لاريجاني: لدى إيران من الإمكانات ما قد يغيّر وجه الكيان الصهيوني بالكامل

المرشح للانتخابات الرئاسيّة في إيران علي لاريجاني، يقول خلال مقابلة مع الميادين، إن “بلاده تنتمي للتوجه الذي يدعم تطوير قدرات الشعب الفلسطيني”، ويؤكد أن مقاومة العقوبات الأميركية كانت جيدة ولكن “تحركنا لحل المشاكل كان أضعف وهذا ما أريد الاهتمام به”.

بارك مستشار المرشد الإيراني والمرشح للانتخابات الرئاسيّة في إيران علي لاريجاني، اليوم السبت، “للشعب الفلسطيني المقاوم انتصاره الذي سيحمل نتائج كبيرة جداً”.

 

وخلال لقاء مع الميادين، قال لاريجاني إن “الشعب الفلسطيني يملك قدرات عالية جداً وانتقلَ في عقديْن من انتفاضة الحجارة إلى انتفاضة الصواريخ”، معتبراً أن هذا الشعب “غرز دبوساً في البالون الذي صنعته إسرائيل لنفسها”.

 

وأشار إلى أن التفاعل مع مظلوميّة الشعب الفلسطيني لم يعد محصوراً في المنطقة بل يشمل العالم، وأضاف “نحن كإيرانيين نرى أن من واجبنا دعم الشعب الفلسطينيّ وقضيّته”.

 

كما لفت لاريجاني إلى أنه يجب تحريكُ قضيّة دعم الشعب الفلسطينيّ باستمرار في المحافل الدولية، قائلاً إن على “المفكّرين العرب أن يرفضوا العلاقات التي أقيمت بين الدول العربية وإسرائيل”.

 

واعتبر أنه يجب توفير الإمكانات اللازمة للحفاظ على هذا الانتصار وتعزيزه ليعود الفلسطينيون إلى أرضهم، مؤكداً أن “دعم إيران للشعب الفلسطيني سيكون أكبر مما كان عليه لأنّ المقاومة بعثت الأمل عند المسلمين”.

 

وفي سياق متصل، أضاف أنه “إذا كانت المقاومة الفلسطينية أهلكتهم لا يمكن أن يفكروا في مواجهة قوة كبيرة جداً مثل إيران”، مؤكداً أنه لدى إيران من الإمكانات ما قد يغيّر وجه الكيان الصهيوني بالكامل في أي مواجهة.

وفيما يخص الشأن الإيراني، قال لاريجاني إنه “في ضوء التحديات الاقتصادية وجدت أن من واجبي المساعدة في الحفاظ على مصالح الشعب الإيراني”، مضيفاً أن “مقاومتنا لعقوبات أميركا كانت جيدة ولكن تحركنا لحل المشاكل كان أضعف وهذا ما أريد الاهتمام به”.

 

وشدد على ضرورة “إدارة الملف الاقتصادي بشكل أقوى والمفاوضات قد تساعد في ذلك”، قائلاً “لدينا طاقات إبداعية شبابية كبيرة علينا الاستفادة منها للقيام بالتغييرات المطلوبة”.

 

إلى ذلك، رأى لاريجاني أن “التغيير في إيران يجب أن يرتكز على التنمية الاقتصادية، ولدينا دراسة حالياً في المجال الاقتصادي لتقوية قدراتنا الوطنية المحلية”.

 

وتابع: “نحن ننتمي للتوجه الذي يدعم تطوير قدرات الشعب الفلسطيني”، موضحاً “قصدتُ من شعار *لا للمفتاح لا للمطرقة* التركيز على تنمية الاقتصاد وإشراك الشعب في ذلك”.

 

كذلك، أكد أنه “يجب التخفيف من تدخل الحكومة في المجال الاقتصادي والحدّ من “السمسرة” في الحكم”، لافتاً إلى أنه “علينا القبول بفكرة الاقتصاد العِلْميّ الذي يستند إلى أصحاب الاختصاص”.

 

المرشح الإيراني رأى أنه يجب الحد من قدرات الحكومة والعسكر في المجال الاقتصادي، قائلاً إن تجاربي في مجالات مختلفة دفعتني إلى التركيز على دور المتخصصين في تنمية الاقتصاد.

 

ووفقاً له، فإن التجارب أثبتت أن التدخل الحكومي في الاقتصاد يحدّ من اندفاعِ القطاع الخاصّ، مشدداً على ضرورة إشراك الناس في العملية الاقتصادية كما يجري الآن في المجال الزراعي.

 

كما اعتبر لاريجاني أنه على كل القطاعات الحكومية خصخصة ما تملكه في المجال الاقتصادي، مشيراً إلى أن التحول نحو القطاع الخاص هو الذي يمكن أن يغيّر الوضع.

 

وقال “لن نحقّق التنمية من دون التعاون والتكاتف والتوافق الداخلي”، مؤكداً “الحاجة للتوافق الداخلي كي نركز على المسائل الأساسيّة”.

إقليمياً، أكد لاريجاني أن “التجربة أثبتت أن دول الجوار أهم شريك لنا في المنطقة”، قائلاً إن آسيا ستكون مستقبلاً القطب المضيء في العلاقات الدولية.

 

وخلال لقائه مع الميادين، اعتبر لاريجاني أنه “يجب أن نتعامل بشكل أكبر مع الأقطاب الحالية مثل الصين وروسيا وغيرهما”، مضيفاً أنه يجب التعامل مع الغرب بذكاء واستخدام بعض الطاقات المتاحة لديهم.

 

لاريجاني أكد ضرورة أن “نجري حواراً مع السعودية وآمل أن نصل إلى اتّفاق معها”، معتبراً أنه “يجب حل مشاكل إيران مع السعودية وكل دول الخليج الفارسي بشكل أعمق”.

 

وأردف: “نأمل من الأصدقاء في المنطقة أن يغيّروا رأيهم في تطبيع العلاقات مع إسرائيل”، قائلاً إن الأصدقاء في المنطقة ليسوا بحاجة لمساعدةِ دولةٍ معادية مثل “إسرائيل”.

 

إلى ذلك، أكد أن بلاده تسعى لتحسين علاقتها مع دول المنطقة، لافتاً إلى أن التفاهم بين إيران والصين استراتيجي وله تأثيره على الوضع العالميّ.

 

وبحسب لاريجاني، “ستُبرم اتفاقيات مختلفة مع الصين لإيجاد نهضةٍ اقتصاديّة في المنطقة”، مضيفاً أن ثلاث سنوات من المقاومة دفعت الأميركيين إلى التراجع، لافتاً إلى أنه “قد يكون للمعاهدة المبرمة مع الصين تأثير تكتيكي على تراجع أميركا”.

 

وفي ما يخص الملف النووي، قال المرشح الإيراني “قمنا بخطوات جيدة على خط المفاوضات النووية التي بلغت مرحلة جيدة”. ورأى أن الأميركيين أثبتوا أنهم يتراجعون عن كلامهم والآن يخضعون لامتحان مهم، مؤكداً أنه “إذا كرّرت أميركا أخطاءها تجاه إيران لا أمل لها في إقامة علاقات معنا”.

 

وأشار في سياق متصل، إلى أنه “إذا قام الأميركيون بأي خطأ تجاه إيران فعليهم أن يتحملوا النتائج، ولن تتحسن العلاقات معهم”.

تابعنا على فيسبوك 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن