عبر عدد من الدول التى أعلنت السعودية، مساء الاثنين الماضى، أنها ضمن التحالف العسكرى الإسلامى، عن دهشتها من دخولها التحالف من بينها باكستان وماليزيا، فيما تراجعت تركيا لتعتبره ليس تحالفاً عسكرياً، ما يثير التكهنات حول مدى نجاح التحالف فى المهمة التى أُنشئ من أجلها وهى محاربة الإرهاب، وقال مسئولون من باكستان وماليزيا وإندونيسيا إنهم لم يوافقوا رسمياً على الانضمام إلى التحالف، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى. سى). ونقلت صحيفة «الفجر» الباكستانية عن وكيل وزير الخارجية عزيز تشودرى قوله إنه فوجئ بإعلان تشكيل التحالف، وإنه طلب من السفير الباكستانى فى «الرياض» استيضاحاً بشأن ذلك، وقالت الخارجية الباكستانية، فى بيان، إنها «تنتظر تفاصيل إضافية لاتخاذ قرار بشأن مدى مشاركتها فى أنشطة التحالف المختلفة».
ونقلت صحيفة «إكسبريس تريبيون» الباكستانية عن مسئول بالخارجية الباكستانية قوله: «جننا لمعرفة ذلك التحالف من خلال التقارير الإخبارية»، وأضاف: «لسنا متأكدين إذا كنا جزءاً من هذا التحالف أم لا»، وأشار «لن نكون جزءاً من أى تحالف دون دعم من الأمم المتحدة»، فيما أكدت صحيفة «ذا نيشن» الباكستانية نقلاً عن مسئول حكومى قوله إن «باكستان من حيث المبدأ تدعم التحالف العسكرى»، لكنه لم يحدد ما الدور الذى ستلعبه «إسلام آباد» فى هذا التحالف، وقال مسئول حكومى للصحيفة إنه «غير مقتنع كثيراً بإرسال باكستان قواتها إلى أرض أجنبية، لكن باكستان يمكنها أن تقدم التدريب والاستشارات لقوات هذا التحالف الجديد». وفى اتصال لـ«الوطن»، قال رئيس «معهد الباب للدراسات الاستراتيجية» فى «إسلام آباد»، جاسم تقى، إن «الارتباك الحادث فى الموقف الباكستانى من التحالف يعود إلى ازدواجية السلطة فى باكستان بين الحكومة والجيش، إلى جانب طبيعة العلاقة التى تجمع رئيس الوزراء نواز شريف بالسعودية». وأضاف «تقى»: «شريف يدير وزارة الخارجية الشاغرة ويبدو أنه تعهد للسعودية بالدخول فى التحالف، دون أن يعلم الجيش ووزارة الخارجية، وهو نفس ما حدث حين أعلنت السعودية من قبل أن باكستان جزء من التحالف الذى يقاتل ضد جماعة الحوثيين، دون علم الجيش وزارة الخارجية».
وفى تركيا، قال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية التركية طانجو بيلجيج: «يمكننى القول إنه لن يكون هناك بنية عسكرية لهذا التحالف، فهذا ليس على الأجندة»، وأضاف، وفق ما نقلت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية: «التعاون الاستخباراتى والعسكرى ضد داعش ضرورى، ولكن هناك بعداً أيديولوجياً فى المعركة ضد الإرهاب، ويجب التعاون فى مواجهة هذه التحديات حتى لا يتم ربط الإرهاب بالإسلام». وأعلنت الخارجية الإندونيسية أن «جاكرتا» لم تتخذ قراراً بعد حول مسألة الانضمام إلى التحالف، وقال المتحدث باسم الخارجية أرمانثا ناصر، لصحيفة «جاكرتا بوست»: «لا تزال الحكومة تنتظر لترى آلية عمل التحالف العسكرى الذى شكلته السعودية». كما أعرب وزير الدفاع الماليزى هشام الدين حسين، عن دعمه التحالف، لكنه استبعد أى مشاركة عسكرية من جانب بلاده. وقال «حسين»: «المبادرة السعودية لا تشمل أى التزام عسكرى».
هذا الخبر منقول من : الوطن
قم بكتابة اول تعليق