يحصي الوسيط القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني نتائج جولته غير المعلن عنها في بيروت ليستأنفها الأسبوع الجاري بزيارة متوقعة الى السرايا الحكومية، بعد ان يعود ميقاتي غداً الى مكتبه في أعقاب الزيارة المطولة الى نيويورك حيث شارك في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والأردن لأسباب عائلية، للتشاور في ما آلت اليه مهمته.
ولفتت مصادر مطلعة “للجمهورية” الى أنّ “مهمة الموفد القطري السرية مستمرة ولا حاجة للحديث عن مستقبلها وما تحقق منها وما يمكن ان تؤدي اليه. فهو ما زال في مرحلة استكشافية دقيقة يُحصي المواقف ويبحث عما يمكن ان يقوم به في المرحلة المقبلة للنفاذ باتجاه اي خطوة عملية ايجابية، سواء أكملَ الموفد الفرنسي مهمته او علّقها لاسباب مختلفة، فهما متكاملان يتبادلان المعلومات بطريقة منتظمة سواء بالوسائل الديبلوماسية أو عبر اللقاءات غير المعلنة والاتصالات المباشرة بين أعضاء فريق عمل كل منهما”.
في هذا السياق، لفت مصدر نيابي بارز لصحيفة “الشرق الاوسط”، الى ان “بخصوص ما أشيع بأن الموفد القطري حاول استمزاج رأي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حول مدى استعداده للعزوف عن ترشّحه للرئاسة في مقابل إشراكه بوصفه واحداً من الأساسيين في التسوية السياسية التي تلي انتخاب الرئيس، فقد تبين، بأن لا صحة لما قيل حول قيام الموفد القطري بتقديم لائحة من الإغراءات السياسية للحصول على موافقته بخروجه من السباق الرئاسي”.
وكشف المصدر النيابي في معرض دحضه كل ما تردد في هذا الخصوص، بأن ما أشيع لا يمت بصلة إلى الحقيقة، وسأل: كيف يروّج البعض لمثل هذه الأخبار استباقاً للقاء فرنجية بالموفد القطري؟ وبالتالي من أين استمد هؤلاء “معلوماتهم” استباقاً للاجتماع المرتقب بينهما؟
ولفت إلى أن “الموفد القطري سعى لاستمزاج رأي حزب الله عندما التقى المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل حول موقفه في حال أن فرنجية اتخذ قراره بخروجه من المنافسة الرئاسية، وقال إنه صارحه بقوله: ما عليك إلا الذهاب إلى فرنجية للوقوف على رأيه، وبعدها لكل حادث حديث، ونحن لن نسمح بأن ننوب عن حليفنا في الإجابة عن سؤال يتعلق به شخصياً، مع تأكيدنا أننا نتمسك بتأييده، وأن لا مجال للعودة عن قرارنا، إلا في حال اتخذ قراره بملء إرادته بعزوفه عن الترشُّح ونحن من جانبنا نحترم ما يقرره”.
وشدد المصدر النيابي على أن “الثنائي الشيعي لا يزال يتمسك حتى الساعة بترشيح فرنجية، ونقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله بأن دعوته لحوار نيابي غير مشروط مدة أسبوع يليه انعقاد البرلمان في جلسات متتالية لانتخاب الرئيس تبقى الممر الإلزامي لإخراج الاستحقاق الرئاسي من المراوحة، تاركاً القرار النهائي للنواب، وليتحمل كل طرف وزر قراره، وأنا لا أستجدي أحداً للحوار، ولن أدخل في سجال سياسي مع الذين اعترضوا على دعوتي”.
واوضح انه “لذلك فإن التوافق على انتخاب رئيس من خارج الانقسامات السياسية لا يزال يصطدم بحائط مسدود، ولا يبدو في ضوء المعطيات المحلية أن هناك إمكانية لإحداث خرق في الملف الرئاسي، وبالتالي يبقى الانتظار، سيد الموقف، بينما يتواصل الجهد القطري بلا ضجيج لعل موفد الدوحة إلى لبنان يتمكن من تعطيل مفاعيل الألغام السياسية المؤدية إلى ترحيل انتخاب الرئيس”.
______________________________
🌍 للاطلاع على أحدث الأخبار المحلية والعالمية من وكالة نيوز ليبانون بإمكانكم متابعتنا على الروابط التالية:
قم بكتابة اول تعليق