عقب انتصار الثورة الإسلامية في إيران في العام ١٩٧٩ كان للمرأة الإيرانية دورًا بارزًا في شتى المجالات والميادين يمكن مشاهدته جليًا في أي زيارة طبيعية لإيران من خلال الدخول إلى المرافق العامة والخاصة فضلًا عن الجامعات ومراكز الدراسات والعلوم وصولًا إلى شركات الطيران ومجالس البلديات ومجلس النواب والوزراء.
حسين شعيتو – طهران
أيام عديدة مرّت على حادثة وفاة الفتاة الإيرانية مهسا أميني في مركز للشرطة في إيران الأمر الذي ما لبث الإعلام العربي والعالمي المناهض لإيران الاستثمار السياسي فيه وما رافقه من احتجاجات داخل بعض المحافظات الإيرانية بدأت تتضح فيها خيوط مشاركة دولية بعد ما أعلنته الدولة الإيرانية أمس عن اعتقال أشخاص من جنسيات غربية مختلفة كانت تنشط في التحركات وعمليات التخريب في شوارع طهران تحديدًا.
رفعت هذه الاحتجاجات شعارات عديدة منذ الساعات الأولى تدعو إلى تحرير المرأة الإيرانية من الحجاب ومن التعاليم الإسلامية التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على أراضيها حسب زعمهم.. ولكن ما هي القيود التي يتحدث عنها الإعلام وبعض الصفحات الاجتماعية بشكل متواصل؟ وما هو دور المرأة الإيرانية الحقيقي الذي ربما يجهله هؤلاء؟
تنشط المرأة الإيرانية أولًا ومنذ تأسيس بلاد فارس بقيادة السيارات والباصات العامة وهو أضعف الإيمان بالنسبة لنشاط احتفلت بعض الدول “المتطورة” مؤخرًا بالسماح للمرأة فيها بقيادة السيارة أو الظهور دون نقاب وما رافق ذلك من تلميع إعلامي للحريات المتقدمة في تلك البلاد.
أما بعد، فمنذ انتصار الثورة الإسلامية حتى اليوم لم يمر أي مجلس نيابي أو بلدي أو حكومي دون مشاركة فاعلة للمرأة الإيرانية فيه ( ٤٤ مقعدًا في الانتخابات البلدية عام ٢٠٠٦) على سبيل المثال لا الحصر، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس البلاد الذي تشغله مرأة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية.
على المقلب الآخر ومن خلال متابعة تطور إيران التقني والعلمي الذي يسابق الغرب الزمن لإيقافه أو لمواكبته من بعيد عبر التذرع بمعاهدات واتفاقات، تشغل المرأة في الجامعات والمراكز العلمية مناصب حساسة ومتقدمة في مختلف الكليات والمجالات العلمية وبراءات الاختراع يمكن لأي مهتم الاطلاع عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الدراسات العلمية الموثقة.
يضاف إلى كل ما ذُكر بأن شركات الطيران الداخلي والخارجي تضم أعداد كبيرة من المضيفات والمديرات والطيارات الإيرانيات فضلا عن إدارة المؤسسات الخاصة التجارية والعلمية والمعمارية (جسر الطبيعة في طهران هو من تصميم مهندسة إيرانية تبلغ من العمر ٢٨ سنة حينها).
أخيرًا وليس آخرًا، يمكن لأي فرد كان ومن أي بقعة في العالم أن يزور إيران بتأشيرة سهلة المنال مهما كانت جنسيته( بإستثناء العدو الإسرائيلي) ليرى بأم العين معالم التحرر التي تحاول وسائل الإعلام المأجورة تضليلها وبالنسبة للقمع المزعوم فالمشهد ديمقراطي ومختلف تماما عن ذلك الذي حدث بثوار السترات الصفراء في فرنسا على سبيل المثال لا الحصر.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق