يشكر الدقة رؤساء الأندية الذين يدفعون الأموال الطائلة في زمن اقتصادي صعب لدعم كرة القدم وتحسينها (أرشيف عدنان الحاج علي)
دخلت كرة القدم اللبنانية في عطلة تستمر نحو شهر بعد انتهاء مرحلة الذهاب، ستقيّم الأندية الـ12 خلالها الذهاب مع وضع رؤية لمرحلة الإياب، وتحديداً لجهة مستويات اللاعبين الأجانب وما قدّموه ذهاباً، حيث تسمح لهم هذه العطلة بتبديل الأجانب، ناهيك عن أداء الحكام وبعض المشكلات الجماهيرية التي حصلت والحلول المقترحة لمعالجتها.
ولأن المعني الأول في كل نادٍ عن تقييم المستوى الفني هو رأس الجهاز الفني، نقدم اليوم الحلقة الخامسة في سلسلة تقييم الذهاب من قبل المدربين الـ12، حسب ترتيب فرقهم، وهي مع مدرب «النبي شيت» محمد الدقة، بعد الأولى مع مدرب «الصفاء» إميل رستم، والثانية مع مدرب «العهد» محمود حمود، والثالثة مع مدرب «الساحل» موسى حجيج، والرابعة مع مدرب «النجمة» تيتا فاليريو.
مسيرة الفريق جيدة
يتحدث الدقة عن بداية الفريق في مرحلة الذهاب، بالقول: «إذا أردنا أن نقيّم الظروف والامكانات الموجودة والمشاكل التي واجهناها من حيث إصابة المهاجم الأجنبي كانوتيه الذي ترك بصمة قوية أمام «العهد» و «شباب الساحل» في اول أسبوعين من البطولة، إضافة إلى الأخطاء التحكيمية وبعض الإصابات المؤثرة في المراحل الأخيرة، نجد أن مسيرة الفريق تتراوح بين الجيدة والجيدة جداً، خصوصاً أننا في قلب المنافسة برغم حداثة الفريق في دوري الأضواء».
ومن بين الإيجابيات وجود «النبي شيت» بين فرق النخبة، وإثبات بعض اللاعبين وجودهم في الدرجة الأولى حيث اكتسبوا خبرة كبيرة إلى الروح العالية التي يتمتع بها الفريق ككل، وقدموا نموذجاً أمام «النجمة» و «الغازية» و «السلام» زغرتا بقلب تأخرهم إلى تعادل وفوزين متتاليين، وهذا يدل على «صلابة في شخصية الفريق وعدم الاستسلام».
موسوعة «غينيس»
ويكشف الدقة، أن من أهم السلبيات التي يعاني منها فريقه هي «مزيج المناطق التي يتجمع منها اللاعبون»، على سبيل المثال عندنا ستة لاعبين من بلدة النبي شيت، و11 من سكان بيروت، وأربعة لاعبين من منطقة صور، ولاعبان من صيدا، ونحن ندخل «كتاب غينيس» للأرقام القياسية في قطع مئات الكيلومترات لإجراء الحصة التدريبية، ومن الأمور السلبية التي أثرت على ترتيبنا، الأخطاء التحكيمية المباشرة التي تسببت بخسارتنا عددا من النقاط، خصوصاً أمام «الأنصار» (1 ـ 2)، و «طرابلس» (صفر ـ 1)».
البحث عن مهاجم أجنبي
يؤكد الدقة أن تجديد عقد السوري خالد الصالح كان طبيعياً نسبة لتألقه في الأسابيع الأخيرة والتي أوصلتنا إلى المركز الخامس «حيث قدم أداءً جيداً وسجل اربعة أهداف حاسمة وصنع مثلها، بينما اكتفى بتسجيل هدف واحد في الموسم الماضي، وهذا ما يدل على مدى تطوره، أما الغاني يعقوبو فهو من اللاعبين الذين يجيدون القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية، وقد سجل اربعة اهداف وعانى من إصابة في العضلات الخلفية، وشارك برغم الإصابة وكان أحد أسباب تراجع مستوى الفريق في بعض المباريات، أما العاجي كانوتيه فالبحث جار عن مهاجم لتعويض غيابه بعدما تعثرت عودته لأسباب تتعلق بإصابته الخطرة».
تراجع مستوى الفرق العريقة
ويرى الدقة أن مستويات الفرق كانت متقاربة جداً، خصوصاً مع تراجع مستوى الفرق العريقة «ما جعل طموحات فرق الوسط كبيرة للدخول على خط المنافسة، ومن إيجابياتها الصراع البدني والتكتيكي العاليان بين المدربين خلال المباريات، ما طوّر من المستوى الفني وإن كنا بحاجة إلى مزيد من هذا التطور، وهذا ما يرتبط بحياة اللاعب اللبناني ومزاجيته وهوايته، أما السيئ في ذهاب البطولة فهو أن الترتيب العام لا يتناسب مع ما قدمته بعض الفرق، والسبب المباشر هو الأخطاء التحكيمية الفادحة التي أثرت على نتائج وترتيب عدد كبير من فرق البطولة».
المنافسة المباشرة
ويعتبر الدقة أن فريقي «الصفاء» و «العهد» قطعا خطوات كبيرة في المنافسة المباشرة على لقب البطولة، في حين أن فرق «شباب الساحل» و«النجمة» و«النبي شيت» و«الأنصار» لديها «فرصة سانحة للانقضاض على المركز الأول في حال قدمت انطلاقة قوية إياباً واستغلت أي تعثر لفريقي الصدارة».
عودة «الاتحاد» للاجتماع
أخيراً، يتمنى الدقة على اتحاد اللعبة أن يعود للاجتماع أسبوعياً لمعالجة المشاكل التي ظهرت في مرحلة الذهاب، خصوصاً حسم موضوع الحضور الجماهيري والقوى الأمنية «كما أتمنى من الحكام أن يكونوا أكثر ثقة بقدراتهم وأن لا يتدخلوا بأي مباراة تحت تأثير الضغوط التي خلقوها لأنفسهم، خصوصاً أن لجنة الحكام تقدم لهم الحماية الكاملة والتمارين الأسبوعية والمحاضرات والاختبارات البدنية، علماً أن الكادر التحكيمي قليل العدد بسبب الإيقافات واعتزال البعض، وهذا ما يرتب مسؤوليات على الحكام ومن المفترض أن يولّد لديهم الطموح لإثبات الذات وليس الاستهتار والغرور، خصوصاً أنهم يتألقون في المحافل الآسيوية ويشرّفون وطنهم، أما لاعبو «النبي شيت» فإنهم قطعوا مرحلة بعيدة من التطور الثقافي حول نمو حياتهم خارج الملاعب، وهذا يؤثر إيجاباً عليهم داخل الملعب، وفي الختام لا بد من كلمة شكر إلى رؤساء الأندية الذين يدفعون الأموال الطائلة في زمن اقتصادي صعب لدعم كرة القدم وتحسينها، لهذا هم يستحقون الرعاية والإشادة من كل عناصر اللعبة».
طارق يونس جريده السفير
قم بكتابة اول تعليق