انطلقت مشاورات حول للقوى اليمنية في الرياض الأربعاء برعاية مجلس التعاون الخليجي في غياب طرف أساسي في النزاع هو الحوثيون الرافضون إجراء حوار في السعودية، وفي اليوم الأول من وقف لإطلاق النار أعلن عنه التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن على أن يتواصل طيلة شهر رمضان.
وكان الحوثيون أعلنوا السبت من طرف واحد هدنة لمدة ثلاثة أيام.
ويشارك في المشاورات التي ستسمر أسبوعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ والحكومة اليمنية.
وقال غروندنبرغ خلال افتتاح المشاورات إن إعلاني الهدنة الموقتة، “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف “عملية السلام في اليمن عند نقطة الصفر منذ زمن طويل جدا”، مضيفا “كلما طال النزع، كلما ازداد أثره على المدنيين، وكلما أصبح صعبا إصلاح الأضرار”.
وأشار الى أنه سيستأنف مشاوراته الخاصة “خلال الأسابيع المقبلة”، معربا عن أمله في أن “يشارك بها “كل الأطراف اليمنيون الرئيسيون”.
وسجّل “تطورات إيجابية”، مشيرا الى أنه منخرط مع أطراف النزاع كافة للتوصل إلى هدنة متعددة الأطراف “قبل بدء رمضان” في بداية نيسان/أبريل.
وقال المبعوث الأميركي ليندركينغ إن بلاده تبقى ملتزمة بالجهود بقيادة الأمم المتحدة “لتقديم حل دائم وشامل” للنزاع اليمني، وتدعم مقترح الأمم المتحدة لهدنة فورية.
وبحسب ليندركينغ فإن “مقترح الهدنة المقدم من الأمم المتحدة قد يكون بمثابة خطوة أولى باتجاه وقف شامل لإطلاق النار وعملية سياسية جديدة أكثر شمولا”.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف في جلسة الافتتاح إن “الحل في اليمن بأيدي اليمنيين”.
وأكد أن “نجاح المشاورات اليمنية ليس خيارا بل هو واقع يجب تحقيقه”، مضيفا أن “الطريق للأمن والسلام ليس مستحيلا”.
وستتناول المشاورات في الرياض ست محاور عسكرية وسياسية وإنسانية، بحسب البرنامج الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه.
وليس هذا الاقتراح الأول لهدنة يحصل في النزاع اليمني. فقد أعلن التحالف أيضا هدنة من طرف واحد في العام 2020، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا.
وكان المتمردون أعلنوا استعدادهم لتمديد الهدنة وإقامة محادثات سلام، شرط وقف الغارات الجوية والحصار المفروض على اليمن وسحب “القوات الأجنبية”.
وحذّر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في كلمة بمناسبة شهر رمضان بثتها قناة “المسيرة” التابعة للمتمردين الاثنين، التحالف من “تفويت” فرصة الهدنة.
وقال “ليس أمامهم مجال ليسلموا من الضربات والخروج من الورطة إلا بالتوقف عن العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال”، مضيفا “ستندمون إذا فوتموها”.
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً في اليمن دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الامم المتحدة.
وبدأ التدّخل عام 2015، بعدما كان المتمردون سيطروا على العاصمة صنعاء وعلى أجزاء كبيرة من البلاد. وإذا كان أوقف زحفهم وساهم في استعادة محافظة عدن، لكنه لم يتمكن من إنهاء النزاع أو هزم المتمردين.
– تبادل أسرى محتمل –
من جهة أخرى، تحدّث دبلوماسي سعودي فضّل عدم ذكر اسمه الثلاثاء لوكالة فرانس برس عن اتفاق تبادل أسرى محتمل خلال الأيام المقبلة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين.
وكان المتمردون أعلنوا مساء الأحد عن التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
وتشمل الصفقة تبادل 1400 من أسرى الحوثيين مقابل 823 من الطرف الآخر، بينهم 16 سعوديا وثلاثة سودانيين.
ومن بين الأسرى أيضا شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
– “طرف غائب” –
ويستبعد محللون أن تشكل المشاورات الحالية في الرياض بداية نهاية الحرب.
وقال دبلوماسي عربي مقيم في الرياض إنّ المشاورات ينقصها “غياب طرف مهم في المعادلة”، واصفا إياها بأنها “محاولة لتوحيد صفوف القوى المنتمية للمعسكر الموالي للتحالف العسكري بقيادة السعودية بمواجهة الطرف الغائب”.
ويقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي “من غير الواضح إلى أين ستفضي مشاورات الرياض، ما زالت أجندة اللقاء عمومية للغاية وستنحصر النقاشات في طرف واحد ولن تشمل الحوثيين”.
وأضاف “بالتالي فرص أن تخرج بشيء تعتمد على قراءة المشاركين والرعاية أو الدفع بعملية إصلاحية حقيقية في الشرعية تجعل الوضع مختلفا. في ما يخص مسار السلام، لن تفضي إلى شيء لأن الحوثيين غير موجودين فيها”.
ورأى الباحث في مركز “مالكوم كير – كارنيغي” ومقره بيروت أحمد ناجي أن “الهدف الرئيسي لهذه المشاورات هو ترتيب الجهة المناوئة للحوثيين بحيث يكون هناك نوع من التوحيد للمواقف وهناك نوع من الوضوح في رؤية ما الذي يريدونه بالضبط”.
وأضاف “ببساطة هذه الخطوة لا تهدف إلى عقد التسوية مع الحوثيين بقدر ما تهدف إلى ترتيب الجهة المحسوبة على السعودية والتحالف بشكل عام”.
ذكرت وسائل إعلام “إسرائيلية”، اليوم الأحد، أنّ وزير الاتصالات “الإسرائيلي”، شلومو كارعي، انطلق على رأس وفدٍ خاص للمشاركة في “مؤتمر البريد العالمي” في العاصمة السعودية الرياض. وبحسب موقع “”إسرائيل” نيوز 24″، فمن بين المشاركين في [أقرأ المزيد]
غرد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبر “تويتر”: “نهنئ المملكة العربية السعودية، بيوم التأسيس الذي شكل محطة مفصلية في تاريخ المملكة ونهضتها. نحيي بشكل خاص القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي [أقرأ المزيد]
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أن كلام الرئيس جو بايدن حول أن “السعودية منبوذة وستدفع الثمن”، “لا يزال قائما”، مما أثار تفاعلا في ضوء زيارته المتوقعة إلى الرياض. وفي سؤال خلال الإحاطة [أقرأ المزيد]
قم بكتابة اول تعليق