ماهي مسيرة الأعلام التي يقوم بها المستوطنون في “القُدْس” وكيف نشأت..؟

مسيرة“مسيرة الأعلام” أو “يوم القدس” هي احتفالات بدأت مع احتلال الكيان للقدس الشرقية في أعقاب حرب يونيو/ حزيران 1967.

والمسيرة يشارك فيها المتطرفون اليهود في 5 يونيو/حزيران حسب التقويم العبري وهو اليوم الذي سيطرت فيه الكيان الصهيوني على القدس الشرقية، ويشارك في هذا الاحتفال آلاف القوميين اليهود حيث يتوافدون على المدينة ويسيرون عبر شوارعها وأزقتها لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي منها ووقوع المدينة برمتها تحت السيطرة الإسرائيلية.
أما الحدث المركزي في هذا اليوم فهو “رقصة الأعلام” أو مسيرة الأعلام التي تقام في ساعات الظهيرة ويشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين، معظمهم من صغار السن الذين ينتقلون بالأتوبيسات للقدس المحتلة من أجل المشاركة في هذا الحدث وينفذون الرقصات الاستفزازية.
وبعد تنفيذ الرقصة الاستفزازية في باب العامود، يتفرق المستوطنون ليقتحموا البلدة القديمة عند باب العامود تحت حماية الشرطة وحرس الحدود، وصولاً إلى حائط البراق، حيث يقيمون الرقصة الأخيرة والطقوس الاحتفالية.
ويرى الفلسطينيون والعديد من المستوطنين أن هذا الاحتفال عمل استفزازي من قبل الجماعات القومية وحركات الاستيطان المتشددة، حيث يحاولون المرور عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة انطلاقاً من باب العمود وصولاً إلى حائط المبكى/حائط البراق، أقدس المواقع لدى اليهود حيث يجتمع المشاركون في نهاية المسيرة.
وتفرض الشرطة الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها الآلاف من رجال الأمن وعناصر الجيش في القدس والضفة الغربية تحسباً لوقوع أعمال عنف بين المتطرفين اليهود والفلسطينيين.
بدأت هذه الاحتفالات في عام 1974 لكنها توقفت خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بسبب المواجهات التي كانت تندلع بين المشاركين في المسيرة والفلسطينيين.
في المرة الماضية التي كان يُفترض أن تجري فيها مسيرة رقصة الأعلام، بدأت تطير الصواريخ نحو القدس، وهذه هي بالضبط الخشية في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية”، حسبما نقل موقع الميادين عن تقرير لـ”القناة 13″ الإسرائيلية.
ففي 10 مايو/أيار، قررت الشرطة الإسرائيلية وقف مسيرة الأعلام الإسرائيلية بمدينة القدس، بعد قصف المقاومة الفلسطينية القدس وتل أبيب ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية.
وجاء قصف المقاومة بعد المهلة التى وضعتها حماس لإسرائيل بإخلاء المسجد الأقصى والشيخ جراح من جيش الاحتلال حتى الساعة السادسة مساء الإثنين 10 مايو/أيار 2021 (بداية حرب غزة 2021).
ومع سماع دوي صفارات الإنذار بالقدس هرب المشاركون في المسيرة الاستفزازية وحاولوا إيجاد أماكن للاحتماء بها من الصواريخ، وطالبتهم الشرطة بتفريق المسيرة ومغادرة المنطقة.

وفي عام 2022، تستعد شرطة الاحتلال في القدس، إلى تأمين “مسيرة الأعلام” التي ينظمها المستوطنون الأسبوع المقبل في المدينة المحتلة، فيما تلقت الشرطة طلبات بالمصادقة على تنظيم مسيرات استفزازية مماثلة في اللد والرملة وعكا، وسط مخاوف أمنية من تكرار أحداث هبة أيار/ مايو 2021.

ويعتزم الكاهاني، عضو الكنيست عن “الصهيونية الدينية”، إيتمار بن غفير، اقتحام المسجد الأقصى خلال “مسيرة الأعلام”، وقدم طلبا للشرطة الإسرائيلية في هذا الشأن، فيماحذر رئيس حركة “حماس”، إسماعيل هنية، في وقت سابق، الأحد، من تنظيم “مسيرة الأعلام” في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، مشددًا على مواجهتها بـ”كل الإمكانيات”.
وقال هنية في كلمة خلال مؤتمر أقامته حركته في غزة لمناسبة الذكرى الأولى للحرب الأخيرة على القطاع، “هناك دعوات استيطانية لاقتحام المسجد الأقصى وتنظيم مسيرة الأعلام، أحذر العدو من الإقدام على مثل هذه الجرائم”.

وأكدت الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، أن الدعوات المستمرة من المستوطنين لمسيرة الأعلام في القدس المحتلة واقتحام واسع للمسجد الأقصى؛ ستجر الاحتلال للهاوية.

وكان خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري قال إن مسيرة الأعلام التي ينوي مستوطنون تنفيذها في محيط البلدة القديمة بالقدس يوم الأحد القادم، محاولة لترميم “حالة الفشل التي مني بها الاحتلال في الآونة الأخيرة.  وأوضح الشيخ عكرمة أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الاحتلال رغبته بتسيير هذه المسيرة، لكنه “فشل في كل مرة خلال الفترة القريبة الماضية، والآن يثيرها من جديد ليرد اعتباره”.

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن