بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة بالكشف علناً عن نواياها بالسيطرة على أرخبيل سقطرى اليمني الواقع على المحيط الهندي ، و المؤلف من أربع جزر هي سقطرى ـ سمحة ـ عبد الكوري، ودرسة ، منذ تولي الرئيس عبد ربه منصور هادي عام ٢٠١٢.
و كرّست الإمارات سيطرتها هناك عبر منع اليمنيين من الدخول إليها و شراء مساحات واسعة غير مسموح ببيعها و تغيير التراث اليمني هناك و إقامة فعاليات إماراتية، و إلغاء شبكات الإنترنت المحلية و ربطها بالإمارات مباشرة، و ما يزيد من التهديد هو قيام الإمارات بالتطبيع مع كيان الإحتلال و إقامة جولات سياحية لسياح إسرائيليين في الأرخبيل بشكل أسبوعي ، كما أحكمت قبضتها الأمنية و العسكرية على الأرخبيل، ناهيك عن امساكها بمكاتب الأحوال المدنية والاجتماعية بالقوة قبل عدة اشهر لتستكمل بذلك سيطرتها الكاملة على كل المؤسسات الحكومية في الجزيرة لتقدم بعدها على منح سكان الجزيرة البالغ عددهم أكثر من 120 الف مواطن، بطاقات شؤون اجتماعية وصحية جديدة لا يمكن للمواطن تسلم أي مساعدات الا بها.
و قد فشلت حكومة هادي في ادانة انتهاك الإمارات للسيادة اليمنية بعد اكتشاف ضلوعها في انشاء قاعدة عسكرية مكونة من مدرج مطار سقطرى وعدة أبراج مراقبة بحرية، و تنظيمها جولات سياحية لإسرائيليين لجزيرة سقطرى بصورة أسبوعية دون توقف.
و قذ بسطت الإمارات سيطرتها على الأرخبيل بمساعدة سعودية، وقد حولت الجزيرة إلى مستعمرة إماراتية خالصة، وسعت لاستحداث معسكرات ونصبت أبراج اتصالات لشركات إماراتية وفتحت أجواء سقطرى امام الطيران الإماراتي دون أي اعتبار للسيادة اليمنية، وارتكبت جرائم بحق الآثار والمعالم التاريخية واقدمت على تجريف الهوية اليمنية، ونهب الثروة السمكية والبحرية اليمنية في سواحل جزيرة سقطرى واسقطت العلم اليمني عن جزيرة عبد الكوري التابعة لسقطرى ورفعت العلم الإماراتي، وزادت تلك الانتهاكات التي طاولت السيادة اليمنية في ظل صمت حكومة هادي وتجاهلها المطالب الشعبية باتخاذ موقف من الاحتلال الاماراتي للجزيرة حيث ان الضغط السعودي على حكومة هادي التي تقيم في الرياض دفعها لتجاهل مطالب برلمانيين بتوضيح موقفها إزاء وصول وفود سياحية إسرائيلية إلى أراضٍ يمنية قبل واثناء وبعد معركة سيف القدس.
هذه الممارسات الاستفزازية للإمارات في أرخبيل جزيرة سقطرى اليمنية، اثارت غضباً شعبياً في جميع المحافظات اليمنية ضد ما سمّه الاحتلال الإماراتي للأرخبيل، ودفعت المئات من أبناء الجزيرة لتشكيل تحالف مناهض لكافة التحركات الإماراتية في الارخبيل، و طالب التيار الشعبي بطرد القوات الإماراتية و ميليشياتها، و ما زاد من حجم الاستفزاز هو قيام سياح صهاينة بنشر صور لهم في مرتفعات دكسم الواقعة في نطاق مديرية حديبوا عاصمة سقطرى، بالإضافة إلى صور أخرى في سواحل قلنسية الواقعة في الجزيرة حيث اعتبر المئات من الناشطين اليمنيين مواظبة الإمارات على تسيير رحلات أسبوعية لسياح إسرائيليين استفزازًا لمشاعر اليمنيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية والرافضين للتطبيع السعودي ـ الإماراتي المفضوح مع الكيان الصهيوني الغاصب.
يذكر أنه نتيجة الردود الشعبية اليمنية شنت القوات الإماراتية حملة اعتقالات ضد القيادات المعارضة لها، واقدمت على اعتقال عدد من أبناء الجزيرة واودعتهم سجونًا سرية حديثة الانشاء.
و قد سعت الإمارات منذ بدء تدخلها في الأرخبيل اليمني إلى انشاء أدوات محلية موالية لها في الجزيرة، حيث استقدمت الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية الخارجة عن سيطرة حكومة صنعاء والواقعة تحت سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات كالضالع ولحج ويافع إلى جزيرة سقطرى الشهر الماضي بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الاحتلال الاماراتي، بالإضافة إلى ذلك فقد فتحت خلال الأيام الماضية معسكرات التجنيد الإجباري لشباب سقطرى وتحديداً القبائل والمناطق الرافض أبناؤها للانتهاكات الإماراتية في الجزيرة. و تهدف هذه الخطوة إلى محاولة السيطرة على المجتمع المحلى في أرخبيل سقطرى ، وتفكيكه من الداخل من خلال تجنيد المئات من الشباب وتحويلهم الى أدوات قمعية تابعة لها في الجزيرة.
قم بكتابة اول تعليق