تتلقى شركة “ميتا”، “فيسبوك” سابقا، ضربات موجعة ومتوالية، بعدما منيت خلال الأسبوع الماضي بخسارة أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية إثر انخفاض أسهمها.
ولم تقف المتاعب عند هذا الحد، بل وجدت الشركة نفسها في صراع مع الدول الأوروبية حول جمع البيانات وتخزينها، إذ ترفض الدول تخزين بيانات مواطنيها على الخوادم الأميركية، الأمر الذي دفع الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ للتهديد بإغلاق تطبيقات شركته في القارة.
وجاء تهديد زوكربيرغ بإغلاق موقعي وتطبيقي “فيسبوك” و”إنستغرام” في أوروبا بسبب اللوائح التي تهدف إلى إعاقة جمع بيانات التطبيقات.
وقالت “ميتا” إنه في حال لم تخفف القواعد الأوروبية المتعلقة بالبيانات، لن تستطيع الشركة على الأرجح أن تقدم “أهم منتجاتها وخدماتها”، بما في ذلك “فيسبوك” و”إنستغرام”، في الاتحاد الأوروبي.
وتعالج “ميتا” بياناتها عبر الولايات المتحدة وأوروبا، وتقول الشركة إن هذا أمر بالغ الأهمية للطريقة التي تؤدي بها أعمالها.
وتطالب بالسماح لها بالاستمرار في استخدام إطار عمل نقل البيانات عبر المحيط الأطلسي المسمى “Privacy Shield”، وهو الأساس القانوني الذي استخدمته الشركة لإجراء عمليات نقل البيانات حتى تم إبطالها في يوليو 2020، بموجب قوانين جديدة مصممة لحماية بيانات الأوروبيين.
رد رسمي
لم تمر تهديدات زوكربيرغ، بإغلاق عملياته في أوروبا، مرور الكرام، بل جاء الرد مباشرا وربما ساخرا من القادة الأوروبيين.
فقد أوضح وزير الاقتصاد الألماني الجديد روبرت هابيك، للصحفيين، خلال اجتماع في باريس ليل الاثنين، أنه عاش من دون “فيسبوك” و”تويتر” لمدة 4 سنوات بعد تعرضه للاختراق و”كانت الحياة رائعة”.
كما أكد وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، متحدثا إلى جانب الوزير الألماني، أن “الحياة ستكون جيدة جدا من دون فيسبوك”.
خسارة فادحة
في الأسبوع الماضي، أعلنت “فيسبوك” عن أول انخفاض ربع سنوي لها على الإطلاق للمستخدمين اليوميين على مستوى العالم، فيما نمت الإعلانات بأقل من المتوقع.
ويظهر الانخفاض الهائل في الأسهم، الذي قضى على الفور على ما يقرب من 200 مليار دولار من القيمة السوقية، أن تغيير علامة “فيسبوك” التجارية إلى الشركة الأم المالكة “ميتا ” لا يكفي لإلهاء المستثمرين عن المشاكل في أعمالها الأساسية.
كما تعرض زوكربيرغ لخسارة 29 مليار دولار من ثروته الشخصية، وهو أكبر انخفاض للثروة في يوم واحد على الإطلاق، بعدما جاءت أرباح شركة “ميتا بلاتفورمز” في الربع الأخير دون التقديرات.
أسباب متعددة
الخبير التكنولوجي المهندس أحمد صبري يقول إن حدوث هذا الانهيار كان متوقعا، وإن تحويل اسم الشركة إلى “ميتا” كان يراهن على إيقاف الانهيار، لأن “فيسبوك” كان يغرد منفردا في عالم التواصل الاجتماعي وحقق نجاحا باهرا، وخير مثال على هذا، الاكتتاب الخاص بالشركة الذي تخطى كل التوقعات، ووصل لـ10 أضعاف المعدل الطبيعي، ووهو واحد من أكبر الاكتتابات في التاريخ وأغربها على الإطلاق، نظرا لثقة المستثمرين في الشركة إضافة إلى أن زوكربيرغ مسوق ماهر.
ويضيف صبري لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “بداية الانهيار كانت التسريبات الخاصة بخصوصية المستخدمين، والتوقف المستمر للخدمات الذي زعزع ثقة الجميع لأن هذه الأعطال قد تكرر مستقبلا وفي أي وقت، إضافة إلى اعتماد الشركة على جني الأرباح وليس على خدمة المستخدمين”.
ويشير إلى أنه “عندما كانت الشركة تعاني من الانهيار أعلن زوكربيرغ عن تقنية ميتافيرس وغيّر اسم الشركة، مما أدى إلى صعود أسهمها مرة أخرى”
ويضيف صبري: “شركة ميتا ليست مستعدة لإطلاق ميتافيرس حاليا وقد يستغرق الأمر 3 سنوات، في المقابل هناك شركتان جاهزتان للأمر تعملان عليه منذ سنوات ولديهما الخبرة والتجربة والأدوات، ويتعلق الأمر بشركتي (إنفيديا) و(إيبك)، اللتين استغلتا إعلان زوكربيرغ عن الميتافيرس وحققتا مكاسب كبرى”.
وحول “ميتافيرس” يرى الخبير التكنولوجي، أن “هذا العالم لن يكون لشبكات التواصل الاجتماعي، لكن ينتمى أكثر لعالم الألعاب الإلكترونية، خاصة أن شركات الألعاب تستثمر في المجال منذ زمن طويل، حتى إن مايكروسوفت تحاول المنافسة به بالاستحواذ على شركة (أكتفيجن بليزرد) بقيمة تخطت 70 مليار دولار”.
لكن الخبير يتوقع أن تتخطى شركة “ميتا” الأزمة الكبيرة التي تمر بها، حيث إن “زوكربيرغ قادر على إيجاد حلول لها والاستمرار في المنافسة”.
المصدر: سكاي نيوز
قم بكتابة اول تعليق