لماذا تم الكشف عن المناورة السريّة “الإسرائيلية”؟

الخارجية الإيرانية

كشفت “هيئة البث الإسرائيلية الرسمية”، إن “الجيش الاسرائيلي”، أجرى قبل نحو أسبوعين، مناورة “سرية” تحاكي تنفيذ هجوم على إيران، بعشرات الطائرات بحضور ضابط عسكري أمريكي، وتضمنت المناورة، عدة سيناريوهات، منها إعادة التزود بالوقود في الجو، ومهاجمة هدف بعيد المدى، والتعامل مع صواريخ أرض جو.

وجاء في جانب من تقرير “هيئة البث الإسرائيلية الرسمية” ان “إسرائيل” سمحت، “في خطوة غير مسبوقة”، لضابط عسكري أمريكي بالمشاركة كمراقب في المناورة “العملياتية والسرية”.

وترافق هذا “الكشف” لـ”هيئة البث الإسرائيلية الرسمية”، مع جملة من التهديدات اطلقها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نفتالي بينيت، كقوله: نحن نتابع المحادثات النووية الجارية في فيينا، ونأمل بأنها لن تُفضي إلى اتفاق.. ليس من شأن أي اتفاق أن يُكبل أيدينا.. إن الاستراتيجية الإسرائيلية ما زالت على حالها، سواء في حال التوصل إلى اتفاق.. أو في حال عدم التوصل إلى اتفاق. في كلا الحالين معركتنا مستمرة”.

من الواضح ان خبر المناورات “العملياتية والسرية” و”مشاركة ضابط امريكي”، لاول مرة فيها ، وما اعقبها من تهديدات بينيت “العلنية”، تكاد تكون مسرحية هزيلة، تثير الشفقة على “اسرائيل”، عوضا من ان تثير اي خوف منها.

اولا، تُرى ما كل هذه “السرية” التي طبعت هذه المناورة، بحيث نقلت “هيئة البث الإسرائيلية” تفاصيلها وبكل دقة؟!!، والمعروف ان الكيان الاسرائيلي يحيط ابسط القضايا الامنية والعسكرية بسرية تامة؟.

ثانيا، من الواضح ان وصف “سماح” الكيان الاسرائيلي لضابط عسكري أمريكي المشاركة في المناورة كمراقب، بأنه “خطوة غير مسبوقة”، يثير السخرية، وسبب هذه السخرية، هو ان الكيان الاسرائيلي لم يقدم على عدوان و جريمة طوال تاريخه الدموي، دون تحريض او تأييد او دعم او تنسيق مع عرابه أمريكا، الا انه اراد من خلال هذه المُزحة السخيفة، ان يوحي ان امريكا ستكون مشاركة في اي هجوم “اسرائيلي” على ايران، بدليل وجود هذا الضبط الامريكي في المناورة!!.

ثالثا واخيرا، يعلم جميع زعماء الكيان الاسرائيلي وعلى راسهم بينيت، ان الدول الغربية وعلى راسها امريكا، لم تجلس الى طاولة المفاوضات في فيينا، لانها اهل سلام ووئام وسياسة ودبلوماسية، بل انها جلست رغم انفها، فهذه “القوى الكبرى” لا تملك من وسيلة للتعامل مع ايران غير الدبلوماسية، فهذه الدول لا “تهدر سنوات طويلة” من المفاوضات مع ايران، لو كان بمقدورها تدمير البرنامج النووي في ساعات، فإيران باتت خارج نطاق الارادة الغربية، لذلك لم يتبق لـ”اسرائيل” إلا ان تحلم.

تابعنا على فيسبوك 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن