سعد الحريري حشر في زاوية تشكيل الحكومة , فيعد خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأسبوع الماضي و دعوته الحريري للتأليف او الاعتذار , و تلاه كلمة السيد حسن نصرالله الذي حسم أمر حل معضلة الحكومة ووجه المسار عبر خارطة طريق واضحة , و زيارة رئيس الحزب الاشتراكي للحريري و لقصر الرئاسة و الذي بات محسوما أنه انسحب من جانب الحريري في هذه المواجهة , و قد تحدّثت معلومات البارحة عن لقاء جمع الخليلين بالحريري في هذا الاطار.
انّ الحريري “بات مطوقاً من اكثر من جهة، بعدما بات مطلوباً منه ان يسمّي وزيري “حزب الله” بموافقة الحزب، كما طالبه رئيس الجمهورية في لقاء الخميس الماضي، لانّه يريد منه ان يقدّم له اليوم تشكيلة كاملة، تجمع طريقة توزيع الحقائب واسماء الوزراء من مختلف الطوائف، بما فيها الموافقات المناسبة التي تسمح بإصدار مراسيم تشكيل الحكومة.
الّا أنّ عطلة نهاية الاسبوع في قصر بعبدا لم تشهد سوى لقاءات محدودة لتقويم النتائج التي قادت اليها تطورات الساعات القليلة الماضية، حيث تمّ التوصل الى إقتناع بأنّ الامور باتت تتوقف على الجواب الذي سيحمله الحريري اليوم الى رئيس الجمهورية، رداً على اسئلة طرحها عليه في لقائهما الخميس الماضي.
أمّا بالنسبة الى العقدة المتمثلة بإصرار رئيس الجمهورية على الإحتفاظ بالثلث المعطل على قاعدة (5 +1+1) ونيله حقيبة وزارة العدل وتسمية وزير الداخلية، مصادر مطلعة الى انّ امام الحريري عقبة جديدة تتمثل بخسارته بعد ظهر السبت الماضي حليفاً اساسياً هو جنبلاط، الذي «سحب نفسه» من المواجهة التي كانت قائمة «إن كان له اي دور فيها»، وأبلغ الى رئيس الجمهورية ببساطة، أنّه يشجع على التسوية التي تنهي النقاش حول كون الحكومة من 18 وزيراً او 20 او 22 وربما 24 وزيراً، وان كان هو سبباً في هذه المواجهة، فهو يعلن انسحابه منها، لأنّ البلاد باتت لا تتحمّل مثل هذا النقاش
و كان جنبلاط قد لفت خلال لقائه مع رئيس الجمهورية، الى أنّ أمن البلد بات على المحك، والأزمة الاقتصادية والنقدية لم تعد تحتمل مثل هذه التجاذبات، وانّ الجوع دخل الى البيوت ولم يعد ممكناً الصمود في مثل هذه الظروف الصعبة. لافتاً الى حجم الإهمال الدولي الغربي والعربي لملف لبنان، فلكل دولة أولويات اخرى، وما عليها سوى التعبير عن خوفها على مستقبل لبنان واللبنانيين و أضاف : سفراء الدول باتوا غير مهتمين بلبنان.
اقرأ أيضا
قم بكتابة اول تعليق