأمس بشأن الهبة العسكرية المقدّمة للجيش اللبناني على أحد. أكثر من صحيفة لبنانية كشفت زيف الإدعاءات السعودية وتناقضها مع الأسباب التي أعلنتها المملكة ولاسيّما في ظلّ تفاقم عجزها المالي بعدما وصل إلى نحو 98 مليار دولار، ودخولها في التصفيات المتبادلة بين ورثة الأسرة الحاكمة عقب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، لكن صحيفة "لوموند" الفرنسية كانت قد كشفت قبل شهر عن أسباب مرتبطة بالطرف الثالث في هذه الصفقة أي فرنسا والتغييرات التي حصلت داخل المملكة بعد وفاة الملك عبدالله.
ففي 19 كانون الثاني الماضي، ذكرت "لوموند" الفرنسية أن الأمر مرتبط بشكل الاتفاق بين باريس والرياض وأن الأخيرة بدأت بإعادة النظر بالاتفاق منذ فترة لأسباب لها علاقة بالتغييرات التي حصلت داخل المملكة في أعقاب وفاة الملك عبدالله.
وبحسب المعلومات التي نشرتها الصحيفة الفرنسية آنذاك، فإن وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان اشترط إطارًا جديدًا للعلاقات الثنائية الفرنسية السعودية، وسألت عمّا "إذا كان نجل الملك الجديد يريد استبعاد المسؤولين السابقين الذين كانوا يتولّون ملف تجارة الأسلحة حتى وفاة الملك عبد الله؟".
الصحيفة الفرنسية كشفت عن رسالة لمحمد بن سلمان بعثها إلى باريس يطلب فيها استبعاد الوسيط التاريخي في مجال بيع الأسلحة الفرنسية في السعودية شركة أوداس ODAS، والشركة المذكورة، التي تساهم فيها الدولة ومصانع الأسلحة، أبرمت عقودًا بمئة مليار يورو مع السعودية بين عامي 1974 و2014.
ووفق "لوموند"، فإن الرياض سمحت للشركة بإنهاء العقود الحالية لكن محمد بن سلمان لم يعد يريد وسطاء وينتظر ضمانات، مضيفة أن الأمير السعودي طلب إبرام اتفاق جديد من دولة لدولة في مجال بيع الأسلحة يضمن علاقات مباشرة مع المصانع.
التقرير الذي أوردته "لوموند" عدّد الأسباب التي منعت تنفيذ الصفقة على الشكل التالي:
– الشكوك السياسية اللبنانية،
– غياب رئيس للجمهورية،
– التغييرات في الرياض،
– الخلافات بين محمد بن سلمان وولي العهد محمد بن نايف،
– خلافات فرنسية فرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الى الرياض في تشرين الأول 2015 لم يتم توقيع أيّ اتفاق مدني أو عسكري.
كذلك نقلت "لوموند" عن مسؤولين في فريق وزير الدفاع جان إيف لودريان انتقاداتهم لرئيس أوداس الاميرال ادوارد غيو الرئيس السابق لأركان الجيوش الفرنسية، في وقت يدور السؤال حول ما اذا كان يجب حل اوداس أو إبقاؤها، وأي بنية يمكن أن تحل مكانها في وزارة الدفاع؟
الصحيفة الفرنسية كشفت أيضاً أن لائحة الأسلحة التي ستسلم إلى لبنان شكلت محور نقاشات طويلة من بينها مع الإسرائيليين الذين يخشون كما السعوديين وصول هذه الأسلحة إلى أيدي حزب الله، حسب تعبيرها.
وبحسب الصحيفة، فإنه منذ بداية صيف 2015 بدأ المسؤولون الجدد في الرياض يعيدون النظر في العقد كما الكثير من العقود الأخرى التي كانت تمت الموافقة عليها قبل التغيير الملكي.
قم بكتابة اول تعليق