قال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط أن “الحوار مستمر مع جميع المكونات السياسية في البلاد، واتصالاتنا مع الأحزاب المسيحية ترتكز إلى المصالحة التي أرساها المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ووليد جنبلاط. في هذا السياق، ومنذ انتخابي رئيسا للحزب، تواصلت مع التيار الوطني الحر. وهذا الحوار مبني على الاحترام المتبادل أكثر مما هو على الثقة، فهو لا يزال نقاش سطحي، لأن علاقاتنا مرت بفترات صعبة في الماضي.
بالطبع، توافقنا مع التيار ومع باقي الكتل المعارضة على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور للانتخابات الرئاسية، لكنني لا أستطيع ضمان أن جبران باسيل لن يتخلى عنه من أجل مصالحه الشخصية، وبخاصة أن علاقاته بحزب الله تبدو أنها تتحسن. كما أن لدينا اختلافات معه في العديد من الملفات مثل تسمية رئيس الأركان والمجلس العسكري. على أي حال، نأمل أن تتقدم الأمور في مصلحة البلاد.
أما بالنسبة للأحزاب المسيحية الأخرى، مثل القوات اللبنانية والكتائب، فنحن نتطلع أيضًا إلى تطوير العلاقات معها، وبخاصة أن لدينا الكثير من المواقف السياسية المشتركة، وتبقى قنوات التواصل مفتوحة أيضًا مع الممثلين للحراك الشعبي المنتخبين”.
وأشار جنبلاط إلى أن رؤيته للبنان “ترتكز إلى رؤية كمال جنبلاط: دولة مدنية تقوم على مؤسسات قوية وعلى فصل الدين عن الدولة. للأسف، الجيل السابق من القيادات السياسية لم تعنهم الظروف لتطبيق الفكرة، والتي تبدو مستحيلة في الوقت الراهن، بخاصة لأن الشعب يستمر بالانتخاب على أساس طائفي.
لكن يجب أن نقوم بالخطوة الأولى، والديناميكية سوف تتوالى. وفي الانتظار، يجب أن نحافظ على ما تبقى من مؤسساتنا، وعلى تطبيق اتفاق الطائف، وعلى الدولة. هذا طبعًا الخطاب التي تعبّر عنه الثورة الشعبية، والتي كانت على حق بأن تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الأوضاع، ولكنها لم تتمكن للأسف من تحقيق أهدافها، ويعود ذلك جزئيًا لبعض الطبقة السياسية التي بذلت كل ما في وسعها لكي تفشل، لكن هم ايضا ارتكبوا خطأين كبيرين: أولاً، غياب الواقعية، ورفع شعار “كلن يعني كلن” الذي يطلب تغييرًا جذريًا وفوريًا لكل الطبقة السياسية، وهذا غير ممكن، وغير عادل أيضا، ثم أن يتطلب التغيير سنوات طويلة من النضال، خاصة في بلد مثل لبنان قائم على التوازن الطائفي.
كما أنهم لم يأخذوا في الاعتبار التحديات التي واجهتها الأجيال القديمة ومخاوفها، ثانيًا، الأسوأ من كل ذلك لم ينجحوا في إقامة جبهة موحدة. هذا يذكرني بالرابع عشر من آذار، عندما دعم المجتمع الدولي كل اللبنانيين من أجل انسحاب الجيش السوري عام 2005 وانطلاقة جديدة للبنان، قبل أن تؤدي التباينات الداخلية إلى تفكك تلك الحركة”.
كما نفى جنبلاط ما تم تداوله مؤخرًا بأن التقدمي الإشتراكي سيصوّت لصالح سليمان فرنجية عندما يحين الوقت، وقال “مع احترامي له، بالطبع، لديه العديد من الصفات الجيدة، مثل صدقه، وهو يعترف بـصداقته مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، طبعا هو حر في موقفه، لكن أنا يجب أن أستمع إلى ضميري وللناس الذين أمثلهم: الناس لا تريد صديق بشار الأسد، اللبنانيون يريدون شخصية جديدة تمثل التغيير. انطلاقاً من هذه المبادئ، اتفقنا على جهاد أزعور نحن والقوات اللبنانية والكتائب وغيرهم من القوى والشخصيات السياسية ودعمنا ترشيحه، ولن نقوم بأي خطوة مغايرة إلا بعد مشاورات معه كما فعلنا مع النائب ميشال معوض”.
ثمّ تطرّق للتباين ما بينه وبين والده وقال “يدعي كثر بأن هناك تباينًا واختلافاً بيني وبين والدي بخصوص المسألة الرئاسية. لكن هذا بعيد عن الحقيقة. على الرغم من وجود تباينات في الأجيال.
أنا فخور بتراثي وبوالدي وبكل ما حققه وأعلم أنه يحمل مسؤوليات ثقيلة، لكنني لا أريدثم أن أُقارَن دائمًا بأسلافي، الذين كانوا يمارسون مهامهم في ظروف مختلفة، على سبيل المثال، كانت القومية العربية من القضايا الأساسية للأجيال السابقة، لكن الآن نادراً ما نسمع عن هذا الموضوع. أما فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، فإن الحزب بأكمله على ذات الموجة واللقاء الديمقراطي سيكون له موقف موحد ولن تنقسم أصواته خلال التصويت”.
كما وأكد “اننا نعيش في بلد ديمقراطي، ولدينا الحق في أن نكون معارضين أو أن يكون لدينا مواقف متباينة وبخاصة أن الحوار مستمر مع حزب الله واستطعنا ان ننظم الاختلاف بيننا كي نتفادى التعطيل، وحل المشاكل عبر المؤسسات كي لا يدفع الشعب الثمن. كذلك نحن على علاقة جيدة خاصة مع الرئيس نبيه بري، وهو يعلم جيداً موقفنا من مرشحه الرئاسي ولا يتدخل أبدًا في قراراتنا ولم يطلب منا أي شيء. ولا أعتقد أن هناك أحداً لديه مصلحة أن تتصاعد الأمور أو أن تذهب باتجاه مواجهة مسلحة”.
وعبّر جنبلاط عن موقفه اتجاه اقتراح فرنسا بالحوار اللبناني وقال “”نحن مؤيدون للحوار ونعتقد أنه من المستحيل التغلب على هذه الأزمة إلا من خلاله. ومع ذلك، يجب الاشارة الى أن هناك بعض الأحزاب ضد هذا الأمر، مثل القوات اللبنانية ونواب الثورة. لذلك، حتى إذا تمت الدعوة للحوار، فإن المبادرة محكومة بالفشل بسبب غيابهم عن المشاركة.
رغم أنه يبقى الحوار أفضل وسيلة للوصول إلى مرشح وسطي أو توافقي، وخصوصًا أنه تم وضع جانبًا الآليات الطبيعية للتصويت الديمقراطي”.
كما وكشف جنبلاط بأن “قائد الجيش العماد جوزيف عون كان من أحد الأسماء التي طُرحت من قبل الحزب التقدمي الإشتراكي لمحاولة كسر الجمود والخروج من هذه الازمة الرئاسية، إلى جانب جهاد أزعور وصلاح حنين. لذلك، نحن بالطبع لا نعارض ترشيحه، على الرغم من وجود عقبات عدة أمامه.
لكن البعض يقول إن انتخابه غير ممكن لأنه يتطلب تعديل الدستور (موظفو الدولة من الفئة الأولى لا يستطيعون ان يتولوا منصبا متقدما، إلا بعد ان يتنحوا عنه قبل ما لا يقل عن سنتين). ومع ذلك، تم تعديل الدستور مرات عدة، لذلك ليست هذه العقبة الأساسية، لكن جبران باسيل، هو الذي يعارض بشدة هذا الترشيح”.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق