بات العدو الاسرائيلي في حال فقدان التوازن، ومنذ اللحظة الاولى التي وصلت الى امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، نبأ اغتيال المقاوم سمير القنطار، في حي جرمانا الدمشقي، ومع تصاعد التهديدات بالرد، اطلقها السيد حسن نصرالله في خطابين تأبينيين للشهيد القنطار، تعيش القيادة الصهيونية هذياناً امنيا وعسكريا، فيما هي منشغلة في تقدير الموقف وحجم الرد ومكانه وطبيعته، وسط ضياع في الرؤية حول توقيت الرد واستهدافاته.
ـ اجراءات هيستيرية ـ
حال الارباك التي تسيطر على جنرالات الاحتلال ومستوطنيه، تدل عليها الاوضاع المستجدة داخل المستوطنات الواقعة في الشمال الفلسطيني المحتل، لا سيما المتاخمة منها للحدود مع لبنان، حيث انكفأت دوريات الاحتلال عن حط الحدود والتزم جنود الاحتلال مراكزهم وثكناتهم غير المرئية من الجانب اللبناني بعد ان هجروا المراكز القريبة من الحدود، فيما توقف العمل في الحقول الزراعية الممتدة من المناطق القريبة من نهر الوزاني مرورا بالبساتين الواقعة عند الاطراف الغربية لمستوطنات المطلة ومسكفعام وكفرجلعاد والمنارة وزرعيت وافيفيم وشلومي، وهي مستوطنات ملاصقة للقرى والبلدات اللبنانية. وذكرت تقارير اعلامية صهيونية، أن الاحتلال وضع حاجزاً أسمنتياً في منطقة يطلق عليها تسمية «طريق الشمال القديم» وهي في محاذاة الحدود مع لبنان، كجزء من الاستعدادات لمواجهة نيران المقاومة في اعقاب اغتيال القنطار، وهو يضاف الى الحواجز الاخرى التي وضعت على طول الحدود مع لبنان في الأشهر الأخيرة.
وفي محاولة لرفع معنويات ضباطه وجنوده، بذل رئيس اركان جيش العدو غابي ايزنكوت جهودا كبيرة للتخفيف من حالة الهلع الشائدة في صفوف الجيش والمستوطنين، بعد اجواء من الارباك سيطرت على المجتمع الاسرائيلي منذ التهديدات التي اطلقها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، بالرد على اغتيال المقاوم سمير القنطار، من دون ان تخفف هذه التصريحات من حجم الارباك والقلق، وهو قال امام ضباطه .. خلف حدودنا، أمام التهديدات التي تُطلق من الشمال نحن مستعدون لمواجهة أي تحد، إننا نستطيع ضرب كل من يسعى إلى النيل منا، وأعداؤنا يعرفون أنهم إذا حاولوا زعزعة أمن إسرائيل، فإنهم سوف يواجهون برد قاس.
وما يدل على ذلك حجم الاجراءات الامنية والعسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال، منذ الخطاب الاول للسيد نصرالله، والذي اكد فيه ان الرد آت لا محالة، ومنها تقليص حجم الاهداف التي يمكن ان يستهدفها «حزب الله» في المنطقة الشمالية المتاخمة لجنوب لبنان، من خلال وقف الدوريات الروتينية التي كانت تقوم بها قوات الاحتلال على خطوط الحدود مع لبنان ووقف العمل في الحقول الزراعية المتاخمة للقرى اللبنانية. اما عن التوقعات الاسرائيلية بشأن ما يسمونه «الجبهة الشمالية» ـ جبهة جنوب، فتشير صحيفة «اسرائيل هيوم» الصهيونية المحسوبة على رئيس وزراء العدو الى ان المؤسسة الأمنية لا تزال تعيش جهوزية قصوى منذ اغتيال القنطار، استعداداً لمواجهة عملية انتقام محتملة. وأشارت الى أنه بسبب الخشية من رد «حزب الله» على اغتيال القنطار عزز الجيش الإسرائيلي من قواته على الحدود الشمالية وأصدر توجيهات بأن يكونوا متأهبين ومستعدين لعمل محتمل من جانب الحزب». وقالت …في ضوء كلام (السيد) نصر الله، يستعدون في الجيش لعملية من جانب «حزب الله» ضد إسرائيل على طول الحدود الشمالية، أو ربما حتى في مناطقنا (الداخل). وفي ضوء ذلك، فان الجنود الاسرائيليين المنتشرين على طول الحدود مع لبنان، تلقوا توجيهات حول كيفية التصرف لكي لا يكونوا أهدافا محتملة، وتم طلب تكثيف الحماية حول المستوطنات في الشمال، حتى البعيدة منها.
ويقول المعلق العسكري لتلفزيون العدو، ان من بين الاجراءات التي يتخذها الجيش الاسرائيلي، في ضوء تهديدات «حزب الله»، منع اقتراب المستوطنين من السياج الحدودي، خاصة في ظل التوتر السائد على الحدود مع سوريا ولبنان، بعد ان الزم نصرالله نفسه بالرد على اغتيال القنطار. فيما يشير مراسل التلفزيون من داخل احدى المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، الى حواجز اسرائيلية اقيمت على الطرقات المؤدية الى الحدود مع لبنان، لضمان حظر تحركات الاليات العسكرية في هذه المنطقة، كي لا تتحول الى اهداف لـ«حزب الله».
ـ من شكّك في رد حزب الله كان يتمنى! ـ
ويُظهر تلفزيون العدو لقطات فيديو مأخوذة من قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله»، ويتحدث فيه الزميل علي شعيب، ويعلق محلل عسكري اسرائيلي بالقول ان بث قناة «المنار» يركز على اظهار حال الهلع السائدة في صفوف الجيش الاسرائيلي وعند سكان المستوطنات الاسرائيلية القريبة من الحدود، والتي بدت خالية تماما من الجنود والمستوطنين، ان ما يحصل اليوم تبادل رسائل التهديد بين اسرائيل و«حزب الله»، ولقد ارسلوا مراسل قناة «المنار» الى المنطقة الشمالية (جنوب لبنان)، ليظهر ان الاسرائيليين خائفون، وهو يحاول السخرية منا في تقريره، وبالفعل هناك مشاهد للحدود تم تصويرها من الجانب اللبناني تظهر عدم وجود اي حركة اسرائيلية على الحدود وداخل المستوطنات، لكن معلق القناة الاولى لتلفزيون العدو يرى ان حالة التأهب القائمة على الحدود، تدل على ان تل ابيب غير متأكدة من ان رسالة التهديد التي اطلقتها لـ «حزب الله « قد تركت اثرا على الطرف الاخر.
وفي السياق نفسه، يعتبر محللو موقع «والاه» الصهيوني، انه «بعد تصفية سمير القنطار، الكثيرون في اسرائيل شككوا في امكانية ان يرد «حزب الله»، يبدو ان هذا الامر كان تمنيا، وقد يكون الامر مجرد محاولة لتطبيق قانون المنطق الغربي على «حزب الله» والشرق الاوسط، كان التقدير ان «حزب الله» لن يتورط في هذه المرحلة في مواجهة مع اسرائيل، لكن خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله (الاحد الماضي) اكد انه مصرٌّ على الرد على عملية التصفية، ان «نصر الله، الذي يعرف قوانين الشرق الاوسط، يعلم ان عدم الرد قد ينعكس سلبا على صورة المنظمة (حزب الله) وعلى مركزه في لبنان وسوريا، في هذا الحالة، تجاهل تصفية القنطار سيفسر بأنه ضعف استثنائي مقابل اسرائيل ولذلك ستعطي دافعا لاعداء المنظمة في لبنان».
محمود زيات – الديار
قم بكتابة اول تعليق