إعداد الشيخ حسن زيات
ينبغي للمصلي إحضار قلبه فى تمام الصلاة أقوالها وأفعالها، فإنه لا يُحسب للعبد من صلاته إلا ما أقبل عليه. ومعنى إحضار القلب الإلتفات التام إليها وإلى ما يقول فيها، والتوجه الكامل نحو حضرة المعبود جل جلاله، واستشعار عظمته وجلال هيبته، وتفريغ قلبه عما عداه، فيرى نفسه متمثلا بين يدي ملك الملوك عظيم العظماء مخاطبا له مناجيا إياه، فإذا استشعر ذلك وقع فى قلبه هيبة يهابه ثم يرى نفسه مقصراً فى أداء حقه فيخافه، ثم يلاحظ سعة رحمته فيرجو ثوابه، فيحصل له حالة بين الخوف والرجاء، وهذه صفة الكاملين. ولإحضار القلب درجات شتى ومراتب لا تُحصى على حسب درجات المتعبدين. وينبغى له الخضوع والخشوع ، والسكينة والوقار، والزي الحسن والطيب والسواك قبل الدخول فيها والتمشيط. وينبغى أن يصلى صلاة مودع فيجدد التوبة والانابة والاستغفار، وأن يقوم بين يدي ربه قيام العبد الذليل بين يدي مولاه، وأن يكون صادقا فى مقالة ( إياك نعبد وإياك نستعين ) لا يقول هذا القول وهو عابد لهواه ومستعين بغير مولاه ، وينبغى له أيضا أن يبذل جهده فى التحذر عن موانع القبول من العجب والحسد والكبر والغيبة وحبس الزكاة وسائر الحقوق الواجبة ما هو من موانع القبول . جعلكم الله وإيانا من المُصلّين.
قم بكتابة اول تعليق