بيان الخارجية الإيرانية في اجتماع الأمم المتحدة المتعلّق بالقضية الفلسطينية

إيران

أصدر وزیر الخارجیة في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة محمد جواد ظريف ، بیاناً تلاه سفیر ومندوب ایران الدائم لدى الأمم المتحدة مجید تخت روانجی خلال اجتماع الخمیس فی الجمعیة العامة لمنظمة الأمم المتحدة رقم 38 ” “القضیة الفلسطینیة”، وفیما یلی نص البیان:

” بسم الله الرحمن الرحیم
السید الرئیس
فی البدایة أود أن أشکرکم على عقد هذا الاجتماع فی الوقت المناسب حیث یشهد العالم قیام الکیان الإسرائیلی بارتکاب أفظع الممارسات الوحشیة ضد الأبریاء فی فلسطین.
منذ أکثر من سبعة عقود تستمر سیاسات وممارسات إسرائیل الوحشیة بانتهاک حقوق الإنسان الأساسیة للشعب الفلسطینی وکرامته. ونتیجة لذلک حرم الفلسطینیون من أراضیهم وممتلکاتهم وأعمالهم، وبالتزامن اخرجوا قسراً من منازلهم وتعرضوا للعنف والترهیب والتهدید.
قام الکیان الإسرائیلی تماشیاً مع سیاساته التمییزیة والعنصریة تحت عنوان “دولة یهودیة واحدة” بحرمان الفلسطینیین من أی حق فی تقریر المصیر إضافة إلى ذلک، قام هذا الکیان بممارسات وتحریضات غیر مسبوقة تهدف إلى تسریع تهوید القدس الشریف وتغییر الترکیبة السکانیة من خلال اقصاء المسیحیین والمسلمین الفلسطینیین فی القدس.
قصفت القوات الإسرائیلیة، خلال الأسبوع الماضی، قطاع غزة أکبر سجن مفتوح فی العالم، وأبادت مئات الفلسطینیین وجرحت الآلاف من المدنیین بأبشع وأفظع الطرق الممکنة من خلال حرب غیر متناسبة واستخدام أسلحة متطورة وبینما یستمر وباء کورونا، أدى الهجوم العسکری الإسرائیلی على غزة إلى تدمیر آلاف المنازل والأبنیة السکنیة والتجاریة بما فی ذلک المبانی التی تستضیف الصحفیین، وکذلک ألحقت الضرر بالبنیة التحتیة الحیویة الأخرى فی غزة على نحو فظیع وانتهاک منظم لحقوق الإنسان. حتى أنها قتلت رئیس الفریق المعنی بمواجهة کورونا فی غزة.
رغم ذلک لا یزال مجلس الأمن – على الرغم من استمرار الکیان الاسرائیلی اعمال المصادرة الجماعیة والسلب والاحتلال والملاحقة الکبیرة للفلسطینیین – یواجه عقبات من قبل الولایات المتحدة فی الوفاء بالتزاماته بموجب المیثاق والوفاء بمسؤولیته فی وقف انتهاک قرارات الأمم المتحدة. لذلک، فإن الجمعیة العامة، بصفتها الضمیر الجماعی للمجتمع الدولی، لها دور أساسی تؤدیه فی إدانة العدوان العسکری الإسرائیلی والتطهیر العنصری، وفی اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة إسرائیل على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة.
إن النهج غیر الاخلاقی لبعض الحکومات الغربیة فی المساواة بین الضحایا وبین المجرمین امر مستهجن وغیر عادل وغیر مقبول، کما ان انکار عدم التکافؤ الکامل فی الوضع بین المحتل والظالم وبین الشعب الواقع تحت الظلم والاحتلال لا یکشف فقط عن النفاق وفقدان البوصلة الاخلاقیة بل یجعلهم ایضا شرکاء فی ارتکاب الجرائم ضد الفلسطینیین. نؤکد ان الشعب الفلسطینی یمتلک الحق الکامل فی الدفاع عن نفسه ومواجهة الاسالیب الاستبدادیة لکیان الفصل العنصری.
اغتصاب حی عربی آخر فی محیط المسجد الاقصى یثبت مرة أخرى عبثیة تطبیع العلاقات مع هذا الکیان من قبل بعض الدول العربیة. من الواضح أن السبیل الوحید نحو السلام فی فلسطین یمر عبر إجراء استفتاء بین جمیع السکان الفلسطینیین – الیهود والمسیحیین والمسلمین – بما فی ذلک اللاجئین الفلسطینیین.
السید الرئیس! الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تؤکد مرة أخرى دعمها الحازم وتضامنها مع القضیة الفلسطینیة والتزامها بمواصلة الدعم للشعب الفلسطینی فی مساعیه للحصول على حقوقه وتحقیق آماله وتطلعاته الوطنیة المشروعة ومنها حقه فی تقریر المصیر والحریة والاستقلال فی دولة فلسطین وعاصمتها القدس الشریف.
شکراً لکم”

محمد جواد ظريف

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن