أصبح تنظيم داعش الإرهابي الحاضنة والملاذ الآمن للإرهابيين والمتطرفين حول العالم، وبات الأمر لا يقتصر على من لديه خلفية متشددة أو من واجه ظلمًا أو قمعًا، بل امتد ليطال أشخاص عاديين أو مراهقات وجدوا ضالتهم في داعش.
تفوقت داعش على القاعدة، على الرغم من أن معظم قيادي داعش وحتى خليفتها تتلمذوا على يد “أبي مصعب الزرقاوي” في العراق، وبدأت أولى لبناتها من سوريا بعد السيطرة على الرقة وصولًا لفتحها الحدود ما بين سوريا والعراق لتذوب الفوارق وتسيطر داعش عليها سيطرة كاملة.
وباختلاف الإحصاءات والأرقام، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد مقاتلي تنظيم داعش تخطى الـ50 ألف مقاتل، من ضمنهم 20 ألف شخص أجنبي، وأوضح التقرير أن استقطاب التنظيم لمقاتلي المعارضة المسلحة من الفصائل الأخرى، في حين أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عددًا يتراوح ما بين 20-31500 ألف شخص، في تضاعف ملحوظ لآخر تقدير لعدد المقاتلين حيث رجحت الوكالة أن يكون عددهم من 7 إلى 10 آلاف مقاتل.
جاء معظم المقاتلين مما يقرب من 81 دولة حول العالم، في إطار تسخير التنظيم كل ما يملك لجذب الشباب والمقاتلين وأمهاتهم، بالاستقطابات عبر الإنترنت والتعبئة الإلكترونية، أو بخلق صورة عن دولتهم المزعومة، بخطاب عاطفي تارة وخطاب تأنيب لضمائر «المسلمين المتقاعسين» تارة أخرى، وصولًا للتهديد والوعيد بالذبح إذا لم يلحقوا بركاب داعش.
في تقرير لـ«ميدل إيست مونيتور» أفاد أن الشباب السعودي من أكثر الشباب المنضم لداعش ويبلغ عدد الملتحقين بالتنظيم ما يقرب من 7000 سعودي، و5000 تونسي، و2500 أردني، وفي دراسة لـ”لونج وور” أوضحت أن من بين كل 26 مقاتلًا في سوريا يوجد على الأقل 24 أجنبيًا بينهم، وارتفع عدد المقاتلين الملتحقين بالتنظيم من باكستان 330 إلى 500، أما أفغانستان فقد قالت تقارير إنها تصدر 50 مقاتلا مهاجراً، وفي شمال إفريقيا حيث الجزائر 250، والمغرب 1,500، بحسب إحصائيات تقريبية.
وفي تقرير آخر لـ”دايلي باول” احتوى على خريطة توضح أعداد المشاركين، فتصدرت السعودية ومن بعدها ليبيا وتونس ومن ثم الأردن، يليها إفريقيا ثم أوروبا.
ومن الدول الأوروبية تشير التقديرات إلى أن هناك أربعة آلاف ينتمون إلى دول غرب أوروبا، وخرج من فرنسا وألمانيا وبريطانيا أكبر عدد من هؤلاء المقاتلين، لكن بلجيكا سجلت أعلى معدل من أي دولة أوربية أخرى، وتأتي بريطانيا كثاني دولة في عدد المقاتلين المرتبطين بالحرب في سوريا، ثم فرنسا، بلجيكا، ثم ألمانيا، وهولندا، يُمثل المقاتلون البريطانيون ربع المقاتلين الأوروبيين المنضمين لـداعش، ويُقدر عددهم بين 200 إلى 2000 شخص.
وعن عدد النساء في التنظيم فهو يُقدر بـ10% من عدد المقاتلين في داعش، فرنسا الأعلى حيث تُمثل نسبة النساء 25% من عدد النساء في داعش، وتؤكد مصادر أمنية بريطانية أن ما يقرب من 50 فتاة وسيدة بالفعل انضممن لداعش، ومصدر أمني آخر ألماني يُقدر عدد مواطناته النساء بـ40سيدة وفتاة في صفوف داعش.
وأكدت الاحصائية التقديرية أن أحدا من دول الخليج العربي لم يلتحق بداعش خلال الشهرين الماضيين، باستثناء الإمارات التي ازداد عدد المقاتلين منها مقاتلا واحدا فقط من 14 إلى 15، ولم يرصد التقرير أي زيادة في أعداد المقاتلين، خلال هذين الشهرين من الكويت والسعودية والبحرين واليمن والعراق وقطر، ووفق التقرير، فإن عدد المنضمين لداعش من الكويت 71، ومن الإمارات 15، فيما يلتحق بالتنظيم من قطر 15 والبحرين 12، واليمن 110، والعراق 247.
قم بكتابة اول تعليق