ماذا وراء رعاية أميركا للتحالف الإسرائيلي – الإماراتي – الهندي

Whatsapp

تشدّ أميركا عزمها على دعم الإتفاقيات الإبراهيمية التي بدأت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب و تستمر إلى اليوم حيث باتت عابرة للقارات، فقد ضمّت أميركا مؤخرًا إلى جانبها كل من “إسرائيل” و الإمارات و الهند في تحالف رباعي تبدو أهدافه مشوّشة، فالأسباب التاريخية و الدينية كانت عثرة في التقارب بين هذه الأطراف ، لكن يبدو أن الإصرار الأميركي كان الأقوى، فما هي الأسباب الكامنة وراء انشاء هذا التحالف، خاصة و أنّ المنطق يستبعد أن يكون هذا التحالف قد نشأ لمحاربة الصين لأن كل من “إسرائيل” و الإمارات تسعى لتعزيز العلاقات معها، كما يبدو أن هذا التحالف يشكل “عجلة جيدة لأهداف السياسة الخارجية الهندية”.

في هذا الإطار نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريرا تناولت فيه رعاية الولايات المتحدة لهذا التحالف الرباعي، أعده مايكل كويجلمان، مراسلها لشؤون جنوب آسيا، أوضحت فيه أن هذه الخطوة تعدّ اتفاقًا مفتوحًا و ليس محض تحالف، كما رجّحت المجلة أن يركز التحالف على ملفات التجارة والتغيرات المناخية والطاقة والأمن البحري، و هي ملفات  تسترعي اهتمام رباعية أخرى تضم الهند وأستراليا واليابان، بالإضافة إلى الراعي الرئيسي للتحركات الجديدة على الساحة الدولية؛ الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن الفارق بين التحالفين أن التحالف الأكثر تطرفا شرقا يركز على “احتواء الصين”، بينما قد يكون التحالف الذي يرتكز في منطقة الخليج العربي الذي يضم الإمارات أكثر اهتماما بمواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران.

كما يبدو من خلال هذا الترتيب الجديد في التحالفات ستكون نيودلهي قادرة على توسيع تأثيرها على المسرح الدولي وتعميق علاقاتها مع الشرق الأوسط وتقوية تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقدم التحالف للهند فرصة لتعميق علاقاتها مع لاعبين رئيسيين بدون أن تتنازل عن أهدافها الأساسية واستقلاليتها.

وترى الهند في الشرق الأوسط منطقة مهمة، فهي تعتمد عليه في مجال الطاقة وهناك حوالي 9 ملايين هندي يعملون في دوله، وخاصة دول الخليج، و رغم زيادة الهند جهودها الدبلوماسية مع دول الخليج، وبالتحديد السعودية، إلا أن هدفيها الرئيسيين كانا الإمارات و الإحتلال، فالاحتلال هو مصدر مهم للسلاح ولديه تكنولوجيا زراعية متقدمة يمكن أن تساعد على إدارة المياه. أما الإمارات فيمكن أن تقدم لها التمويل الذي تحتاجه لمشاريع البنية التحتية.

أميركا

و بحسب تقدير المجلة فإن الرغبة وراء التحالف الجديد ليس التنافس مع الصين، بل إيران التي عدوة لكل من الإمارات والاحتلال والولايات المتحدة، على الرغم من أن الهند والإمارات تريدان الحفاظ على علاقات مع طهران رغم الخلافات على الحدود وتخفيض الاعتماد على مصادر الطاقة الإيرانية.

ورغم ذلك، فإن هذا لا يعني أن مواجهة الصين حاضرة في سلم اهتمامات المنبر الجديد. فقد تجد الولايات المتحدة في الرباعية الجديدة فرصة لإبعاد الإمارات وإسرائيل عن العملاق الآسيوي، الأمر الذي يتناسق مع أهداف الهند ومصالحها.

ونظرا لغياب الهدف المشترك الجامع بين أعضاء الرباعية، فإنها لن تكون بنفس قوة المنبر الأول. إلا أن التزام أفرادها بتعميق التعاون بينها، يعني أنها ستتفوق على الرباعية التي رتبتها الولايات المتحدة بينها وأفغانستان وباكستان وأوزبكستان قبل شهر من سيطرة طالبان على كابول.

تابعنا على فيسبوك

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن