تحدث متلازمة “كوفيد طويل الأمد” بعد نحو 3 أشهر من الإصابة بعدوى كورونا، مع استمرار الأعراض لمدة شهرين على الأقل. وتشمل العلامات الأكثر شيوعاً لهذه المتلازمة الشعور بالتعب والإرهاق وضيق التنفس والمشاكل الإدراكية التي تؤثر بشكل عام سلباً على أداء الأنشطة اليومية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة (JAMANETWORK) إلى أن ما يقرب من 3 أرباع المرضى (74.3%) ما زالوا يعانون من مشاكل جسدية بعد 12 شهرا من زيارتهم للمستشفى، بحسب موقع “الحرة” الأمريكي.
وتؤكد الدراسة أهمية المراقبة الطويلة للمرضى بعد خروجهم من العناية المركزة لتجنب مضاعفات الآثار الطويلة الأمد. وتقول الباحثة ماريك زيجرز، من المركز الطبي لجامعة رادبود في هولندا: “تظهر هذه الدراسة التأثير المذهل لكورونا على حياة المرضى الذين يدخلون العناية المركزة”.
وكشف 26.2% من المشاركين معاناتهم من مشاكل في الصحة العقلية، في حين أشار 16.2% منهم إلى معاناتهم من مشاكل الإدراك.
وشملت الأعراض الجسدية التي ذكرها المشاركون في الدراسة الألم وضعف العضلات وضيقا في التنفس. أما بالنسبة للمشاكل العقلية، فقد أبلغ حوالي واحد من كل خمسة أشخاص عن مشاعر القلق أو الإجهاد.
ويعرّف المعهد الوطني البريطاني للتميز في الرعاية الصحية متلازمة “كوفيد طويل الأمد” على أنها علامات وأعراض تظهر أثناء أو بعد الإصابة بالعدوى، وتستمر لأكثر من 3 أشهر.
وفي الولايات المتحدة، تُعرِّف المعاهد الوطنية للصحة مرضى متلازمة “كوفيد طويل الأمد” بأنهم أولئك الذين لا يتعافون تماماً في غضون أسابيع قليلة من الإصابة، وتشمل الأعراض المتلازمة: “ضباب الدماغ أو التفكير الضبابي” واضطرابات النوم والحمى المتقطعة وأعراض الجهاز الهضمي والقلق والاكتئاب، وهي يمكن أن تستمر لأشهر وتتراوح من خفيفة إلى مسببة للإعاقة.
وحدد باحثون في مراجعة حديثة نُشرت في التقارير العلمية، أكثر من 50 عرضاً مختلفاً لهذه المتلازمة تشمل 9 أعضاء وأنظمة، بما في ذلك الكلى والرئتان والبنكرياس والقلب.
وفي الوقت نفسه، يحاول العلماء فهم الآليات الدقيقة التي تسبب مرض “كوفيد طويل الأمد”، إذ يقترح البعض أن الأمر قد يكون له علاقة بتلف الأعضاء الناجم عن الفيروس، بينما يعتقد البعض الآخر أنه ناتج عن التهاب الذي يسبب خللا في نظام المناعة بعد الإصابة.
وما زال العلماء يقيمون إلى أي مدى يمكن للقاحات أن تمنع أو تقلل من ظهور “كوفيد طويل الأمد”. وتشير أحدث دراسة أجراها فريق بحث إسرائيلي إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد كورونا أقل عرضة للإصابة بأعراض “كوفيد طويل الأمد”، على الرغم من أن حجم البحث صغير نسبياً.
قم بكتابة اول تعليق