واقع الكهرباء في سوريا لم يعد كما كان في السابق، فالحرب التي مرت على البلاد أثرت أحداثها على وضع المنظومة، حيث كانت سوريا من أوائل الدول المنتجة للكهرباء في المنطقة، وكانت ضمن مضمار الدول المصدرة للكهرباء إلى دول الجوار. وبعد تحرير اي منطقة كانت جهود جبارة لاعادة سير هذا المرفق الحيوي والتأهيل وتوزيع الكهرباء، ثم جاء اثر زيادة الحصار الغربي ليعرقل مسار التأهيل..
واقع الكهرباء في سورية ضمن حديث مطوّل لوزير الكهرباء السوري الهندس غسان الزامل، يستعرضه موقع قناة المنار في هذا اللقاء الخاص والذي سينشر على جزأين.
المعلومات بالأرقام والإحصائيات تحدث عنها الوزير الزامل مؤكدا أن احدى عشرة محطة توليد كانت منتشرة في سوريا قبل الحرب، تتوزع على كافة المناطق، متعددة الاستطاعات والوقود تعمل على نوعين، منها ما يعمل على الفيول بنسبة 25% والأخرى تعتمد الغاز الطبيعي بنسبة 75%.
هذه الحرب اول ما استهدفته كان البنى التحتية وعلى رأسها محطات التوليد الكهربائية، وخطوط النقل، ففي السنوات الخمس الأولى تم تدمير أكثر من 50 بالمئة من منظمة الكهرباء في سورية.
يتحدث الوزير الزامل عن الجيش الخدمي السوري الذي كان يدخل مباشرة إلى الأراضي التي يتم تحريرها بأيدي الجيش العربي السوري من الإرهاب، ويبدأ بالعمل على إصلاح وإعادة تأهيل المنظومة الكهرباء في تلك المناطق، حيث أن هذه الكوادر تتمتع بكفاءة عالية، استطاعت العمل على إنجاز هائل من أعادة التأهيل، ولكن خلال فترة الحرب قدمت منظمة الكهرباء البشرية 350 شهيدا و300 مصاب حرب من ضمن العاملين في هذا القطاع أثناء دخولهم للعمل في المناطق المحررة من الإرهاب.
ويشير ان الخسائر أكثر من 2 تريليون ليرة سورية من كلفة إنجاز هذه المنظومة في وقت إنشائها، حيث تراوحت كلفة إنشاء محطة توليد بسيطة حوالي 3 مليار ليرة سورية بالحد الأدنى.
ويلفت الوزير انه يوجد في سوريا حوالي 11 محطة توليد استغرقت 50 عاماً لبنائها، وتأثرت بالحرب بشكل كبير، منها ما خرج عن الخدمة بشكل كامل مثل محطة زيزون ومحطة حلب الحرارية، ومنها ما خرج بشكل جزئي وتم إعادة تأهيلها ونه محردة وتشرين الحرارية.
وينوه إلى ان الشبكة الكهربائية كانت نسبة الاستخدام منها 48 % أي لدى سوريا كان لديها 52% احتياطي استطاع أن يجابه ويصمد بالحد المقبول.
يشير الوزير السوري إلى أن سورية كانت تولد حوالي 9000 ميغا قبل الحرب، وهذه كمية تحتاج إلى 18 مليون متر مكعب غاز يوميا، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف طن فيول، لكن انخفضت هذه الكمية في عام 2014 إلى 900 ميغا وات فقط، بسبب التدمير الذي تعرضت له المنظومة الكهربائية في البلاد ما جعل سورية تعاني كثيراً من الأوضاع الخدمية في هذا الجانب.
عمليات الإصلاح وإعادة التأهيل الكهربائي خلال السنوات التي أعقبت 2014 مكّنت من إعادة رفع كمية الانتاج فوصلت حوالي 4000 ميغا واط/ ساعة، وعمليات الاصلاح هذه كان منها بمساعدة من الأصدقاء إضافة للجهد الأكبر المبذول بأيدي عمال وورشات الكهرباء في سورية، وخلال هذا العام عادت وانخفضت هذه النسبة إلى 2800 ميغا واط بشكل وسطي، بسبب الحصار، ولأن أغلب حقول النفط والغاز في سورية تقع تحت سيطرة قوات قسد المدعومة أمريكياً، ما يعيق توريد كميات الوقود اللازمة لإعادة تشغيل وتوليد الطاقة بالكميات المطلوبة.
قم بكتابة اول تعليق