بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، زيارة دولة ليومين إلى هولندا، هي الأولى لرئيس فرنسي إلى هذا البلد منذ 23 عاماً، يلقي خلالها كلمة مرتقبة حول أوروبا يوضح فيها تصريحات موضع جدل أدلى بها خلال رحلته إلى الصين.
واستقبل الملك فيليم ألكسندر وزوجته ماكسيما ماكرون وزوجته بريجيت وسط مراسم عسكرية في القصر الملكي في أمستردام.
وعند نزول الزوجين الرئاسيين من السيارة، هتف الحشد مرحبا بهما، في وقت تشهد فرنسا حركة احتجاج واسعة رفضا لإصلاح نظام التقاعد، أرغمت على إلغاء زيارة للعاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث إلى باريس.
تجمع مئات الأشخاص خلف الحواجز لرؤية ماكرون وزوجته. وتحت أشعة الشمس الربيعية، انحنيا أمام النصب التذكاري الوطني المقابل للقصر الملكي والمقام تخليداً لذكرى الضحايا الهولنديين في الحرب العالمية الثانية.
وعلاوة على مأدبة غداء خاصة، ينظم الملك وزوجته عشاء دولة على شرف إيمانويل وبريجيت ماكرون بحضور شخصيات مثل المهندس المعماري ريم كولهاس ومدير طواف فرنسا للدراجات الهوائية كريستيان برودوم.
المغني دايف الهولندي الأصل والواسع الشعبية في فرنسا حيث يعيش، صرف النظر عن المجيء لأسباب شخصية، وفقًا لإذاعة “إر تي إل”.
– “أمن اقتصادي” –
وستكون أزمة نظام التقاعد حاضرة خلال هذه الزيارة كما خلال زيارة ماكرون إلى الصين، في وقت تستعد فرنسا ليوم تعبئة جديد الخميس، عشية صدور رأي حاسم عن المجلس الدستوري حول هذا النص ومستقبل الإصلاح.
وهذه الزيارة سوف تكرس التقارب بين البلدين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما أعاد خلط أوراق التحالفات داخل التكتل.
وخسرت هولندا مع بريكست حليفا تقليديا على الساحة الأوروبية، ما حملها على تنويع تعاوناتها.
ويتركز الترقب حيال مواقف ماكرون العائد للتو من بيجينغ، حول مسائل الاستقلالية الإستراتيجية بعدما أكد أن الأوروبيين يجب ألا “يتبعوا” الولايات المتحدة أو الصين في مسألة تايوان بل أن يجسدوا “قطبا ثالثا”.
ويعرض ماكرون “رؤيته” للسيادة والأمن الأوروبيين على الصعيدين الاقتصادي والصناعي في كلمة يلقيها بعد ظهر الثلثاء في معهد “نيكسوس” الهولندي في لاهاي.
وأثارت دعوته إلى الإبقاء على مسافة في مسألة تايوان و”خفض الاعتماد على الأميركيين” في المجال الدفاعي، انتقادات وتساؤلات، على غرار تصريحاته السابقة حول أوكرانيا.
– على مسافة واحدة –
وعقب تصريحات ماكرون، أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الثلثاء على ضرورة أن يبني الاتحاد الأوروبي “استقلاله”.
وقال “من الواضح أننا حلفاء للولايات المتحدة، ونتشارك القيم نفسها ولدينا الكثير من المصالح الاقتصادية المشتركة، ولكن يجب الا نكون ضد الصين لأننا حلفاء للولايات المتحدة”.
وأضاف “ينبغي علينا عدم اتخاذ موقف في هذا التنافس القائم بين الولايات المتحدة والصين، نريد بناء الاستقلال الأوروبي، لتقوية أوروبا”.
وكتب الخبير في معهد البحث الإستراتيجي في باريس أنطوان بونداز في تغريدة “ماكرون يجعل من الولايات المتحدة المسؤول الوحيد عن التوتر وليس الصين رغم أن هدفها السيطرة على تايوان وتغيير الوضع القائم”.
ويبقى الأوروبيون الشرقيون الذين عانوا لوقت طويل من النظام السوفياتي، شديدي التمسك بحلف شمال الأطلسي وبالحماية الأميركية، وبخاصة منذ الحرب في أوكرانيا، وينظرون بتشكيك إلى الدفاع الأوروبي الذي تدعو إليه فرنسا.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، قبل أن يتوجه الثلثاء إلى واشنطن، إن “التحالف مع الولايات المتحدة هو الأساس المطلق لأمننا الذي يقوم على ركيزتين، التعاون الاقتصادي ومجال الدفاع”.
وتوقع باريس ولاهاي الأربعاء “ميثاقا من أجل الابتكار” يتضمن قيام تعاون في مجالات أشباه الموصلات والفيزياء الكمية والطاقة.
ويزور ماكرون بهذه المناسبة مختبرات الفيزياء الكمية في جامعة أمستردام، ثم يزور مع السيدة الأولى والزوج الملكي معرض فيرمير في متحف “ريكميوزيوم” في أمستردام قبل العودة مساء الأربعاء إلى باريس.
المصدر: ا ف ب.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق