نقص الفيتامين D يضعف العضلات

من المعروف منذ فترة طويلة أن ما يسمى بفيتامين أشعة الشمس، الموجود أيضا في الأطعمة مثل الأسماك الزيتية وصفار البيض والجبن والفطر، يلعب دورا في قوة العظام.

ومع ذلك، في التجارب التي أجريت على الفئران، وجد باحثون أستراليون أن عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين D يقلل من وظيفة الميتوكوندريا التي تقوي العضلات.

وقال الفريق إن هذا من المحتمل أن يقلل من وظائف العضلات والأداء والتعافي. وعلاوة على ذلك، تشير النتائج إلى أن منع نقص فيتامين D لدى كبار السن قد يكون لديه القدرة على المساعدة في درء التنكس العضلي المرتبط بالعمر.

 

وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن نحو أربعة من كل عشرة أشخاص في سكان أوروبا (40%) قد يعانون من نقص فيتامين D.

 

كما تم اقتراح أن يكون هذا مرتبطا بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان و”كوفيد-19″ ومرض السكري، على الرغم من أن هذه الدراسات تشير إلى الارتباط وليس السببية ، إلا أن فوائد مكملات فيتامين D أصبحت الآن موضوعًا رئيسيًا للنقاش الصحي.

 

وتظهر النتائج أن هناك صلة واضحة بين نقص فيتامين D والقدرة التأكسدية في العضلات الهيكلية.

 

ويقترح الباحثون أن نقص فيتامين D يقلل من وظيفة الميتوكوندريا، وهي عبارة عن جهاز صغير ومميز، تتمثل وظيفته الرئيسية والأكثر أهمية في إنتاج وتوليد الطاقة.

واستكشف مؤلف الدراسة وخبير التمثيل الغذائي، أندرو فيلب، من معهد غارفان للأبحاث الطبية في دارلينغ هيرست بأستراليا، وزملاؤه، في دراستهم تأثير نقص فيتامين أشعة الشمس الناجم عن النظام الغذائي على وظيفة الميتوكوندريا العضلية الهيكلية في ذكور الفئران الصغيرة.

 

ولمدة ثلاثة أشهر، قام الفريق بإطعام الفئران إما بنظام غذائي يحتوي على كميات طبيعية من فيتامين D، ما أدى إلى مستويات 30 نانومول لكل لتر، أو نظام غذائي منخفض فيتامين D، ما يؤدي إلى نقص الفيتامين بمستويات 3 نانومولات فقط لكل لتر.

 

وأوضح الباحثون أن مستوى فيتامين D الصحي في البشر هو 40-50 نانومول لكل لتر، ويعرف النقص الحاد على أنه أي قيمة أقل من 12 نانومول لكل لتر.

 

وأضاف الفريق أنه في حين أن النقص الذي حدث في الفئران كان أكثر حدة، إلا أنه ظل ضمن النطاق المعترف به سريريا.

 

وتم أخذ عينات الدم والأنسجة من الفئران على أساس شهري من أجل تحديد كل من تركيزات فيتامين D والكالسيوم وكذلك عدد الميتوكوندريا ومستويات وظائفها.

وبعد انتهاء الأشهر الثلاثة، وجد الفريق أن وظيفة الميتوكوندريا في العضلات الهيكلية تعرضت لضعف بنسبة تصل إلى 37%، ولم يكن هذا بسبب انخفاض أعداد الميتوكوندريا أو انخفاض كتلة العضلات.

 

وتشير النتائج إلى أن المستويات غير الكافية من فيتامين D قد تؤدي إلى انخفاض كمية الطاقة التي يمكن أن تنتجها العضلات، والتي بدورها قد تؤدي إلى ضعف وظيفة العضلات.

 

وقال الباحثون إنه بالنظر إلى ذلك، فإن منع نقص فيتامين D لدى كبار السن قد يساعد في الحفاظ على أداء العضلات وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض ذات الصلة مثل ساركوبينيا، والفقدان التدريجي لكتلة العضلات الهيكلية وقوتها.

 

ومع اكتمال دراستهم الأولية، يتطلع الباحثون الآن إلى تحديد كيفية تأثير نقص فيتامين D على التحكم في الميتوكوندريا ووظائفها في العضلات الهيكلية في الفئران.

 

وأضافوا أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقيق في التأثير المباشر لنقص فيتامين أشعة الشمس على وظيفة العضلات وقوتها لدى البشر.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن