بدأ موسم قطاف الزيتون في النبطية باكرا هذا العام وقبل انتظار أمطار الشتاء، ما درجت عليه التقاليد لتزيد كمية الزيت، وذلك قبل دخول الأبناء الى المدارس، الذين يساعدون ذويهم في جني الرزق عن الأشجار العالية وتجنبا للاستعانة بالعمال الذين رفعوا أجرهم ليوم القطاف الواحد الى 100 الف ليرة، وهو ما لا قدرة لاصحاب كروم الزيتون على تكبدها.
وأخذ المزارعون يشكون هذا العام، من قلة انتاج الزيتون وتراجعه عن العام الماضي، ففي العرف ينتج الزيتون بكثرة في السنة الأولى ويخف في السنة التي تليها، وهو ما يعرف بـ”المعاومة”.
وعلى الرغم من قلة الإنتاج ، فإن صفيحة الزيتون بيعت بمليوني ليرة وكيلو الزيتون للأكل ب 30 ألفا، فيما بيعت صفيحة الزيت في العام الماضي ب مليون و400 الف ليرة. وأما المزارعون يقولون ، أن أسباب إرتفاع صفيحة الزيتون تعود الى قلة الإنتاج والوضع المعيشي الصعب وارتفاع أسعار اليد العاملة وتكاليف العناية بالشجر وعملية عصر الزيتون التي تضاعفت اكثر من مرتين .
وجاء تقرير مصلحة الزراعة في محافظة النبطية، أن المساحة المزروعة بالزيتون في المحافظة لهذا العام بلغت 14 الف هكتار، وعدد الأشجار المزروعة بلغ مليونين و795 الف شجرة، موزعة كما يلي: بنت جبيل 2650 هكتار وعدد الأشجار 530000 الف شجرة، حاصبيا 5890 هكتار وعدد الأشجار 1178000 شجرة، مرجعيون 2485 هكتار وعدد الأشجار 497000 شجرة ، والنبطية بلغت مساحة الأراضي المزروعة زيتونا 2950 هكتار والأشجار 590000 الف شجرة ، وفي العام 2017-2018 بلغ انتاج الزيت في محافظة النبطية 133627 الف طن من الزيت.
وقد تحدث المدير العام لمؤسسة “جهاد البناء” في الجنوب المهندس قاسم حسن، لـ “الوكالة الوطنية للاعلام” ” أن زراعة الزيتون في الجنوب من الزراعات الأساسية والبعلية، وتزرع في المناطق الوسطى التي ترتفع ما بين 300 وألف متر عن سطح البحر، والاصناف المزروعة بلدية وأهمها الصنف الصوراني الذي يصلح للمائدة وللزيت وتصل نسبة الزيت فيه الى 25 بالمئة حسب العناية وطبيعة الأرض، وهذه الزراعة تطورت في السنوات الماضية بشكل كبير وانتشرت بشكل واسع نتيجة الجدوى الاقتصادية، وانتاجنا من الزيت يكفي بالكاد الاستهلاك المحلي، ومعدل استهلاك الفرد ما بين 5 و 10 كلغ، ولذلك القليل يصدر والباقي يستعمل للاستهلاك المحلي”، مشيرا الى وجود 36 معصرة حديثة لزيت الزيتون في النبطية، وان مشاتل الزيتون تتواجد في جبشيت وعربصاليم وتنتج اهم نوع من الزيتون في لبنان”.
وأردف “حسن” إلى أن “الزيتون يعاني من مرض عين الطاووس وذبابة ثمار الزيتون التي تعتبر من الآفات التي تسبب تراجعًا في النوعية وبالأكسدة وفساد الزيت”، وقال: “هذا العام، توقفت المساعدات المقدمة من الوزارة للمزارعين لمعالجة الامراض، ما يضطر المزارع لشراء مادة الجنزار بالدولار، وسعر الكيلوغرام عشر دولارات، لا يكفي سوى لرش دونم واحد ما يرهق كاهله”.
وشدد على أن الأهمية الغذائية لزيت الزيتون تكون في مقاومة الاكسدة والحماية وزيادة المناعة لدى الإنسان فضلًا عن فوائد أخرى.
وبهذا الصدد تحدث رئيس بلدية يحمر الشقيف ، الناشط الصحي والاجتماعي حسين بركات، لـ”الوكالة الوطنية” ان الأهالي باشروا في البلدة بقطاف موسم الزيتون، الأساسي لديهم بعد زراعة التبغ، بمواكبة من البلدية، خصوصًا وأن بلدتنا كانت عرضة خلال حرب تموز العدوانية العام 2006 للقصف الصهيوني بالقنابل العنقودية، وأن أحد أبناء البلدة الشهيد حسين علي أحمد كان يقطف الزيتون منذ 5 سنوات عندما انفجرت به قنبلة كانت معلقة على شجرة الزيتون. كما أن البلدة قدمت جرحى بهذه القنابل التي نعتبرها احتلالًا إسرائيليًا مدفونًا في الأرض”، مؤكدًا أن “البلدة باتت اليوم خالية من تلك القنابل بعد تنظيفها من قبل جمعية “أجيال السلام” وفريق “ماغ” وبإشراف مباشر من الجيش اللبناني وفرقه الهندسية ومتابعة من البلدية، ونحرص على مواكبة المزراعين حرصا على سلامتهم وحياتهم”.
وأخبر بركات أن “الإنتاج لهذا العام خفيف جدا، ورغم ذلك فان الأهالي يعملون على جني موسم الزيتون لكسب الرزق، ونطالب وزارة الزراعة بدعم المزارعين خصوصًا وأن الزيتون يغطي معظم الأراضي في بلدتنا يحمر وله جدوى إقتصادية كبيرة”.
وأما مختار كفررمان علي شكرون أوضح “أن أهالي البلدة بدأوا منذ أسبوع بقطف الزيتون، والإنتاج شحيح”. وطالب وزارة الزراعة بدعم المزارعين ومدهم بالأدوية لمكافحة الأمراض التي تصيب الشجر، لأن لا قدرة لديهم على تحمل تكاليف الدواء بالدولار، مشيرًا إلى أن “أسعار صفيحة الزيت وزيتون المائدة ارتفعت قياسًا على ارتفاع أجر اليد العاملة وتكاليف عصر الزيتون”.
قم بكتابة اول تعليق