أزمات الشرق الأوسط تغيب عن أولويات إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة

يبدو أن الشرق الأوسط الذي يتخبط بأزماته و عقود من سفك الدماء، قد غاب عن عن أولويات إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يعقد في نيويورك، بعد أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية خطة الخروج من المنطقة في الوقت الذي لا ترغب أوروبا بهذا الخيار لأنه”لن تكون آمنا لو كان بيت جارك يحترق”.

في الوقت الذي تتميز فيه اجتماعات الجمعية العامة بلقاءات متعددة لحل أزمات الشرق الأوسط إلا أن أيا منها لن تناقش مشاكله. ولأن النزاعات في حالة جمود فقد طغت على خطابات الجمعية العامة  هذا العام موضوعات أخرى مثل وباء كورونا المستمر إلى التغيرات المناخية والنزاع في منطقة تيغراي بإثيوبيا وسيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان.

وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة لم يذكر بايدن العالم العربي وفضل التركيز على التغيرات المناخية وكوفيد-١٩ والتوتر مع الصين والانسحاب من أفغانستان.

و جاء تقرير نشرته وكالة أنباء “أسوشيتد برس” جاء فيه  إن الشرق الأوسط في حالة يرثى لها ولكن المجتمع الدولي لا يكترث له في الوقت الحالي، بينما لم يمض وقت طويل عندما كانت النزاعات والحروب والانتفاضات فيه على رأس اهتمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

يذكر أن الأزمات في منطقة الشرق الأوسط قد تصاعدت بشكل كبير خلال العامين الماضيين وأصبحت دول مثل العراق وليبيا وسوريا ولبنان واليمن على حافة الإنفجار بأوضاع اقتصادية ومعدلات عالية من الفقر تهدد بكارثة إنسانية تهدد بإدخال منطقة الشرق الأوسط إلى اضطرابات أكبر.

و في اليمن، أدى نزاع ست سنوات إلى جعل البلاد تعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم وحالة من المجاعة، حيث حذر مدير برنامج الغذاء العالمي، الأربعاء الماضي، من الوضع الإنساني في البلاد وحاجة 16 مليون يمني للطعام وأنهم “يسيرون نحو المجاعة”.
أما ليبيا فقد مزقتها الحرب والإقتتال بين الجماعات المسلحة التي دعمتها القوى الخارجية، ويحاول الأشخاص اليائسون الهروب من شواطئها عبر البحر المتوسط باتجاه أوروبا.

أما في سوريا والعراق، البلدان اللذان كانا مركز الحياة الثقافية في العالم العربي باتا في وضع سيء بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية الناجمة عن الفساد ومحاولة القادة الحفاظ على مناصبهم السياسية دون أي التفات لتوفير المتطلبات اليومية والأساسية لشعوبهم.
وكانت المفاجأة في كل هذا لبنان البلد الصغير المتعدد الطوائف والذي كان في حالة هبوط مستمر منذ عام 2019 وأدى إلى أزمة اقتصادية وتجفيف العقول لم يشهد مثلها منذ الحرب الأهلية في الفترة ما بين 1975-1990. يضاف إلى هذا اللاجئون بسبب الحروب بالمنطقة وجعل لبنان الأكثر استقبالا للاجئين في العالم مقارنة لعدد السكان.
وأدت الأزمة الاقتصادية لمعاناة ثلثي السكان من الفقر واختفاء الطبقة المتوسطة. ولا ننسى الانفجار الهائل في ميناء بيروت الذي خلف 200 قتيل ودمر مناطق واسعة في العاصمة. وطالما اعتد لبنان بمواهب سكانه التجارية لكنهم اليوم يقفون في الطوابير الطويلة للحصول على الوقود ويبحثون عن الماء الصحي، ومعظم العائلات تبحث عن وجبة طعام وهي لا تعرف من أين ستوفر الوجبة التالية.
ويضاف إلى قائمة الأزمات الحرب الأخيرة في غزة التي أدت لمقتل 260 شخصا معظمهم من المدنيين وتدمير أكثر من 4 آلاف منزل.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن