الفوضى تلاحق العراق…صدفة أم تنفيذ للتنبؤات البريطانية؟

بدأ القلق يسيطر على الموقف الأميركي و البريطاني في العراق بعد أن أثبتت القراءات و التغيرات السياسية و العسكرية في البلاد أن نتائج الإنتخابات العراقية القادمة لا تصبّ في مصلحتها فأصبح التوجّه للتمسّك بالحكومة الحالية بزعامة مصطفى الكاظمي حاجة ملحّة لضمان السيطرة على سياسة البلاد و الحفاظ على تمركز قواعد قوات التحالف الدولي و أمنها.

و يشهد العراق منذ فترة أحداثاً أمنية متسارعة قد تبدو من الظاهر عفوية إلّا أن التعمّق فيها يولّد علامات استفهام، فقد شهد يوم أمس الإثنين أحداثاً مزامنة منها اغتيال أمير قبيلة بني كعب، استشهاد ٢ من عناصر شرطة الاتحادية، استشهاد ٦٣ مواطناً في مستشفى الناصرية بعد نشوب حريق يشبه حدثاً حصل في الأشهر الماضية في مستشفى ابن الخطاب كذلك حصول حريق في مبنى وزارة الصحة العراقية.

و تتوالد الشكوك حول عفوية هذه الأحداث الأمنية خاصة بعد تصريح السفير البريطاني لدى بغداد ، ستيفن هيكي ، منذ أسابيع ، حول حصول “كارثة” في العراق قبيل موعد الإنتخابات في حال استمرت الهجمات ضد قوات التحالف الدولي، فخلال مقابلة تلفزيونية قال هيكي :” أجريت محادثات مع سياسيين عراقيين و قد رحبوا باستمرار دعم التحالف الدولي للحكومة العراقية و لم يبدوا أي تعاطف مع الجهات التي تستهدف قوات التحالف. ” و أشار السفير البريطاني في حديثه أنه “في حال حصول تصعيد عسكري خاصة فبيل الانتخابات ستكون هناك كارثة على اقتصاد العراق و استقرار. ”

تجدر الإشارة إلى أن ملف العراق قد سلّمته الولايات المتحدة الأمريكية إلى بريطانيا عبر اتفاق مشترك بينهما.

و في عودة سريعة للمنحى الذي تتخذه أميركا و من خلفها دول الغرب، خاصة تلك المشاركة في قوات التحالف الدولي، فحين تشعر هذه الدول بالخطر على نفوذهم في بلد يسيطرون عليه و على حكومته بقواتهم العسكرية ، يعيثون بالأرض خراباً للحفاظ على مصالحهم، و يبدو جليّاً أن ما يحصل في العراق اليوم ما هو إلّا تمهيدٌ لمخطط أميركي بريطاني لخلف فوضى عارمة تؤدي إلى تأجيل موعد الانتخابات و البقاء على حكومة انتقالي بقيادة الكاظمي.

و هذا المسعى من المستحيل أن يتحقق في ظلّ ظروف طبيعية و مستقرة في البلاد، إنما يستوجب حصول حدث أمني يستدعي قيام حكومة انتقالية، و لا يخفى عن الكثيرين أن أفضل سيناريو قد تخلقه أميركا في العراق هو حصول تصادم مباشر مع الحشد الشعبي لجرّه إلى معركة مفتوحة ، و في ظل وجود معركة عسكرية في أي بلد سيجعل عملية حصول الانتخابات مسألة مستحيلة.

تابعنا على فيسبوك

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن