فلسطين : ليلة عنيفة شهدها الفلسطينيون استمرّت حتّى ساعات الفجر الأولى , حيث استمرّ القصف و العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة و الجوار , كما لم يسلم أهالي القدس و المرابطون في المسجد الأقصى من هجوم القوات الإسرائيلية و التنكيل بهم , بدورها لم تهدأ صافرات الإنذار التي دوّت في أرجاء المستوطنات الإسرائيلية منذرة بهجمات صاروخية دكّت أمن “إسرائيل” بشكل غير مسبوق على الاطلاق.
فبعد تنفيذ حركة حماس و الفصائل الفلسطينية المقاومة عصر أمس وعدها بالرّد على الهجمات الإسرائيلية على المسجد الأقصى و حي الشيخ جرّاح , و دكّها المستوطنات الإسرائيلية بأكثر من 30 صاروخا , قامت طائرات الاحتلال بقصف منازل سكنية في قطاع غزّة موقعة شهداء بينهم أطفال عزّل.
و لبّت كتائب القسّام نداء أهل القدس و دخلت على خطّ النّار مستهدفة المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ المتطورة و التي تمّ الكشف عنها لأوّل مرّة, حيث كشفت عن صواريخ تحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية و هي ” A120″ . و قد أكّدت مصادر عبرية أنّه و قبل منتصف الليل كان قد سقط في الأراضي المحتلة أكثر من 100 صاروخ , ليصل العدد ال 200 صاروخ بعد منتصف الليل .
و قد استهدفت القسّام جيب عسكري يقلّ وفدا أمنيا إسرائيليا يترأسه رئيس المعلومات في قطاع غزة , بصاروخ كورنيت شرق بيت حانون.
كما أعلنت ســرايـا الــقـدس عن تنفيذ تهديداتها عند التاسعة مساء: قصفنا “تل أبيب” برشقة صاروخية كبيرة وصاروخ بدر 3 على مدينة عسقلان المحتلة.
كما لم تتوقّف الرّشقات الصاروخية من قطاع غزّة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية حتّى السّاعة.
بدوره جيش الاحتلال عاود اقتحام مسجد الأقصى عند صلاة التراويح و حاصر المعتكفات في مسجد القبة في منتصف الليل , و قام بافتعال حرائق التهمت الأشجار في باحات الأقصى الشريف, و قد ظهر مستوطنون من خارج أسوار المسجد في ساحة البراق و هم يتراقصون فرحا بمشاهد الحريق , لتتجدّد بذلك الاشتباكات العنيفة في باحات المسجد الأقصى و في منطقة باب العامود في القدس.
و استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية موقع صلاح الدين و موقع المقوسي التابعين للمقاومة في قطاع غزة , و أهدافا للمقاومة في شمال القطاع و في منطقة الواحة و كذلك في مخيم المغازي و النصيرات وسط غزة , إضافة الى خانيونس و موقع السفينة و حطين و مهاجر.
و أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم صباحا عن ارتقاء 24 شهــيدا بينهم 9 أطفال و شخص مقعد و 103 اصابات جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.
الى ذلك استمرّت المواجهات بين الفلسطينيين و قوات الاحتلال على معبر سالم , و في عمق الأراضي المحتلة في بلدة سلوان , كفر كنا , يافا , شمال بيت لحم , حاجز قلنديا شمال القدس, جنوب و غرب نابلس , كما اندلعت مواجهات قرب بلدة حوسان غرب بيت لحم , و هاجم الشبان الفلسطينيون مركزا لشرطة الاحتلال في بلدة كفر مندا المحتلة , و اندلعت مواجهات في ٤ نقاط مواجهة مع الاحتلال في رام الله (نعلين، بدرس، بيت ايل، المغير) , كذلك الأمر في رأس العامود والطور والعسياوية في القدس المحتلة , و قرية شقيب السلام بالنقب المحتل , و أعلن المتحدث باسم شرطة الاحتلال أن 32 شرطياً أصيبوا في مواجهات القدس فقط.
و هاجم الفلسطينيون مركبات المستوطنين و حطموها , بعد أن قام المستوطنون باطلاق النار بشكل مباشر عليهم ممّا أدّى الى ارتقاء شاب شهيدا.
في الوقت عينه ملأ الفلسطينيون جميع الساحات على أراضي فلسطين المحتلة في اللد و النقب , نابلس , الخليل , الناصرة , جنين , طولكرم بالضفة المحتلة, و وصلت مسيرة حاشدة الى حاجز قلنديا شمال القدس , و شهد مقر الرئيس محمود عباس “المقاطعة” في رام الله مسيرة حاشدة منددّة بالعدوان الإسرائيلي , و ذلك نصرةً للقدس و للمسجد الأقصى و دعما لأهالي حي الشيخ جرّاح و تنديداً بعدوان الاحتلال على قطاع غزة.
أمّا في المستوطنات الإسرائيلية فقد دبّ الرعب بعد سقوط مئات الصواريخ الفلسطينية فوق منازل الإسرائيليين بشكل غير متوقع أو مسبوق , و دوّت صافرات الإنذار طوال ساعات الليل , كما قرّرت تل أبيب و المستوطنات الجنوبية فتح الملاجئ للسكان و تمّ تعطيل التعلّم في عدّة مستوطنات , و قد أظهرت الصور مشاهد للدمار الذي خلّفته صواريخ المقاومة في منازل الصهاينة.
الى ذلك وصل في وقت متأخر من مساء أمس رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى مبنى وزارة الجيش الكرياه و أجرى المزيد من المشاورات الأمنية بسبب التصعيد ، كما أكّدت وسائل اعلام عبريّة أن نتنياهو لن يحضر احتفالات “يوم القدس” نظرا للأوضاع الأمنية.
اقرأ أيضا
قم بكتابة اول تعليق