نتائج انتخابات لبنان يومٌ أسود للكيان.. والحرب قادمة لا محال!

انتخابات
جاك نيريا- المستشار السابق لرئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني إسحق رابين
تناول الكولونيل الإسرائيليّ في الاحتياط جاك نيريا، نتائج الانتخابات اللبنانيّة وقال:”إنّ الانتخابات في بلاد الأرز أدّت لشللٍ شبه تامٍّ في المنظومة السياسيّة اللبنانيّة، وستُساهِم إلى حدٍّ كبيرٍ في تأجيج حالة الفوضى الوطنيّة في لبنان، والتي يعود سببها إلى الوضع الاقتصاديّ الصعب والاستثنائيّ، على حدّ تعبيره”.
حزب الله
لبنان في طريقه إلى الفشل وحزب الله دولة بداخل دولة
نيريا، وهو باحث كبير في المعهد (الأورشليمي للشؤون العامّة والسياسيّة)، أضاف أنّ الجمود الذي أصاب ويُصيب لبنان يؤكِّد بشكلٍ لا لبس فيه أنّ لبنان كدولةٍ ستُواصِل طريق التفكك والانهيار، والتحوّل رسميًا إلى دولةٍ فاشِلةٍ، وستستمّر في طريقها لأنْ تُصبِح دولةً على الورق فقط، دولة نظرية فقط، على حدّ وصفه.
يُشار إلى أنّ الكولونيل نيريا هو من مواليد لبنان عام 1951، وصل إسرائيل في العام 1968، وانخرط بجيش الاحتلال، كما عمل مُستشارًا سياسيًا لرئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، يتسحاق رابين، وكمندوبٍ للجيش في فرنسا، واليوم هو أحد كبار الباحثين في (المعهد الأورشليمي للشؤون العامّة والسياسيّة).
كما شغل عدّة مناصب سياسيّة، منها عضوًا في الوفود الإسرائيليّة الرسميّة للمفاوضات مع سوريّة، لبنان والأردن، بالإضافة لمُشاركته في المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينيّة، والتي أفضت لاتفاق أوسلو عام 1993. نيريا هو أيضًا مؤلف كتاب “قصة صعود وهبوط بشير الجميّل وغوص إسرائيل في المستنقع اللبناني”، حيثُ يلخّص تجربة إسرائيل في لبنان بكلمة “حمرنة”!
اعتزال الحريري حطّم السُنّة لكنّ المفاتيح بأيديهم
مستشار رابين السابق قال في معرض ردّه على سؤالٍ لإذاعة جيش الاحتلال العبريّة إنّ حزب الله لم يُحافِظ على قوتّه فقط، بل زادها، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ السؤال المركزيّ الذي سيُقرر إلى أين وجهة لبنان هو ما أسماه بالحلف السُنيّ، لأنّه منذ “اعتزال” سعد الحريري، فإنّ هذه المجموعة السياسيّة السُنيّة عمليًا تحطمّت.
نيريا قال إنّ التوقعّات بأنْ يقوم الجمهور اللبنانيّ بمعاقبة حزب الله بسبب الوضع الاقتصاديّ الصعب منذ العام 2019 وبسبب تفجير مرفأ بيروت، تلاشتـ وأنّ الناخب اللبنانيّ لا يؤمن بأنّ حزب الله هو الذي قام بتفجير المرفأ، ولكنْ في الوقت عينه، زعم الدبلوماسيّ الإسرائيليّ سابقًا، أنّ انخفاض نسبة التصويت تؤكّد أنّ الشعب اللبنانيّ لا يثق البتّة بمنظومات الدولة، على حدّ تعبيره.
وزعم أنّ اللبنانيين يؤمون بأنّهم لا يستطيعون التأثير وأنّ ما كان هو ما سيكون، لذا لم يتوجّهوا بنسبةٍ عاليّةٍ لصناديق الاقتراع.
إيران
إيران تقود المنطقة، وأينما غادرت روسيا أوْ أمريكا تحّل مكانهما
وحول الجبهة الشماليّة، أيْ إيران، سوريّة وحزب الله ومَنْ يقود هذا الحلف، ردّ نيريا بالقول: “لا يوجد أدنى شك بأنّ القرارات يتّم اتخاذها في طهران، وحزب الله هو تنظيم تابع لإيران ويعمل وفق أوامرها، الحقيقة التي علينا الإقرار بها هي أنّ إيران تُسيطِر على اتخاذ القرارات في لبان وفي سوريّة أيضًا، نحن نسمع اليوم عن مغادرة الروس لسوريّة، ولكن علينا التنّبه بأنّ الإيرانيين هم الذين سيحّلون مكانهم في سوريّة”.
وزعم الكولونيل الإسرائيليّ، كما كان متوقعًا، أنّ حزب الله “سرق” الانتخابات، واعتدى على المرشحين بواسطة عناصره في جميع أرجاء لبنان، لذا، أضاف فإنّ الحديث عن انتخاباتٍ حرّةٍ ونزيهةٍ في لبنان ليس صحيحًا ولا يتناسب مع ما جرى على أرض الواقع، كما قال.
على صُنّاع القرار في إسرائيل أنْ يفهموا بأنّه لن تندلِع انتفاضة شعبيّة ضدّ حزب الله وجبران باسيل الخاسر الأكبر
بالإضافة إلى ذلك، توجّه الكولونيل إلى صُنّاع القرار في تل أبيب وأكّد في حديثه أنّ انتفاضةً شعبيّةً ضدّ حزب الله ليست واردة بتاتًا لا اليوم ولا غدًا، لافتًا إلى أنّ الخاسر الأكبر في المعسكر المسيحيّ هو جبران باسيل، وهو صهر الرئيس اللبنانيّ، ميشيل عون، وأن قوّة سمير جعجع والكتائب ازدادت، ولكن المفتاح للحلّ موجود فقط لدى السُنّة، لدى المعسكر السُنيّ فقط، كما قال.
وشدّدّ الكولونيل على أنّ العامِل الروسيّ يؤثّر جدًا على مجريات الأمور في الشرق الأوسط، وأنّ الحرب الدائرة هناك ضدّ أوكرانيا تُلقي بظلالها على عملية اتخاذ القرارات في الشرق الأوسط، ففي الماضي غير البعيد كان (داعش) الإرهابيّ هو العامل المؤثر، أمّا اليوم فإنّ الحرب للروسيّة-الأوكرانيّة هي التي تُقرّر بالشرق الأوسط، على حدّ قوله.
وأكّد أنّ العراق باتت حليفةً طبيعيّةً لإيران، تمامًا مثل سوريّة ولبنان، وأنّ الدولة التي تخرج منها روسيا تحّل مكانها إيران، لافِتًا إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة وعلى الرغم من العقوبات الاقتصاديّة المفروضة عليها، تقوم بتمويل التنظيمات التابعة لها، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تابع، إيران هي التي تدعم حزب الله الذي تحوّل إلى دولةٍ داخل دولةٍ، زاعمًا أنّ الحزب يتلقى سنويًا من طهران مئات ملايين الدولارات، على حدّ قوله.
فيينا
الاتفاق النوويّ إذا وُقّع لن يؤثّر بتاتًا على تمويل حزب الله إيرانيًا
ولفت الكولونيل إلى أنّ التوصّل لاتفاقٍ بين الدول العظمى وبين إيران لن يُغيّر شيئًا في تمويل حزب الله، فالحزب، أضاف، يجمع سنويًا متبرعاتٍ من الجاليات اللبنانيّة في الخارج مئات ملايين الدولارات، وأنّ هذا المبلغ أكبر بكثير من الـ250 مليون دولار التي يتلّقاها الحزب من إيران، كما قال.
ضابط اسرائيلي
النتائج مقلقة والحرب قادمة
وخلُص إلى القول إنّ نتائج الانتخابات في لبنان مقلقة جدًا بالنسبة لإسرائيل، ليس فقط بسبب ازدياد قوّة حزب الله فقط، بل لأنّ الحزب وضع الآن نُصب عينيه الحرب مع إسرائيل، متوقعًا أنّ الحرب القادمة بين دولة الاحتلال وحزب الله ستندلِع بسبب الخلاف على المياه الإقليميّة، وأنّها ستبدأ من أمكنة البحث عن الغاز في البحر الأبيض المتوسّط، مضيفًا أنّ حزب الله أكّد علنًا أنّ إسرائيل تسرق الغاز والبترول بقيمة مئات مليارات الدولارات، وأنّه إذا لم يُسمَح للبنان بالتنقيب عن الغاز والنفط في المكان نفسه، فإنّ الحزب سيمنع إسرائيل من ذلك، وهذا سيكون اسبب لاندلاع الحرب القادمة مع بين إسرائيل وحزب الله.
بقلم زهير أندراوس-رأي اليوم

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن