آية أبو الحسن _ نيوز ليبانون :
مسؤول “إسرائيلي” يجول على زعماء لبنان.. وقاحة أميركية أم ضعفٌ لبناني؟
وصل بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي آموس هولشتاين، إلى العاصمة اللبنانية بيروت على رأس وفد ، كوسيطٍ جديدٍ في الملف بديلاً عن جون ديروشيه.
قد يبدو الخير عادياً لدى الكثيرين، و يكاد يمر مرور الكرام، فأبواب لبنان مشرّعة للوفود الأميركية في كلّ زمان، إلّا أن طبيعة رئيس الوفد تشكّل نقطة فارقة في التجرؤِ الأميركي على استباحة سيادة لبنان عن سبق اصرار و تصميم، فمن هو آموس هولشتاين ؟
لدى البحث في تاريخ هذا الرجل تتولّد أكثر من علامة استفهام حول انتدابه لهذه المهمة الحساسة و في هذه الفترة الزمنية تحديدا، ف هولشتاين إسرائيلي المولد و المنشأ، أما الأخطر من كل هذا، تشير معلومات دقيقة إلى أنه قد خدم سابقا في جيش الدفاع الإسرائيلي، اذا نستطيع الجزم أن هذا الرجل ليس وسيطا بين طرفين إنما قطبٌ يتآمر بكل وقاحة على حقوقنا و من عقر دارنا.
و المؤسف أكثر أن تاريخ هذا الرجل المثير للريبة لا يتوقف عند هذا الحدّ، فهو صاحب النظرية التي تدعو إلى تطبيع العلاقات الإقتصادية بين لبنان و كيان الإحتلال الإسرائيلي عبر التشارك على واردات النفط، فقد سبق و دعا إلى انشاء صندوق لبناني إسرائيلي مشترك لإيداع الواردات المالية للنفط المستخرج من المناطق المتنازع عليها ثم تقسيمها بين الطرفين نسبيا، و هو يعد سابقة خطيرة تمهّد إلى الإنتقال من التطبيع الإقتصادي إلى تطبيع العلاقات السياسية مستقبلا.
و يبدو أن المندوب الإسرائيلي ينتهز فرصة دخول لبنان في نفق اقتصادي و اجتماعي و سياسي مظلم ، بالإضافة إلى ما يلوح بالأفق حول استبدال الوفد العسكري أو أقله تلوينه بوفد مدني مما يضرب هيبة الجيش اللبناني الذي استلم زمام الملف عرض الحائط، لكي يداوي الجرح بالكي و يضغط على لبنان من نقاط ضعفه، أما أخطر التطورات اسرائيلياً، فتجلت في الرابع عشر من أيلول الماضي، حيث وقّعت “إسرائيل” عقداً بين شركة إينيرجيان اليونانيّة Energean المُطوّرة لحقلَي كريش وتنين والشركة الأميركيّة هاليبرتون Halliburton للقيام أعمال الحفر والتجهيز لثلاثة إلى خمسة آبار تنوي إينيرجيان حفرها للإنتاج في منطقة قريبة من الخط اللبناني ٢٩، فأي مفاوضات هي التي تجري و العدوّ يستبيح ما طالته مخالبه من ثروات بلادنا وسط صمت محلي و دولي.
إنطلاقا من هذه المعطيات التي لا تخفى على أحد في لبنان، كيف يتجرأ هولشتاين الإسرائيلي على التجوّل بين المسؤولين اللبنانيين حاملا ملف ترسيم الحدود البحرية مع كيانه الغاصب لأرضنا و مائنا و دمائنا… و ما هي الأجندة السياسية التي حملها معه إلى مسؤولي لبنان؟ و لما كان الموقف اللبناني ضعيفا إلى حد الرضوخ لهوية الوفد المرافق أيًا كان كيف لنا أن نؤمّن على ثرواتنا بين أيدي من يمسك الأميركي برقابهم… أما الحدث الأبرز خلال هذه الزيارة و الذي ستتكشف معالمه خلال الأيام القادمة هي تفاصيل لقاء هولشتاين مع زعيم معراب.
قم بكتابة اول تعليق