دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، الرئيس سعد الحريري إلى الاتفاق على استقالة رئيس الجمهورية و”استقالتنا جميعاً من مجلس النواب لنصل إلى انتخابات نيابيّة مبكرة”، معتبراً أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون “لم يعُد باستطاعته أن يكمل ولكن استقالته وحدها لا تغيّر شيئاً في الواقع”.
وقال في حديث لقناة “الأولى” السعودية”: “إذا ما سلّمنا جدلاً أنّه استقال اليوم، سيجتمع المجلس النيابي غداً أو بعد غد أو الذي يليه، خلال أيام معدودة، وسينتخب رئيساً من نفس الطينة ونفس النوعيّة ونفس الهويّة لأنّ الأكثريّة النيابيّة نفس لا تزال موجودة”.
وأكّد جعجع أنه “يجب أيضاً أن نستقيل جميعاً من مجلس النواب للذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة”، داعياً الرئيس سعد الحريري إلى الاتّفاق معه على استقالة عون و”استقالتنا جميعاً من مجلس النواب لنصل إلى انتخابات نيابيّة مبكرة”.
وأضاف: “أعتقد أن الرئيس ميشال عون سيحاول عرقلة كل شيء في سبيل التحضير لوصول جبران باسيل إلى رئاسة الجمهوريّة”.
وفي سياق متّصل، اعتبر جعجع أنّ “حزب الله” يتدخّل بسياسات “تناقض تماماً الإستراتيجيّة العربيّة العامة وتناقض تماماً مصالح السعوديّة، مصالح دول الخليج ومصالح بقيّة دول المنطقة”، مؤكّداً أنّ الحزب “يقوم بالتهجّم بشكل دائم جراء تناقض المصالح على السعوديّة، وعلى الإمارات، وعلى الكويت، وعلى بقيّة دول الخليج وعلى بقيّة الدول العربيّة بنسب متفاوتة”.
وأضاف: “أتمنّى على المواطن السعودي وكل مواطن خليجي وكل مواطن عربي أن يتذكّر أنه ما بين سنة 2005 وسنة 2010 تعرّضنا لعشرين اغتيال ومحاولة اغتيال قضى فيها 10 من كبار قادة الرأي في لبنان، بدأت السلسلة مع الشهيد رفيق الحريري ولم تنتهِ مع وسام الحسن ومحمد شطح”، معتبراً أنّ “هناك عامل إرهاب فعلي موجود، في الآونة الأخيرة، جرى اغتيال أشهر الناشطين السياسيين في اسمه لقمان سليم، وهلم جرّ، فإذا وجد هذا العامل يجب أخذه ولو قليلاً بعين الاعتبار”.
وتابع: “القوى السياسيّة الأخرى، من (التيار الوطنيّ الحرّ) على رأسها وصولاً يمكن إلى آخرين، أي بعيدين كلّ البعد عن نظريّة ولاية الفقيه، أخذوا جميعاً قراراً بمهادنة (حزب الله) وأخذوا قراراً ليس فقط بالمهادنة، فالتيار أخذ قراراً بالتحالف الكامل أما البقيّة في تحالفات ولو ليست كاملة وإنما جزئيّة إلا أنهم ينسقون الأمور كافة بشكل من الأشكال”.
من جهة ثانية، أكّد جعجع أنّ “القوّات” “بقيت منذ اللحظة الأولى حتى الآن على نفس موقفها لا تساوم مع (حزب الله) لقناعات لديها”، مضيفاً: “أكيد كان ممكن للحزب مساعدة (القوات) في زيادة مكاسبها في السلطة ولكن ماذا ينفع ذلك إذا ما كنا سنخون القضيّة التي من أجلها وجدنا، وبالتالي كل هذا المبدأ مرفوض”.
إلى ذلك، أشار جعجع إلى أنه لا يتوقّع صراحةً حرباً أهليّة في لبنان، مؤكّداً أنّ “القوّات” “جاهزة إذا دّق الخطر على الأبواب”، مضيفاً: “انطلاقاً من مشاهداتي ومن قراءتنا للوضع ومن متابعاتنا لا أعتقد أن أي طرف في صدد التحضير لحرب أهليّة وبالتالي لا حرب أهليّة في لبنان، بالإضافة إلى ذلك هناك عامل مساعد في الوقت الراهن وهو الجيش اللبناني الحالي وقوى الأمن الداخلي الحالية وهما صراحةً يقفون بالمرصاد لأي محاولات لزعزعة الأمن الداخلي ولديهما الإمكانيّة بخلاف ما يعتقده البعض”.
وشدّد جعجع على أنه “مطمئن من هذه الناحيّة إلا أن هذا لا يعني أننا لن نشهد بعض أعمال الشغب الاجتماعي جراء الأوضاع المعيشيّة الصعبة جداً كطوابير البنزين أو المشاكل التي تحدث جراء انقطاع المازوت أو أمام الأفران أو أمام الصيدليات فهذا شيء مختلف تماماً، وبالتالي جوابي هو لا، وما نشهده في الوقت الحاضر بأجزاء كبيرة منه يقع في هذا السياق”.
وعن اتفاق معراب، أشار جعجع إلى أنّ “كلّ شيء يجب أن تحكم عليه انطلاقاً من ظروفه، هناك مقولة لبنانيّة وهي (كل لحظة وملائكتها معها) أي أنّ لكلّ لحظة ملائكتها ولها شياطينها أيضاً”، مضيفاً: “يجب أن نتابع ماذا كان يجري في تلك اللحظة، إذ أستطيع ان أقول لم يعد لدينا أيّ خيار، نحن أكثر من يعرف الرئيس ميشال عون باعتبار أننا بقينا على خصومة معه طيلة 40 عاماً وللأسف كل اتفاق معراب بالكاد يعني خدم لأشهر قليلة وعدنا إلى خصومة معه”.
وشدّد على أنه “في تلك المرحلة لم يعد هناك من خيار إلا انتخاب الرئيس ميشال عون، بالإضافة إلى ذلك لا تنسى أنه كان هناك جرحاً مسيحياً داخلياً ينزف على مدى 40 عاماً، من جهّة لم يكن لدينا أي حل على الإطلاق سوى هذا الحل، ومن جهة أخرى هناك جرح ينزف فقلنا لا حول ولا قوّة إلا بالله طالما أن الأمر كذلك فلنذهب بكامل قوانا العقليّة وليس مضطرين فلنذهب باتفاق واضح ونحاول مرّة أخيرة”.
قم بكتابة اول تعليق