رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أكّد خلال كلمة له اليوم ردّا على التطورات الأخيرة في فلسطين المحتلة حيث قرّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعطيل اجراء الانتخابات في وقتها.
و قال هنية في كلمته :” قدّمنا مرونة عالية جدًّا وتحلّينا بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والتاريخية في سبيل تحقيق الوحدة والمصالحة, و وافقنا على قانون التمثيل النسبي رغم أن هذا يتعارض مع اتفاق القاهرة 2011، وتنازلنا عن شرط التزامن في الانتخابات , أردنا دائمًا أن نذلل الصعاب لكي نصل إلى هذه المحطة (الانتخابات التشريعية) ضمن خارطة الطريق التي اتفقنا عليها في اسطنبول والقاهرة، بحيث تنتهي العملية الانتخابية في غضون 6 أشهر.
و قد وصلنا إلى محطة إيجابية ومتقدمة، نتيجة لتوفر الإرادة السياسية، بدءًا بحركتي حماس وفتح، ومرورا بكل القيادات الفلسطينية، وكذلك الإرادة الشعبية ورغبة شعبنا في التغيير واختيار قياداته وإنهاء الانقسام عبر صناديق الاقتراع، وتمثل ذلك في النسبة العالية في المشاركة في التسجيل والترشح.”
و أضاف هنية : ” كنا نأمل أن تمضي العملية الانتخابية حتى منتهاها، ولكن للأسف الشديد أنها لم تكتمل لأسباب غير مقنعة إطلاقًا , لأنه و خلال حوار القاهرة، كنا نعلم وندرك أن الاحتلال قد يمنع الانتخابات في القدس، ومع ذلك كل الفصائل والمشاركين في الحوار أكدوا أننا سنمضي في هذه المعركة، وأن القدس معركة وطنية واشتباك سياسي، وأننا سنجري الانتخابات في القدس مهما كانت التحديات والعقبات.”
و أكّد هنية أنّ حمـ ـاس ترى بأنه يجب أن تجرى الانتخابات في القدس، وبالنسبة لها لا دولة ولا معنى لفلسطين بدون القدس، فهي مرتبطة بأبعاد كثيرة سياسيًا واجتماعيًا ودينيًا وثقافيًا.
و شدّد خلال كلمته أنه لا خلاف مع حركة فتح ولا مع أي جهة على ضرورة إجراء الانتخابات في القدس، ولكن الخلاف مع الأخ أبو مازن هو أن ترهن القيادات الفلسطينية قرارها وإرادة شعبها إلى الاحتلال الاسرائيلي، أو أن ترضخ لإرادة المحتل، أو أن تستجيب لرغبة هذا الطرف أو ذاك. و أنّه وما زال هناك متسع من الوقت، لاجراء الانتخابات في القدس، حيث أنّ شعب القدس قادر على أن ينتزع هذا الحق.
و أعلن هنية أنّه أخبر أبو مازن أنه : ” في حال رفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، فنحن سنضع صناديق الاقتراع في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومؤسساتنا الفلسطينية، وإذا قرر الاحتلال استخدام همجيته فليكن اشتباكًا سياسيًا، ولنري العالم بلطجة الاحتلال السياسية وتعديه على حرية شعبنا.”
و اعتبر هنية أنّه بعد قرار التأجيل المؤسف، أصبحت الساحة الفلسطينية في منطقة تشبه الفراغ، وهناك قضايا كبيرة كان يجب معالجتها من خلال المؤسسات التي ستشكل بعد الانتخابات , بالإضافة الى أنه يوجد هناك قضايا كبيرة، كإنهاء الانقسام الجغرافي والسياسي، وإنهاء الانقسام في الرؤية السياسية للتوصل إلى رؤية جامعة.
و شدّد أنّ مسار الوحدة الوطنية لم يكن مقتصرًا فقط على الانتخابات، بل الاتفاق على القيادة الموحدة، والمقـ ـاومة الشعبية، والشراكة في كل النظام السياسي الفلسطيني.
و دعا هنية إلى لقاء وطني جامع تشارك فيه القوائم والفصائل لكي تتباحث فيما بينها كيفية المضي في المرحلة القادمة، و كيفية تجاوز هذه المرحلة.
و أكّد مرارا في كلمته أنه بالامكان إجراء الانتخابات في موعدها 22-5 في القدس أولًا.
و في ختام كلمته توجه إسماعيل هنية لكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدد باقتحام المسجد الأقصى في يوم 28 من رمضان قائلا:” التهديدات الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى يوم 28 رمضان، نقول للاحتلال كفى لعبًا بالنار، ولا يمكن أن نقبل بهذه العربدة، ولا يمكن أن نترك أهلنا وشعبنا وحدهم في هذه المعركة.
و أقول لأبناء شعبنا في غزة والضفة والأراضي المحتلة عام 48 والمنافي والشتات، يجب أن تكونوا على مستوى المسؤولية، ويجب أن نقف إلى جانب القدس وننتصر في معركتها.”
اقرأ أيضا
حركة حماس: تأجيل عباس للانتخابات انقلاب على مسار الشراكة والتوافقات وعليه تحمل تداعياته
قم بكتابة اول تعليق