ي بداية حياته الأدبية سأله صحفي أن يُعرف نفسه فقال: «برنارد شو رجل أعزب، أيرلندي، نباتي، كذاب، دجال، وهو اشتراكي ومحاضر مولع بالموسيقى، ينكر إنكاراً شديداً المركز الذي تحتله المرأة في حضارتنا ويؤمن بالفن إيماناً جاداً».. عبرت هذه الكلمات الساخرة عن رؤية برنارد شو للحياة في مجملها، وبهذه الرؤية الساخرة ظهرت أعماله الأدبية التي اتسمت بالفكاهة، فالكاتب المسرحي الإنجليزي الأيرلندي الأصل، ورث عن والديه الظرف والسخرية من المواقف المؤلمة والجهر بالرأي وعدم المبالاة بمخالفة المألوف والتمرد على التقاليد السائدة.
وقد ساعدته تلك الروح على تخطي العديد من الصعاب منذ الصغر، فقد عاش الكاتب المسرحي حياة فقيرة وبائسة، فبدأ حياته نضالاً ضد الفقر، وجعل من مكافحته هدفاً رئيسياً لكل ما يكتب، وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضعف والجهل والمرض والقمع والنفاق.
مواقف شو المثيرة للجدل، ظلت حتى النهاية تعبيراً صارخاً عن أفكاره ومعتقداته التي لم تتغير منذ البداية، فهو الذي رفض أن يزور الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لا يرى سخرية القدر بوجود تمثال للحرية في بلدٍ يُمتهن الإنسان أينما كان، «ذلك البلد، أمريكا، الذي انتقل من البدائية إلى الانحلال دون أن يعرف الحضارة».
وفي موقف أكثر إثارة، عندما فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1925، قبل التكريم ورفض الجائزة المالية، قائلاً: «إن جائزة نوبل تشبه طوق النجاة الذي يتم إلقاؤه لأحد الأشخاص، بعد أن يكون هذا الشخص قد وصل إلي الشاطئ»، كما سخر من «ألفريد نوبل» مؤسس الجائزة، والذي جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت حيث قال: «إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل».
قم بكتابة اول تعليق