يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غدا الثلاثاء إلى العاصمة الإيرانية طهران لبحث التحديات المشتركة بين كلا البلدين في ظلّ التطورات الإقليمية.
و يبدو توقيت الزيارة دقيق حيث يأتي بعد “هجوم موع نطنز الإيراني” و الذي اعترفت إسرائيل عبر وسائل صحافية إسرائيلية وقوفها خلف التخطيط له، كذلك الجانب الروسي الذي يواجه توتراً من نوع آخر مع الجهة نفسها، الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة تدخلاتها في أوكرانيا و التصعيد العسكري في دونباس. كذلك، فإن اشتراك البلدين في الخضوع للعقوبات الأميركية يحتم عليهما أن يبحثا عن تقارب وتشكيل جبهة موحدة على طريق المواجهة مع الغرب.
و في هذا السياق علّق سفير طهران لدى موسكو كاظم جلالي بالقول: “إيران وروسيا تواجهان تحديات على المستوى الدولي، وإن الجانبين في هذا الوقت الحساس والمهم للغاية يمكن أن يبدوا أكثر تقاربا لحل القضايا والمشكلات المشتركة”.
فبالنسبة إلى إيران، تواجه روسيا تهديدات وتحديات، وكذلك توترات مع الولايات المتحدة والغرب وحلف شمال الأطلسي، كما أن حدودها مهددة بطريقة ما من ناحية أخرى. وأوضح جلالي: “ليس لدى الإدارة الأميركية الجديدة وجو بايدن رؤية مناسبة تجاه روسيا”، مشيراً إلى ان روسيا تخضع لعقوبات من الغرب، وقد تم تأخير بعض مشاريعها، مثل خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2 ” مع الأوروبيين، كما أن حدودها في الشمال الغربي والجنوب تعاني من المشكلات.
و أضاف جلالي أن إيران قد واجهت أيضا العديد من التحديات مع الولايات المتحدة والغرب لأكثر من 40 عاما، مؤكدا أن البلدين يمكن أن يكون لهما وجهة نظر أكثر تقاربا في شأن حل القضايا الإقليمية والدولية والثنائية في هذا المنعطف الحرج.
و توقيت الزيارة أيضا يتقاطع و المحادثات التي جرت في فيينا الأسبوع الماضي بين إيران و الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني حيث اشطرتت إيران رفع كل العقوبات الجائرة المفروضة عليها دفعة واحدة مقابل عودتها إلى الالتزام بالاتفاق و هذا الموقف يتقارب مع موقف روسيا حيث عبر عنه جلالي بالقول “موقفنا من الاتفاق النووي قريب من موقف روسيا، والروس يدعمون دائماً موقف إيران في هذه القضية”، وبذلك روسيا ستساند إيران في الملف النووي، فأوضح جلالي : “ان إيران وروسيا تشتركان في بعض القضايا الإقليمية، مثل مكافحة الإرهاب في سوريا، وهو ما فعلته الدولتان بشكل جيد، والآن يجب أن نكون قادرين على استكمال الخطوات معا”. وأضاف جلالي في السياق نفسه، قائلاً : “إننا نعتبر صيغة أستانا مهمة لكلا البلدين لحل مشكلات سوريا، وهذه هي الصيغة التي يجب أن تحل القضايا المتعلقة بسوريا ولا يمكن أن يكون هناك بديل”.
كذلك تشترك كلٌّ من إيران و روسيا في الموقف في الملف السوري، و من القضية الساخنة المتعلقة باليمن، عبر عنها جلالي بالقول: “سعت إيران في القضايا الإقليمية الأخرى مثل اليمن، إلى إعادة السلام والهدوء من خلال انهاء الاحتلال والعدوان، وإعادة حقوق هذه الشعوب، حيث يمكننا أيضا إجراء محادثات مع الجانب الروسي في هذا الشأن”.
و لا تزال قضية أفغانستان و الوضع هناك مطروح على طاولة النقاش من أجل حلّ هذه الأزمة ، إذ قال جلالي ان مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخلال زياراتهم لكابول، وكذلك زيارة وزير الخارجية الأفغاني لطهران، سعوا دائما من أجل إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، ويمكن لإيران وروسيا إجراء محادثات جيدة في هذا الصدد.
و يبدو من هذه الملفات المطروحة للبحث بين الجانب الروسي و الجانب الإيراني غدا الثلاثاء من خلال زيارة لافروف إلى إيران، أن البلدين يسعيان للربط بين عدد من القضايا التي يشتركان فيها مع الولايات المتحدة من أوكرانيا مروراً بسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن، وكل ذلك قد يعني في مكان ما أن البلدين دخلا في مرحلة جديدة لرسم حدود المواجهة مع الغرب.
قم بكتابة اول تعليق