أفاد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، في حوار سياسي شعبي في بلدة شقراء الجنوبية، أن “لدى الحكومة اللبنانية مهمتين أساسيتين، الأولى وضع خطة تعافي اقتصادي مالي، وإذا أرادت أن تفاوض من خلالها الهيئات الدولية وصندوق النقد الدولي وأي مؤسسات أخرى، فنحن ليس لدينا أي مانع، ولكن ضمن ضوابطنا الوطنية، وأن لا تمس بمسلمات أساسية على المستوى الاقتصادي والمالي، ويمكن لخطة الحكومة أن تضع الحل على السكة، ونحن لا نقول إن هذه الحكومة تستطيع أن تعالج كل شيء، ولكن لا بد لها من خطة تعمل على أساسها. أما المهمة الثانية، فهي أن تدير الانتخابات في البلد، ونحن قلنا بأنه ليس لدينا أي مشكلة بأن تكون الانتخابات في أي موعد يقرر، سواء في آذار أو في غيره من الأشهر ضمن المهلة الدستورية، ولم نتدخل كثيرا في المواعيد، لأننا نريد إجراء الانتخابات في موعدها وليس لدينا أي مشكلة في ذلك”.
وتابع: “واجهت الحكومة مع انطلاقة عملها بعض المشاكل، واحدة منها التسييس في تحقيقات قضية انفجار المرفأ، وعليها أن تعالج هذه المشكلة بطريقة ما. واجهنا مجزرة الطيونة وفق منهجية وطنية نتعاطى من خلالها مع الشأن الداخلي، فلجأنا إلى مؤسسات الدولة ومن بينها القضاء، وهذا الأمر فيه مصلحة للجميع، لأننا رفضنا أن يأخذ الناس حقهم بيدهم، ومع ذلك بدأنا نسمع أصواتا ترفض القضاء وتوجه له الاتهامات، لأنها أصوات لا تريد العدالة وتبرر الجريمة وتدافع عن القتلة، وكان مخططهم الأساسي إحداث حرب أهلية، بينما الاحتكام إلى الدولة لتأخذ للناس حقهم أحبط مخططهم الإجرامي، ولذلك سرعان ما انكشف زيف إدعاءاتهم التزام القانون، فصاروا ضد الأحكام القضائية لأنها قلبت بطولاتهم الوهمية إلى حقيقة هويتهم الدموية”.
أضاف: “بعض الجهات في الداخل والخارج تدعي أن حزب الله يسيطر على قرار الدولة لتحمله مسؤولية ما يحصل ولتتنصل مما اقترفته بحق البلد، بينما الحقيقة والوقائع تؤكد أننا من أكثر الأفرقاء الحرصاء على إعادة بناء الدولة، والمتمسكين بالسلم الأهلي، والساعين للشراكة الوطنية، ونقوم بدورنا في الداخل تحت سقف القانون ونحتكم له حتى عندما تعلق الأمر بشهدائنا المظلومين، بينما من اعتدى علينا يتنكر للقضاء والقانون، وهذا الاستهداف لحزب الله لأنه مقاومة”.
وحول الأزمة مع السعودية، قال: “إن مصير لبنان لا يمكن أن يعلق بقرار جهة خارجية، وهذا يجب أن لا نقبله، ونحن كجهة لا نقبل بهذه الإملاءات، ولا يمكن أن نجعل بلدنا مكسر عصا، ولا أن نسمح بإذلال البلد”، مؤكدًا أن “البلد لا يدار ولا تتم حمايته وحل مشكلاته المالية والاقتصادية بهذه الطريقة، وبالتالي يجب أن لا يقبل أي منا أن نضع لبنان كمتسول “شحاذ”. وللأسف، فمن تقوم حياته على الشحاذة، يريد أن يعيش البلد كله على الشحاذة، ويريدون أن يشحذوا من هنا وهناك لأنه ليس لديهم نية ببناء اقتصاد ولا بإصلاحه، وإنما يريدون أن ينتظروا المنة والمساعدة الخارجية ليضعوا جزءا منها في جيوبهم”.
وكشف فضل الله عن اتصالات تمت مع حزب الله من الحكومة وخارجها للطلب من وزير الإعلام الاستقالة بعنوان “بادرة حسن نية تجاه السعودية”، وقال: “كنا صريحين معهم، وقلنا لهم بأن لا يطلب أحد منا أن نمارس ضغطا على هذا الوزير أو ذاك ليستقيل، فهذا أمر غير مقبول، ومعيب بحق البلد بأن يقدم البعض أضحية حتى من دون معرفة النتيجة. وكان جوابنا أيضا بأنه لماذا نريد أن نتحدث معه بهذا الأمر، فنحن نرفض مجرد الطلب بأن نتدخل بهذا الأمر، ونعتبر أن هناك إساءة للبلد حينما تكون المعالجة هي الضغط لإقناع الوزير قرداحي بالاستقالة، لأن هذا الأمر سيكرس سابقة بأنه ممنوع على أحد أن يتحدث، وإذا أدلى بتصريح ما، فهو مهدد بالإقالة”.
ولفت إلى أن “البعض كان يفكر أنه ممكن أن يعقد جلسة لمجلس الوزراء لإقالة الوزير قرداحي، وكان جوابنا أن هذا الموضوع غير مطروح على جدول أعمالنا، وكل الذين تحدثوا معنا قلنا لهم بأن ما تقومون به خطأ، ولا يمكن أن تعالج هذه القضية بهذه الطريقة، وبالتالي عليهم أن يعالجوها بطريقة أخرى من دون المس بالثوابت الوطنية، وهذا موقف أبلغناه للمعنيين”.
واعتبر “اننا لا نطلب من الحكومة أن لا تقوم بعلاقات جيدة مع الدول الأخرى، فإذا أرادوا أن يصلحوا العلاقات مع أي بلد فلا مانع من ذلك، ولكن ليس على حساب كرامة البلد، ولا من خلال فرض استقالة على أي وزير أو موظف في الدولة اللبنانية، فنحن جميعا نقرر ماذا نريد أن نفعل في لبنان وما هي مصلحة لبنان، ومن يريد أن يصلح علاقاته ويحسنها فلا مانع من ذلك، وحتى مع أميركا وبالرغم من عداوتها لنا، فإننا لم نفرض، يوما، على الحكومة اللبنانية أن تقطع علاقتها بها، وكل ما طلبناه هو أن يحفظوا كرامتهم أمام السفيرة الأميركية، وأن لا يتركوها تصول وتجول وكأنها هي الآمر والناهي”.
وحول الشأن المعيشي،: “إن كل ما نستطيع القيام به لمساعدة الناس نفعله وهذا جزء من ثقافتنا الدينية ولا علاقة له بالسياسة، ولكن الأزمة صعبة خصوصا في ظل التحديات التي نواجهها سواء من الأعداء والخصوم من جهة أو تراكم حاجات الناس الذين يثقون بصدقية المقاومة من جهة أخرى، ولذلك حزب الله يعمل على أكثر من جبهة، فنحن لا نجلس في البيوت مكتوفي الأيدي ونترك الناس ولا نسأل عنها، بل موجودون من خلال التنظيم وفي البلدية وفي العمل الاجتماعي والمؤسسات والمستشفيات وفي كل بلدة وحي ومنطقة، وبالتالي نحن حلقة متكاملة، وحتى التصنيف الذي صنفونا به بأن هناك جناحا عسكريا وجناحا سياسيا، لم نقبله، لأننا جناح واحد، والحزب حلقة واحدة، ويقوم بأقصى ما يمكن القيام به للوقوف إلى جانب الناس”.
قم بكتابة اول تعليق