انطلقت اليوم الجمعة أعمال القمة التي تجمع زعماء دول “منظمة شنغهاي للتعاون” بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيسها، و ذلك في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، و اللافت هذا العام هو البدء بتنفيذ الإجراءات الخاصة بانضمام إيران إلى المنظمة ، وسط ترحيب روسي بهذا الإجراء.
وتضم “منظمة شنغهاي للتعاون” التي أسست عام 2001 كلا من روسيا والصين والهند وباكستان وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان، وتتمتع أفغانستان وبيلاروس وإيران ومنغوليا بصفة الدول المراقبة فيها، فيما تحظى أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا وتركيا وسريلانكا ونيبال بصفة الدول الشركاء للمنظمة.
و لا تعتبر منظمة شنغهاي للتعاون كتلة عسكرية على غرار منظمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” ، حيث لا تقوم الدول المشاركة فيها بتوحيد إمكانياتها الدفاعية، وتعديل الأسلحة والمعدات القتالية بموجب معايير محددة، كما لا تتعهد بالدخول في حرب مع أحد دول الأعضاء في حال تعرضها لهجوم خارجي، على عكس ما هو قائم داخل منظمة حلف شمال الأطلسي ، كما أن البيانات تشير إلى تكافؤ القدرات العسكرية البرية و الجوية و النووية من حيث الكمّ و النوع لمنظمة شنغهاي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، رغم تفوق الغرب على الشرق من حيث القوة البحرية و امتلاك الأساطيل الهائل، لذلك من الممكن أن تصبح منظمة شنغهاي للتعاون ثقلا موازيا لحلف الناتو في المستقبل، لا سيما في ظل التغيرات المستمرة التي يشهدها العالم.
ويشارك في القمة هذا العام كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في القمة بصورة افتراضية.
ومن المتوقع أن يبحث زعماء دول المنظمة خلال القمة نتائج أنشطة “شنغهاي للتعاون” خلال العقدين الماضيين وأفق التعاون ضمن إطارها، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر بخصوص المسائل الأكثر إلحاحا المطروحة على الأجندة الإقليمية والدولية، وتتخذ تطورات الأحداث في أفغانستان حيث عادت حركة “طالبان” إلى سدة الحكم مكانة خاصة ضمن أجندة قمة المنظمة.
ويتوقع أن يستعرض زعماء المنظمة أيضا الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها ضمن إطار “شنغهاي للتعاون”، في سبيل احتواء تبعات جائحة فيروس كورونا.
ومن المتوقع أيضا أن تتبنى منظمة “شنغهاي للتعاون” في ختام القمة “إعلان دوشنبه” وأكثر من 30 وثيقة أخرى متعلقة بأنشطة المنظمة.
كما من المتوقع أن يصادق زعماء دول المنظمة على إطلاق الإجراءات الخاصة بمنح إيران العضوية الكاملة فيها، ومنح مصر وقطر والسعودية صفة “شريك في الحوار”.
خلال مشاركته في القمة أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو ترحب بإطلاق إجراءات انضمام إيران إلى المنظمة معرباً عن قناعة موسكو بأن انضمام إيران إلى المنظمة سيساهم في تعزيز سمعة ” شنغهاي للتعاون” على الصعيد الدولي كما أشار إلى أن روسيا تولي أهمية كبيرة لتعاون ” شنغهاي للتعاون ” مع الدول التي تسعى إلى حوار منفتح وشامل معها.
وتابع: “في هذا الصدد، تدعم روسيا القرار المطروح للمصادقة أمام زعماء دول “منظمة شنغهاي للتعاون”، بشأن إطلاق عملية منح جمهورية إيران الإسلامية العضوية في المنظمة. أيدنا دائما مشاركة إيران بصورة كاملة في عمل منظمتنا، نظرا لأهمية دور هذه الدولة في منطقة أوراسيا وتعاونها على مدى طويل مع المنظمة بشكل مثمر”.
وشدد الرئيس الروسي من جانب آخر على أن موسكو ترحب بمنح مصر وقطر والسعودية صفة “شريك في الحوار” ضمن المنظمة، قائلا؛ إن موسكو تدعم إشراك هذه الدول في أنشطة المنظمة في مختلف المجالات.
قم بكتابة اول تعليق