لماذا تحرص حكومة الاحتلال على لقاء رئيس السلطة الفلسطينية ؟

موافقة رئيس حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” نفتالي بينيت على إجراء لقاء ثانٍ بين وزير الحرب بيني غانتس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،  رغم إصراره على عدم الالتقاء به، وتمسكه بموقفه الأيديولوجي الرافض للمفاوضات السلمية، يكشف مدى حاجة “إسرائيل” للتنسيق الأمني. باعتباره  مكونًا رئيسًا في منظومتها الأمنية وركيزة أساسية تساعدها في الحفاظ على حالة الهدوء والاستقرار النسبي في مدن الضفة المحتلة.

كما ينسجم مع الاستراتيجية التي تبنتها حكومة الاحتلال منذ سنوات والتي تتمثل بمساعدة السلطة وتعزيز مكانتها باعتبارها عنوانًا سياسيًا يتولى مهمة فرض النظام العام في مناطق الضفة ووسيلة فعّالة لمواجهة “إرهاب” حماس والتنظيمات الأخرى كما يعترف بذلك الباحث د. دورون ماتسا.

توقيت اللقاء

تزامن اللقاء بين غانتس وعباس مع زيادة عدد العمليات والمواجهات في مدن الضفة والخشية من انتشار هذه الظاهرة واتساع رقعتها في ظل تراجع مكانة السلطة وقدرتها على فرض سيطرتها.يكشف عن الهدف الحقيقي من هذا اللقاء وهو مساعدة السلطة ودفعها للعمل بقوة لوقف هذه العمليات وهو ما أكده المراسل العسكري للقناة 11 العبرية روعي شارون، حينما قال إن “الجيش “الإسرائيلي” يبذل كل ما بوسعه لمساعدة السلطة لاستعادة سيطرتها على مدن الضفة خصوصًا في مدينة جنين”.

وفي المقابل، تعهد غانتس على منح المزيد من التسهيلات الاقتصادية للسلطة والمزايا لرجالاتها من خلال توزيع بطاقات vip، بناء على التفاهمات بين “إسرائيل” والإدارة الأمريكية لمساعدة السلطة ومنعها من الانهيار.

والنتيجة، أن رئيس السلطة محمود عباس لم يخيب ظنّهم، فقد سارع بالاستجابة إلى طلب وزير الحرب بني غانتس بالعمل على وقف العمليات من الضفة، وتعهد بمنع أي أعمال “عنف أو إرهاب” أو استخدام للأسلحة النارية ضد “الإسرائيليين” مهما كانت طبيعة العلاقة بين قيادة السلطة والحكومة الإسرائيلية، حسب ما ذكرته “ريشت بيت” صباح اليوم، وهو تجسيد لمقولته الشهيرة بأنه يقدّس التنسيق الأمني.

مخرب في منزل وزير الحرب

رغم إدراك جميع العاملين في الحلبة السياسية “الإسرائيلية” لأهمية الدور الذي تقوم بها قيادة السلطة في حماية المستوطنات وقوات الجيش وملاحقتها الدائمة للمقاومين إلا أن نظرتهم العلوية أبت إلا أن تترك بصمتها، خصوصًا في ظل الخلافات وتراشق الاتهامات بين الحكومة والمعارضة التي وصفت اللقاء بأنه يمثل خطر على أمن “إسرائيل”.

كما اتهموا وزير الحرب بأنه أعاد عباس إلى المشهد مرة أخرى بعد نجاح حكومة بنيامين نتنياهو في تحييده وتحويله إلى شخصية غير مرغوبة فيها دولياً، أما العنوان الأبرز فهو ما افتتح به الصحفي إلداد ممان تقريره (مخرب في منزل وزير الجيش).

في المقابل، أسرع نائب وزير الحرب ألون شوستر للدفاع عن جانتس وتبرير التسهيلات التي قدمها للسلطة، مشيرًا إلى أنها تهدف أولاً وأخيرًا لتعزيز مكانة السلطة وإضعاف حماس بما يتماشى مع مصلحة “إسرائيل”.

أما رئيس الكيان “الإسرائيلي” يتسحاق هيرتسوغ فقد أشاد بأهمية اللقاء لأنه يتعلق بالتعاون الأمني خصوصًا في هذه المرحلة التي تشهد فيها “إسرائيل” تحديات أمنية في مناطق الضفة.

المصدر : شهاب

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن