يعتزم الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الاعتراف بالتنكيل و القمع الذي تعرّض له الجزائريون على مرّ التاريخ في بلاده، و ذلك في سابقة تاريخية لم يسبق إليها أي أحد من الرؤساء السابقين حيث سيكون ماكرون أول رئيس فرنسي يشارك في مراسم إحياء ذكرى الضحايا الجزائريين الذين سقطوا خلال تظاهرة بباريس في ١٧ تشرين أول ١٩٦١ ، لتكون أول خطوة نحو الاعتراف بجرائم فرنسا في حقهم.
وتأتي هذه الخطوة قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع عقدها جولتين يومي 10 و24 نيسان/ أبريل 2022، حيث من المتوقع أن يعلن ماكرون عن ترشحه لفترة رئاسية ثانية.
ومن المنتظر أن تقام المراسم ابتداء من الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بتوقيت غرنتش في حديقة بمنطقة كولومب في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة الفرنسية باريس.
كما سيضع ماكرون إكليلا من الزهور على ضفاف نهر السين إضافة إلى دقيقة صمت ولقاء عائلات ضحايا، في حين لم تؤكد الجهات الرسمية ما إذا الرئيس الفرنسي سيلقي كلمة أم لا.
وأكد قصر الإليزيه أنه سيتم في نهاية المراسم نشر نصّ “على شكل بيان صحافي يوضح بدقة معنى ونطاق هذا الاعتراف”.
وتأتي هذه المشاركة في وقت تعيش فيه العلاقات بين فرنسا والجزائر توترا بسبب تصريحات ماكرون التي شكك من خلالها في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، وتساءل مستنكرا: “هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”.
وادعى ماكرون، أنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني بين عامي 1514 و1830، بدورها الجزائر أكّدت أنها ظتلاحق فرنسا حتى الاعتراف بجرائمها بحق أمتها.
كما يُنتظر من الرئيس الفرنسي أن “يمضي خطوة أبعد مما قاله فرانسوا هولاند في عام 2012” حين أعرب عن الأسف بسبب “القمع الدموي” للتظاهرة. وأكدت الرئاسة أنه “سيخطو خطوة إلى الأمام في الإقرار بما حدث ويؤكد حقيقة الوقائع”.
وقال الإليزيه: “هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس جمهورية في مراسم إحياء ذكرى ضحايا أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 1961 في باريس”. كما أنها “خطوة تاريخية في الاعتراف بالوقائع التي حدثت في ذلك اليوم”.
وتابعت الرئاسة الفرنسية بأنه “في إطار مساعي تضميد ذاكرات الاستعمار وحرب الجزائر التي يقوم بها رئيس الجمهورية منذ بدء ولايته الخمسية، ستقام هذه المراسم بحضور أفراد عائلات متضررة من المأساة، من الذين ناضلوا من أجل الاعتراف بالحقيقة وممثلين لكل ذاكرات حرب الجزائر”.
يذكر أنه في هذا التاريخ من العام ١٩٦١ في خضم حرب الجزائر التي استمرت سبع سنوات، تعرض 30 ألف جزائري ممن جاؤوا للتظاهر سلميا في باريس لقمع عنيف.
وسقط وفق التقدير الرسمي ثلاثة قتلى وستون جريحا، في حين أكدت روايات المؤرخين أنه بلغ عدد القتلى حوالي ٢٠٠ تقريباً.
قم بكتابة اول تعليق