من الصيدلية لشراء دواء للسعال إلى غرفة العناية! هل ” اللقاح ” أضعف قلب الشابة ريم؟

كشفت دراسات متعددة عن احتمال الإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد تلقي اللقاح

تتعدد الفرضيات كما الخسارات إلا أن الموت واحد، نسمع كثيراً في الآونة الأخيرة عن مضاعفات ما بعد كوفيد أو نتيحة الإصابة به وعن الآثار الجانبية للتلقيح.

ما جرى مع الشابة رنيم عبوشي، ابنة الـ19 عاماً مؤلم وصادم، لم تكن تعاني من أي مرض، ولم تصب بفيروس كورونا ولكن من عارض بسيط إلى حالة خطيرة، توفيت هذه الشابة تاركة الجميع في حالة ذهول وألم.
وقد روى والدها بشار لـ”النهار العربي” تفاصيل ما حصل أنها “كانت تعاني منذ يومين من السعال وقد اشتد عليها، فتوجهنا إلى الصيدلية لشراء دواء لها حتى ترتاح. كان لونها شاحباً وتقيأت، فنصحني الصيدلاني أن أذهب بها إلى الطوارئ لتلقي العلاج المناسب. كانت برفقتي تمشي إلى جانبي ولكن كان السعال هو العارض الوحيد الذي يزعجها، سوى ذلك لم تكن تشكو من شيء”.
وصلت ريم برفقة والدها إلى الطوارئ، ولكن الفحوص التي أجريت لها كشفت أموراً أخطر بكثير من مجرد سعال مزعج. كانت تعاني من دقات قلب سريعة جداً، وقد أجري لها تخطيط للقلب كشف عن إلتهاب في عضلة القلب. ويشرح والدها “من شراء دواء للسعال إلى عناية فائقة، لم أكن أتصور أن يحدث كل ذلك في ساعات، لكن فحص الصورة الشعاعي أظهر أن رنيم تعاني من التهاب في عضلة القلب وتحتاج إلى عناية فائقة وإلى تمييل بصورة طارئة”.
ويضيف والدها: “كانت دقات قلب رنيم سريعة بنسبة 200، ولم يكن ممكناً إجراء ميل لها في هذه الحالة فهي بحاجة إلى تنظيم دقاتها حتى يتمكن الأطباء من إجراء هذا التدخل الطبي. وقد أطلعني الطبيب الذي كان يشرف على حالتها بكل هذه التفاصيل وضرورة تنويمها على أمل أن تنخفض دقات قلبها وتعاود الاستقرار، إلا أن كل المحاولات والأدوية التي تلقتها لم تجدِ نفعاً. لقد توقف قلبها ولم يُكتب لها النجاة، كانت صدمة كبيرة خصوصاً أنها لم تكن تعاني من عوارض صحية تنذر بحالتها الصحية”.
وعن سبب التهاب عضلة القلب عند ابنته التي تبلغ 19 عاماً فقط، يشير والدها إلى أنه “حسب ترجيح أحد الأطباء أنها قد تكون أصيبت بفيروس كورونا وبقيت هناك آثار وبعد تلقيها جرعتين من اللقاح أدى ذلك إلى حدوث التهاب في عضلة القلب.
إلا أن ابنته لم تصب بالفيروس، وقد يكون التلقيح من الفرضيات التي لا يمكن انكارها ولا تثبيتها 100 في المئة، قد تكون قد تعرضت لجلطات صغيرة أدت إلى ذلك”. مؤكداً أنها لم تشكُ قبل وفاتها من شيء، وقد عانت فقط من السعال قبل يومين، ولم أكن أتوقع أنها ترحل بهذه السرعة. كان حلمها أن تصبح ممرضة وكانت سعيدة بشرائها اللباس التمريضي إلا أن الموت كان أسرع وخطفها باكراً”.
صحيح أن دراسات كثيرة أشارت إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب لا سيما بعد الإصابة، إلا أنه مؤخراً بدأ الحديث أيضاً عن التهاب عضلة القلب والسكتات حتى لو كانت هذه الحالات نادرة. وقد أصدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصية جديدة بتمديد الفترة الزمنية الفاصلة بين الجرعة الأولى والثانية نتيجة زيادة إلتهاب عضلة القلب بنسبة ضئيلة جداً عند فئة الذكور بين 12-39 عاماً.
ومع ذلك، تبقى الفرضيات قائمة وموضع نقاش طالما أننا نحتاج إلى بيانات تحليلية أكثر ومصارحة أكبر ومتابعة مستمرة لما بعد التلقيح. وقد أضافت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية في 25 حزيران (يونيو)  تحذيراً إلى التعليمات المصاحبة لجرعات لقاحي فايزر/بايونتيك وموديرنا المضاد لكوفيد-19 للإشارة إلى الخطر النادر للإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد استخدامهما.
وقد أبلغت الـCDC عن 1626 حالة مرتبطة بإلتهاب عضلة القلب محتملة أو مؤكدة، 73 في المئة من الحالات لأشخاص دون الـ30 عاماً و33 في المئة عند الشباب الذين يقل عمرهم عن الـ18 عاماً. وقد أفاد الباحثون حسب ما نشر موقع Halio cardiology أن “الإبلاغ عن هذه الحالات كان بعد الجرعة الثانية بنسبة 82 في المئة وأن العوارض التي ظهرت والتي تم الإبلاغ عنها كانت بعد مرور 7 أيام بنسبة 74 في المئة.
ويبقى التشديد على أن الأعراض الجانبية المحتملة والمتمثلة بالتهاب عضلة القلب تبقى ضئيلة للغاية بالمقارنة مع الأخطار
المحتملة لكورونا.
المصدر: النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن