حرف الانظار نحو الجيش اللبناني..آخر أوراق جعجع لاشعال الفتنة.

نور الهدى جابر – نيوز ليبانون

لم يلملم الشارع اللبناني جراحه الأخيرة بعد، فما يزال كمين الطيونة المسلح حديث الساعة حتى اليوم، الدماء أُريقت، الفتنة هدأت دون أن تخمد، الشهداء شيّعوا الى مثواهم الاخير، وأصابع الاتهام موجّهة نحو طرف واحد لا غير في أروقة السياسة اللبنانية وعلى طاولات الاجهزة الامنية وهو “القوات اللبنانية”.

لم يفوّت سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية والمتهم الأول بكمين الطيونة أي فرصة لاطلاق تصريحات اعلامية تحمل بين طياتها اعترافًا ضمنيًا واضحًا بالوقوف وراء الكارثة خصوصًا عندما اتجه لتبرير الهجوم تارة من ناحية ان اولاد المنطقة يدافعون عمّا تبقى من لبنانية لبنان في وجه حزب الله، وطورًا عبر الغمز على ان الجيش اللبناني هو الذي “تصدّى” لمخطط تخريبي حسب قوله ومن حوله بعض الاعلاميين والمنصات الاعلامية التابعة لمحوره.

وعليه انتهت حلقة كمين الطيونة بعددة مشاهد :

أولًا : فشل جعجع بجر الشارع لحرب أهلية لمرة جديدة بعد كثرة المحاولات وبتحويل القضية الى قضية طائفية بامتياز.

ثانيًا : العمل الحثيث على تحميل الحزب وزر ما حصل مع انه لم يدع الحزب لاي وقفة او احتجاج.

ثالثًا : الضغط على قيادة الجيش ووزارة الداخلية لتغيير البيانات تزامنًا مع الحملة الاعلامية وهو ما أثار ضجة واسعة وعلامات استفهام كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

رابعًا : المحاولات المشبوهة خلال ال ٤٨ ساعة الماضية على توجيه الاتهامات نحو الجيش اللبناني عبر الضخ الاعلامي لخرق ثلاثية جيش شعب مقاومة، والتي رافقها نشر فيديوهات وصور تزعم بأن الجيش شارك بتصويب السلاح على المتظاهرين وبأنه هرّب أحد القناصين، لكن الشعب فطُن الى أن هذه السيناريوهات ما هي الا وسيلة لزعزعة الثقة بالجيش ولإبعاد الأنظار وأصابع الاتهام عن جعجع وانصاره.

خامسًا : تفاهم مار مخايل هو المعضلة، فقد رفعت الدائرة الاعلامية للقوات اللبنانية من حديّة الخطاب اتجاه التفاهم ونعتته بألفاظ شنيعة للمرة الأولى فوصفته ب “تفاهم مار مخايل الشيطاني”.

سادسًا : الشجاعة في مواقف التيار الوطني الحر، حيث شدّد النائب جبران باسيل على أهمية تفاهم مار مخايل، ولم يقف على حياد اتجاه كمين الطيونة بل أكد على سلمية المظاهرات، كما وحمّل جعجع شخصيًا مسؤولة الدماء التي أريقت، كذلك فقد عبر عن رفض التيار لتسييس التحقيق بقضية انفجار المرفأ.

المشاهد لم تنتهِ هنا ، ففي انتظار خطاب السيد حسن نصرالله مساء اليوم الاثنين سيكون للكلام تتمة، وستوضع النقاط على الحروف بالتحديد فيما يخص موضوع الجيش اللبناني، كما ويتوقع ان يكون خطابا هادئًا مخاطبًا الشعب بحكمة ونباهة لدرء الفتنة وتهدئة النفوس لكن دون التخفيف من حجم ما حصل، بل تلفت المصادر إلى فرضية اتخاذ السيد موقفًا حازمًا من القوات اللبنانية ممهدًا الطريق نحو اخراجها من الساحة السياسية اللبنانية بالطرق القانونية.

تابعنا على فيسبوك 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن