نشر موقع “التيار” مقابلة أجرتها الصحافية غريس مخايل مع ررئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حول مواقفه السياسية المرتبطة بالتحديات المطروحة راهناً.
وسئل: “هل من الممكن أن يؤدي الحراك الاميركي الفرنسي الى تليين في الموقف السعودي تجاه الحريري؟ فقال “هذا المشهد هو أكبر دليل أن مشكلة الحكومة ليست داخلية وهو ردّ على كل القائلين بذلك، ويكفي الجهد الذي تقوم به كل من الولايات المتحدة وفرنسا مع السعودية ليظهر جانب أساسي من مشكلة الحكومة, وكنت أتمنى أن نتفق نحن اللبنانيون مع بعضنا من دون تدخل الخارج، الذي من الممكن أن يساعد مادياً واقتصادياً ولكن لا يجب أن يساعدنا على بعضنا البعض. من المعيب أن لا نتمكن من حل مشاكلنا بين بعضنا وأن نرفض أن نتحاور مع بعضنا”.
وأضاف, “البعض يرى في الحراك الاميركي-الفرنسي مقدمة لتدويل الأزمة اللبنانية, لبنان سيبقى قادراً على المقاومة وتأمين مقوّمات حياته، والتدويل جُرّب في لبنان من قبل والقوات الدولية أيضاً، وكل ذلك لا يوصل الى نتيجة من دون إرادة لبنانية داخلية جامعة. هذا ما يخلّصنا، وكل ما هو غير ذلك رهانات ستخسر.
بعض المعنيين في التأليف يقولون إن الحريري لن يعتذر في هذه المرحلة القريبة لأن ذلك يخدمك سياسياً وشعبياً، لكنه قد يعتذر بعد حوالى أربعة أشهر لتتشكّل حكومة تكون مهمتها فقط إنجاز الانتخابات النيابية, ما رأيك؟, فقال: “نحن لن ننتظر أربعة أشهر حتى نتحرّك! فاذا أردنا أن ننتظر هوى الرئيس المكلف نكون نتفرّج على النحر اليومي للبنان أكان في موضوع الأدوية أو المحروقات أو غيرها. نحن نناشده منذ أن كُلّف بأن يؤلّف، وفعلاً اليوم عناصر التأليف باتت متوافرة، ونحن ذلّلنا كل عقبات التشكيل الداخلية وعلى حسابنا. على سعد الحريري تخطّي المشكلات الخارجية حتى نلاقيه، ونحن لن نختار يوماً الخارج على حساب الداخل، ولكن اذا كان كل ما قمنا به غير كاف بالنسبة اليه لتذليل المشكلة الخارجية ومقرر يعتذر فلماذا يقوم بذبح البلد ويسهم في نزيفه أكثر فأكثر؟ ومن أراد حرق العهد إنما حرق البلاد بأكملها”.
وعن علاقته برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط, أفاد: “العلاقة عاديّة، وإنشاء لله حين يكون هو جاهزاً لتطويرها نكون نحن جاهزين”.
وفي سياق آخر سئل باسيل هل ستزور سوريا؟, قال: “هذا تفصيل شكلي، الأهم بالعمق هو أن العلاقة جيّدة ونحن نبحث عن علاقات جيدة للبنان مع الخارج كلّه فكيف اذا كان الامرمع جارته سوريا، وهناك ارتباط معها، فنحن تأثرنا بأزمتها ويمكن أن نستفيد من حلولها، وفي المقابل الأمر سيّان بالنسبة الى سوريا. ما يهمّنا اليوم نقطتان ونحن نعمل عليهما لبنانياً ومع الجانب السوري: 1-عودة النازحين ونحن نعمل على الملف مع السوريين ومع العالم لأنه ما من سبب لعدم تأمين العودة اللازمة للسوريين الى سوريا. ورقة استخدامهم قد سقطت. وانا لا أزال حتى اليوم أراسل وأتحدث مع مسؤولين دوليين لتغيير سياساتهم تجاه ملف النازحين في لبنان عبر تمويل عودتهم الى بلادهم لا عبر تمويل بقائهم في لبنان”.
وماذا عن الوفد الروسي الذي زار لبنان والمعلومات التي رافقت هذه الزيارة حيث قيل إن الوفد قدّم عروضاً ضخمة للاقتصاد والكهرباء والبنى التحتية وإعادة إعمار المرفأ، لكنها كلّها قد تطير بسبب الحسابات السياسية لدى بعض الافرقاء, أجاب: “نحن مع استثمار أيّ كان في لبنان ونحن بالسياسة المشرقية نعتبر ان لروسيا دوراً اقتصادياً مهمّاً ونقوم بتشجيع هذا الأمر خصوصاً أنه لم يقدّم أحد للبنان مشاريع متعلّقة بالمصافي كما فعل الروس، وفي ظل الأزمة التي نعيشها تنفيذ هذا العرض يخفّض الفاتورة النفطية كثيراً ويوفّر الكثير على لبنان، ونحن مع الاسراع فيه. أما اذا كان هناك بعض الأفرقاء يريدون عرقلة هذا الأمر لمصالح خارجية كما فعلوا في وقت سابق، فنحن سنواجههم”.
أما الناس يرزحون تحت وطأة الأزمات، الا تعتبر أن هناك نقمة شعبية على التيار لأنه قدم وعوداً كبيرة لم يستطع أن يحقق منها الكثير؟, أعتقد أن “من الطبيعي أن تكون هناك نقمة من الناس علينا وعلى كل السياسيين لأن الوضع المعيشي أكثر من صعب، لكن على الناس أن تراجع التاريخ لتعرف من تسبب بهذه الأزمة منذ التسعين، ونحن من واجبنا ان نقول إننا سنقوم بالتغيير والاصلاح ولا نزال حتى اليوم نقول الأمر عينه”.
وأضاف, في هذا الاطار أرى أننا قمنا بأمر بغاية الأهمية وهو أننا فككنا المنظومة الاقتصادية والمالية الموجودة لنستبدلها بأخرى، وعلينا أن نبقى نأمل والا نرضخ للواقع القائم. نعم هذه المنظومة أكبر منا. الا يدل حجمنا بالمجلس النيابي على هذا الأمر؟ وجودنا في مجلس الوزراء والتصويت الذي كنا نخسره في كل المراحل الا يدل على أننا لسنا أكثرية وهناك أكثرية أخرى أقوى؟ هل نمسك بالأمن؟ هل نمسك بالمفاصل المالية كمصرف لبنان ووزارة المال أو ديوان المحاسبة أو غيرها؟ هل نمسك بالقضاء؟ وأكبر دليل على ما أقول هو أن الأموال التي حُوّلت الى الخارج تؤشر الى الجهة التي تتحكم بزمام الأمور المالية في البلاد. نحن الجهة الوحيدة التي تطالب باستعادة الأموال التي حُوّلت الى الخارج، ويكفي كتاب المدعي العام التمييزي الذي يظهر أن الى سويسرا فقط تم تحويل 3.3 مليار دولار خلال عامين. فليتفضّل الحريص على أموال المودعين أن يضع يده بيدنا”.
وسئل: “هل ستؤثر النقمة الشعبية على التيار الوطني الحر في الانتخابات؟ فأجاب: “كما قلت إن هذه النقمة ستؤثر على الجميع، وبعض الخارج يراهن على تمويل جماعات وجمعيات, أما أنا فثقتي بالشعب اللبناني تبقى كبيرة أيّاً يكن خياره. وفي ختام هذا الموضوع أقول فليبقَ الذي يعاني من فوبيا الأرقام على حساباته الخاطئة”.
وفي ملف انفجار المرفأ, فقال: “نحن مع العمل الذي يقوم به القاضي طارق بيطار لأن فيه جدية واحترافاً ومن الواضح أنه يعالج كل زوايا الملف، ونحن لا نتدخل في عمله، ومستعدون للقيام بكل ما هو مطلوب منا للتسهيل والمساعدة لأننا حريصون على الا يكون هناك أي عرقلة في عمله. أضيف الى ذلك أنه من الضروري أن تكون لدينا معطيات كاملة للملف حتى نعطي رأينا، لأن أسئلة عدة تُطرح حول الشخصيات التي تم الادعاء عليها وعلى أي أساس ومعيار,فلماذا مثلا تم الادعاء على رئيس حكومة حالي وليس السابقين، علماً أنني لا أملك المعطيات الكاملة بهذا الموضوع. وفي كل الاحوال، أستطيع أن أقول إن في الملف 3 طبقات في العقوبة:1-الاهمال الوظيفي حيث أنني لا أعتبر أن المهملين على هذا المستوى كانوا يقصدون القتل وأكيد يجب معاقبتهم بحجم الجرم”.
وحول قضية النيترات، من إدخالها حتى تخزينها واستعمالها, أكد باسيل أنه “كنائب عليه أن يتخذ قراراً في رفع الحصانة أو عدم رفعها, قائلاُ: عليّ أن أفهم كيف حصل التقصير وعلى من تقع المسؤولية الكبرى. وفي كل الحالات، يمكن أن نسأل عن الادعاء مثلا على قادة أجهزة قدّموا تقاريرهم حول النيترات وهذا ما ينطبق على بدري ضاهر واللواء طوني صليبا واللواء عباس ابراهيم وغيرهم، وفي المقابل يمكن أن نسأل لماذا لم يتم بعد الادعاء على الذين لم يقوموا بواجباتهم لنبني على الشيء مقتضاه. من المهم لنا كنواب أن نأخذ إحاطة كاملة بالموضوع مع تأكيدنا أننا مع رفع الحصانة عن كل من أخطأ، ومع رفع كل غطاء سياسي وكل حماية لكل متورّط، وهذا أمر تلقائي، وفي الوقت نفسه لا يجب أن يكون هناك أي ظلم لكل من قام بواجباته”.
قم بكتابة اول تعليق