قصص العمالة و التواصل مع العدو الصهيوني لم تطوي صفحتها بعد على الرغم من اندحاره و جيش لحد مذلولين من أرض الجنوب، فهناك من يتلذّذ بخيانة وطنه و أبنائه لقاء حفنة من المال، لا سيّما أن القضاء اللبناني قد تهاون منذ العام ٢٠٠٠ إلى اليوم بمحاسبة العملاء و من تسوّل له نفسه التخابر مع العدو أو عملاء الداخل و تزويدهم بالمعلومات ، و قد تكون قصة العميل الفاخوري أكبر حافز لضعفاء النفوس لكي ينجرّوا وراء العمالة في ظلّ الوضع الإقتصادي الراهن.
و جديد مسلسل العملاء اليوم هو ما نقلته صحيفة البناء اللبنانية عن توقيف القضاء العسكري (ي. الفاخوري) وهو برتبة عريف أوّل بعد الاشتباه به بالتّواصل مع عملاء فرّوا إلى فلسطين المحتلّة عام 2000، وبحسب الصحيفة فقد اعترف ي. الفاخوري خلال التحقيق الأولى معه بأنّه يتواصل منذ سنتين مع المدّعى عليها ليلى مطر الفارّة مع العملاء في فلسطين المحتلة، وهي أرملة العميل جان جورج أبو راشد الذي خدم في صفوف جيش العميل أنطوان لحد. وأضاف فاخوري بأنّ علاقته توطّدت بالعميلة المدّعى عليها ليلى مطر وروت له تفاصيل هروبها إلى فلسطين المحتلّة مع عائلتها عام 2000 وأخبرته بأنّها تقيم مع ابنها الياس جورج أبو راشد الذي يخدم في جيش العدو «الإسرائيلي». واقترحت العميلة مطر على ي. الفاخوري العمل مع «الموساد» طالبة منه أن يصوّر مراكز تابعة لحزب الله مقابل مبالغ ماليّة، كما طلبت لقاءه في تركيا.
اعترافات سرعان ما نكرها الفاخوري رغم اعترافه الأوّلي بأنّه أرسل لها صوراً له ضمن مهمّة مع قوّات «اليونيفيل» في جنوب لبنان، وأكّد الفاخوري أنّه تسلّم من العميلة مطر مبلغ ألف دولار أميركي باليد على ثلاث دفعات تسلّمها دفعة أولى 300 دولار أميركي والدّفعة الثانية 400 دولار تسلّمها من مطرانيّة انطلياس، وأمّا الدفعة الثالثة فكانت بقيمة 300 دولار من خلال المدّعى عليه المطران (م ط. ح) الذي دخل إلى فلسطين المحتلّة ليتسلّم المبلغ من العميل الفارّ جريس الياس ريشا في فلسطين المحتلة، وهذا ما أكّدته الشّاهدة في القضية (م. ريشا) التي أخبرها شقيقها العميل الفارّ بأنّ مطراناً يدخل إلى (إسرائيل) سيسلمها المبلغ مع دواء كانت طلبته منه، وبالفعل التقت المطران قرب حلويات كنعان وكان يرتدي زيّه الدّيني وتسلّمت دفعتين من المطران حوّلت لفاخوري الدّفعة الأولى عبر أحد مكاتب تحويل الأموال وسلّمته الدفعة الثّانية باليد.
و أضافت الصحيفة : وبعد الادّعاء على المطران طوي ملفه وهي قضية تشبه إلى حدٍّ ما قضية المعمّم علي الأمين الذي التقى بكبير حاخامات الكيان الصّهيوني شلومو عمار في أحد المؤتمرات في البحرين عام 2019. ورغم تقديم إخبار بحقّه لدى المحكمة العسكريّة في 25-6-2020 وبعد مرور عام على الإخبار الذي لا يزال محفوظاً في أدراج المحكمة العسكريّة دون استدعاء الأمين أو فتح تحقيق معه أو حتّى تقديم أيّ إجابة على الإخبار.
هذا الاستهتار من قبل القضاء في المحاسبة و التدخلات السياسية و تلك التي تأخذ طابعاً دينياً طائفياً تبدو خطيرة جداً في ظلّ الوضع الإقتصادي الحرج الذي يمرّ به لبنان.
قم بكتابة اول تعليق